الانطباع الأول الذي انتابني كان أن ثمة خطبًا ما. صحيح أن دماغي نسّق الإشارات العصبية الصحيحة لأتمكن من تخطي حافة الحوض، التي يبلغ ارتفاعها 30 بوصة، والانزلاق بسلاسة في نحو 360 لترًا من المياه، لكنّ درجة حرارة المياه البالغة 3.8 درجة مئوية كانت كفيلة بجعل جهازي التنفسي والعضلي يعتقدان أن وظائف اتخاذ القرار كلها قد تعطلت.
لم يكن الأمر انهيارًا معرفيًا بقدر ما كان تجربةً غير مألوفة مع حوض الثلج الجديد الذي أثمر عنه مشروع التعاون بين شركة كولر Kohler ونادي Remedy Place.
يقول جوناثان ليري، المؤسس والرئيس التنفيذي لنادي Remedy Place، الذي يُسوَّق بوصفه "نادي العافية الاجتماعية" في نيويورك ولوس أنجليس: "اصبر 90 ثانية. أهم ما عليك فعله عندما تغمر نفسك في حمام ثلجي هو التحكم في تنفسك".
لمساعدتك في هذا التحدي، يعمل شريط ضوئي يتحرك عند مستوى العينين مثل مؤقت بصري لكل حركة شهيق وزفير (ينبغي أن تتم عبر الأنف فحسب). وسرعان ما يصبح التركيز على مهمة نادرًا ما نتنبّه لها هو كل ما يشغل فكري، لتحل بذلك حالة من السكون الذهني محل الشعور بوخز البرد والرغبة في الفرار.
أما عن التأثيرات الفسيولوجية، فيقول ليري، وهو اختصاصي في مجال تقويم العظام: "إن البرد يحفّز الدورة الدموية للعمل بأقصى طاقة، إذ تنقبض الأوعية الدموية بسرعة ثم تتوسع ما إن تخرج من الحوض. تعزز هذه العملية تدفق الدم، وتحد من الالتهابات، وتسرّع تعافي العضلات".
بعد أن أمضى ليري 13 عامًا في ممارسة هذا النهج العلاجي الشامل، تعاون مع كولر، العلامة التي تمتلك أكثر من 150 عامًا من الخبرة في مجال تصميم المطابخ والحمامات، لإنشاء نظام غمر بالماء يلبي احتياجات زبائنه من الرياضيين، ولكن يتمتع أيضًا بطابع جمالي راقٍ يجعل منه إضافة فاخرة إلى مساحة المنزل. وفي هذا تقول كايتي ستيفنز، المدير العام لمنتجات العافية في كولر إن مشروع التعاون استند إلى "فهم عميق ومشترك لتأثير التصميم على الرفاه الصحي، ما أدى إلى نهج مدروس لكل تفصيل" في الحوض الذي يبلغ سعره نحو 15,000 دولار والذي استغرق تطويره عامين.
يبلغ وزن الحوض المصمم لشخص واحد 250 كيلوغرامًا، وقد صُنع هيكله الخارجي من صفائح عالية الضغط، ويمكن توصيله بخطوط السباكة المنزلية لاستخدامه في الأماكن المغلقة. كما يشتمل الحوض على نظام ترشيح بالأشعة فوق البنفسجية، ولوحة تحكم واحدة تضبط درجة الحرارة (إذ يمكن استخدامه أيضًا حوض استحمام ساخن)، إضافةً إلى مؤقت وإضاءة محيطية. بل إن الحوض يتضمن موضعًا لتثبيت الهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي، ما يتيح جلسات علاجية موجهة عبر التطبيقات.
بعد ست دقائق من الانغماس في الماء شديد البرودة، وهي المدة التي يعدها ليري "النقطة المثلى" لتحقيق المنفعة العلاجية، خرجت من الحوض بشعور من الإنجاز، تعززه زيادة في إفراز الإندورفين والدوبامين على ما وُعدت. لكن هذا ليس الهدف الرئيس لهذا النظام، إذ يقول ليري موضحًا: "الأمر لا يتعلق بتحمل البرودة فحسب، بل بالتكيف معها والازدهار فيها. أنت تدرب عقلك على البقاء هادئًا تحت الضغط، وعلى تقبل الانزعاج، وتجاوز الحواجز". وهذا يفسر لماذا شعرت للحظة، وربما لأول مرة، بذلك الصفاء العميق.