لا يبدو أن ثمة ما يجمع بين سباقات الفورمولا 1 وتداول الغاز الطبيعي والقطاع الناشئ للطائرات الكهربائية eVTOL القادرة على الإقلاع والهبوط عموديًا.
لكن رجل الأعمال ستيفن فيتزباتريك وجد الرابط بين الثلاثة في عام 2015 خلال سباق الفورمولا 1 الذي أقيم في البرازيل. كان فيتزباتريك آنذاك مالكًا لفريق مانور رايسينغ Manor Racing، وبعد رحلة جوية استغرقت 15 ساعة، كان عليه أن يقضي أربع ساعات أخرى في ازدحام مروري خارج ساو باولو.
كان يمتلك أيضًا الشركة البريطانية لتوزيع الطاقة أوفو Ovo، وهكذا ظهر له أن يستثمر في القطاع الناشئ لسيارات الأجرة الكهربائية الطائرة والذي بدا في عام 2016 أشبه بمفهوم تصوري خارج من قصص الخيال العلمي.
يقول فيتزباتريك، الذي يصفه زملاؤه بصاحب الشخصية الفذّة، والذي يبلغ من العمر 44 عامًا: "لم يكن ثمة منافسة كبيرة في هذا القطاع". لم يكن فيتزباتريك على دراية بمجال الطيران، تمامًا كما لم يكن يمتلك أي دراية بقطاع تجارة الطاقة بالتجزئة عندما أطلق شركة أوفو في عام 2009، ولكنه نمّاها لتصبح ثالث أكبر موزع للطاقة في المملكة المتحدة.
وهو يقول موضحًا: "انطلقنا من دراسة ما تتميز به سيارات الفورمولا 1 الخاصة بنا من حيث المواد المركّبة المتطورة، والمحركات الهجينة، ونظم الوقاية من الحوادث، وأدركنا أن بالإمكان تزويد الطائرات بهذه التجهيزات".
منذ عام 2016، صرف فيتزباتريك ملايين الدولارات على توظيف متخصصين في مجال الطيران ومهندسي الطيران في منشأة Vertical Aerospace الواقعة في بريستول، والتي تعد مركز الطيران الرائد في المملكة المتحدة.
كما عقد شراكات مع صانعين لهم باع طويل في مجالاتهم، مثل رولز - رويس وبوينغ وهوني ويل Honeywell. وفي ديسمبر من عام 2021، أدرجت الشركة في بورصة نيويورك بعد اندماجها مع شركة Broadstone Acquisition Corp، وهي شركة استحواذ خاصة قيمتها السوقية تقدر بنحو 2.2 مليار دولار.
فازت شركة Vertical Aerospace بطلبات مسبقة بقيمة 6 مليارات دولار تقريبًا على طائراتها الكهربائية، وآخرها طراز VX4 الذي يمثّل طائرة بخمسة مقاعد ومظهر يوحي بالرشاقة، صُممت لتطير أكثر من 100 ميل بسرعات مختلفة تصل إلى 200 ميل/الساعة.
ستشرع الشركة في اختبار نموذج أولي بالحجم الكامل من هذا الطراز في وقت لاحق هذا الصيف، ومن المتوقع أن تحصل على التراخيص في عام 2024 أو 2025.
اختلفت الأمور عما كانت عليه في عام 2016، إذ أصبح قطاع الطائرات الكهربائية القادرة على الإقلاع والهبوط عموديًا أشبه بسباق يحوز الفائز فيه كل شيء. ولهذا نرى أن شركات منافسة مثل Joby Aviation وWisk Aero وLilium باتت تحظى بداعمين مؤسسين كبار، حتى أنها تمكنت من إنتاج نماذج ناجحة. لكن المنافسة قد لا تقتصر على هؤلاء الصنّاع. فثمة شركات أخرى تعمل على تصميمات متفردة بالرغم من أنها لا تحظى بالقدر نفسه من التمويل.
يقول فيتزباتريك: "يتمثل الفرق بيننا وبين منافسينا بكوننا نعمل مع مورّدين معروفين في قطاع صناعة الطيران. نحن لا ندعي أننا نجدّد هذا القطاع، ولكننا نمضي بدلاً من ذلك في المسار الأقل مجازفة من أجل الحصول على التراخيص".
يُذكر أن أحد أكبر التحديات التي يواجهها قطاع الطائرات الكهربائية القادرة على الإقلاع والهبوط عموديًا يكمن في الموازنة بين الثقافة المتحفظة في قطاع الطيران والشجاعة اللازمة للابتكار. وفي هذا يقول فيتزباتريك: "تستطيع إكمال مرحلة النموذج الأولي بسرعة كبيرة، ولكن ينبغي في النهاية أن تكون الخطوات المتخذة كلها متوافقة مع أعلى معايير السلامة العالمية، وهذا ما نفعله".