كلما زاد الاهتمام العالمي بالبيئة والطبيعة، ازداد الإقبال على العطلات التي تركز على الحياة البرية والبحرية، إذ تعد مراقبتها طريقة رائعة للاهتمام بقضايا كوكبنا، مثلما هي طريقة ساحرة للعودة إلى الطبيعة والابتعاد عن صخب الحياة اليومية المتسارعة.
ومع وجود كثير من هذه العطلات المعروضة، يصبح من الصعب تحديد المكان الذي عليك أن تذهب إليه أولاً، ولكننا قمنا بذلك نيابة عنك، واخترنا لك 3 وجهات في مواقع مختلفة حول العالم للبدء في رحلات بحرية وبرية فاخرة، لترى الطبيعة كما لم ترها من قبل.
أفضل رحلات برية وبحرية في العالم
الإبحار لأرض العجائب المتجمدة
تُعرف القارة القطبية الجنوبية "أنتاركتيكا" بكونها أرض العجائب المتجمدة، وهي باختصار آخر برية حقيقية لم يفسدها البشر بعد. فهي أكثر البقاع تطرفًا على وجه الأرض، إذ إنها الأبرد والأكثر جفافًا ورياحًا على ظهر كوكبنا، كما أنها رسميًا غير مأهولة بالسكان ولا يملكها أحد.
وعلى الرغم من كل ما ذكرنا من ظروف قاسية وطبيعة خاصة، أصبحت القارة القطبية الجنوبية وجهة شهيرة لقضاء العطلات، لأسباب كثيرة قد يكون في مقدمتها أنها موطن لمجموعة متنوعة وشديدة التميز من مظاهر الحياة البرية المذهلة، ومن ثم فإنها جاذبة لعشاق تلك الحياة مثلما هي جاذبة لمحبي خوض المغامرات المتفردة، بما توفره من متابعة استكشافية لمستعمرات حيوانات البطريق الملكية المهيبة، والفقمات والحيتان وطيور القطرس، وغيرها مما لن تراه في مكان آخر، ولذا تعد من أفخم وجهات الرحلات البحرية.
وحسب الخبراء، فإن الوصول للقارة متاح وسهل، من خلال البعثات الاستكشافية والسفن السياحية الفاخرة مثل سيلفر إكسبلورر، ولو بوريال، وناشيونال جيوغرافيك أوريون، وجميعها تعمل خلال شهور الصيف الأسترالي، الممتد بين أوائل نوفمبر إلى أواخر مارس من كل عام، وهي أفضل الأوقات لزيارة القارة القطبية الجنوبية التي تتميز شهورها المختلفة بخصائصها الفريدة، حيث مواسم تزاوج البطريق والطيور البحرية، وتفتح الأزهار البرية الربيعية في جزر فوكلاند. ففيما يتفكك الجليد مكونًا أشكالاً من المنحوتات الثلجية، تظهر الحيتان وصغار الفقمة والبطريق، استعدادًا لفصل الشتاء الطويل المقبل.
الغوص في الجنة الاستوائية
تعد جزر المالديف جنة استوائية شديدة التميز، وهي ببساطة اختصار لمختلف المعاني الساحرة التي قد تراود الحالمين حول جمال الطبيعة، إذ تشكل التكوينات المرجانية والجبال البركانية لوحة فريدة، تنخفض حوافها الخارجية في بعض النقاط إلى أعماق تزيد على 3 كيلومترات، فيما تفصل القنوات العميقة 26 جزيرة مرجانية تمتد من منطقة Haa Alifu Atoll في الشمال لمسافة تزيد على 800 كيلومتر إلى Addu Atoll في الجنوب.
وقد تكون هذه الطبيعة الساحرة التي تتعانق مع تيارات المحيط هي السر وراء ما توفره هذه البقعة من العالم من تجربة غوص لا تضاهى، إذ تعد الأفضل على الإطلاق للغوص على سطح كوكبنا، والسباحة مع أسماك قرش الحوت العملاقة غير المفترسة، وأسماك شراع المانتا وشيطان البحر. ويمكنك التمركز في Baa Atoll، تلك المنطقة المحمية من قبل اليونسكو، حيث يمكنك الانغماس في متابعة الحياة البرية أيضًا والاستزادة من معاني الضيافة الفاخرة التي تتيحها مجموعة واسعة من الملكيات الفندقية في المتناثرة عبر جزر المالديف الساحرة.
وحسب الخبراء فإن فرصة الغوص في جزر المالديف متاحة طوال العام، إلا أن المناطق التي ترتادها الأسماك والحيوانات البحرية سالفة الذكر تختلف باختلاف الفصول. فخلال موسم الرياح الموسمية الشمالية الشرقية الجافة من يناير إلى أبريل، يكون الغوص الأفضل مع أسماك قرش الحوت وشراع المانتا في الجانب الغربي من الجزر، بينما يتبدل الأمر خلال موسم الرياح الموسمية الجنوبية الشرقية، لتقابل أسماك شيطان البحر وقرش الحوت بالقرب من الحافة الشرقية للجزر.
سفاري الهجرة الكبرى
لا شيء يضاهي القيام برحلة سفاري ساحرة لمتابعة ذلك المشهد الملحمي المثير، الممتد لمسافة تبلغ نحو 1200 ميل في قلب القارة الإفريقية بين كل من تنزانيا وكينيا، حيث الهجرة الكبرى لنحو 1.5 مليون حيوان بري و200 ألف حمار وحشي، تطارد الأمطار في سباقها للفوز بالحياة، والنجاة من شراك عدد لا يصدق من الحيوانات المفترسة، التي تتربص بها حتى تقتنص بدورها بعض الحيوانات المهاجرة للأسباب نفسها المغلفة بغريزة "البقاء".
تتجمع الحيوانات قبل موسم الهجرة الكبرى في منطقة سيرينجيتي الممتدة بين البلدين في بداية موسم الأمطار، إذ تنجب صغارها هناك، ومن ثم يمكن للمغامرين الاستمتاع برؤية الحيوانات الصغيرة من الجانبين، سواء من الحيوانات المسالمة أو من المفترسات بين حصصها التعليمية الأولى بالحياة، ولذا تعد من أفخم وجهات الرحلات البرية.
وثمة عدد كبير من منظمي رحلات السفاري العالمية الفاخرة والمتخصصة في تلك المناطق، مع خيارات واسعة لا يمكن حصرها من المنتجعات والنُزل الرائعة التي يمكنك الاختيار من بينها. وحسب الخبراء فإن أفضل وقت لتنظيم السفاري هنا يكون مع بداية تتبع قطعان الحيوانات البرية للمطر.
يكون أفضل وقت لمشاهدة الهجرة في تنزانيا بين شهري فبراير ومارس عندما تشارك الحيوانات البرية والحمار الوحشي في ذلك الزحف الكبير، بينما تقفز الأعداد لتشكل الهجرة الكبرى في شهري يونيو ويوليو متجهة إلى منطقة ماساي مارا في كينيا، وهو الوقت الذي يمكنك فيه مشاهدة معابر نهر جروميتي المذهلة مع التماسيح التي تنقض على فرائسها، خلال مراسم أكبر تجمع للحيوانات البرية من حيث الحجم وضخامة الأعداد المشاركة، يليه تجمع الحياة البرية في دلتا أوكافانغو في بوتسوانا.