في صالة عرض شوبارد الجديدة في مركز المملكة وسط الرياض، احتفت الدار مؤخرًا مع شركائها في شركة "عطار المتحدة" باستقبال جاكي إكس، سفير العلامة وأحد أشهر السائقين في تاريخ سباقات السيارات. شارك إكس خلال مسيرته الحافلة في أكثر من 100 سباق من سباقات الجائزة الكبرى، وحقق فوزه الأول في سباق الجائزة الكبرى الفرنسي عام 1968، وكان عمره حينها 23 عاماً.

اشتهر جاكي إكس ببراعته في سباقات التحمل، وبخاصة سباق "لومان 24 ساعة" الذي فاز به ست مرات، وهو رقم قياسي لم يحققه أحد حتى الآن. وبالإضافة إلى انتصاراته العديدة على حلبة السباقات، احتل السائق الشهير المركز الأول في رالي باريس داكار للسيارات في عام 1983، واليوم مع انطلاقة عام 2022، عاد إلى السعودية لحضور النسخة الثالثة على التوالي من رالي داكار التي أقيمت عبر صحراء المملكة العربية السعودية من 1 إلى 14 يناير.

قاد الشغف بالسيارات جاكي إكس إلى الاهتمام بسباق الألف ميل الشهير Mille Miglia، وشارك فيه على نحو متكرر بصحبة صديقه كارل فريدريك شوفوليه، الرئيس الشريك في دار شوبارد. بل إن إكس يُعد أحد أكثر المنافسين ولاءً لهذا السباق الذي تشارك به شوبارد راعيًا عالميًا ومسجلاً للتوقيت الرسمي منذ عام 1988.

مجلة Robb Report العربية التقت سفير شوبارد جاكي إكس، وأجرت معه هذا الحوار...

من هو جاكي إكس، هلا قدمت نفسك للجمهور العربي؟

أنا شخص بسيط أحب الحياة وأبتعد عن التكلف. خضت العديد من المغامرات التي تكللت بالنجاح، ولكني لم أتغير على الرغم من ذلك. فأنا أحب أن أكون على طبيعتي وغير متكلف، وأحترم الجميع لأحصد ذلك.

خضت أول بطولة لك في عام 1968.

حدثنا عن هذه الذكرى.

بطولاتي كلها ذكريات مليئة بالشغف والمخاطرة والجرأة، وقد يكون لدي ذكريات عن ثوان محفوفة بالمخاطر في معظم مشاركاتي، ولكن قاعدتي دائماً أنه طالما هناك وقت فيجب أن نستغله، لأنه إما أن يكون في صالحنا وإما أن يكون ضدنا، وهذا ما ساعدني في ربح معظم السباقات التي شاركت فيها.

كنت سائقًا في سباقات الفورمولا من عام 1967 إلى عام 1979. كيف تصف هذه الرحلة مع البطولة الأشهر؟

شكلت سباقات الفورمولا محطة فارقة في حياتي، وكان هدفي في أثناء المشاركة الأولى أن أحقق أفضل الأفضل، وهو تحدٍ لنفسي قبل أن يكون تحديًا للفوز بالبطولة والحصول على ألقاب. وأعتقد بعد كل هذه النجاحات أني استطعت إثبات أن الاعتماد ليس على الموهبة فحسب، بل أيضا على مدى شغفك بخوض المغامرات الخطيرة والتحديات التي تواجهك ولو لثوان معدودة. لقد كنت بعد كل سباق أفتخر بنجاحي أكثر بسبب ردة الفعل، وهذا كان يزيدني فخرًا واعتزازاً لتقديم الأفضل في السباق الذي يليه.

خضت عمومًا 114 بطولة. أيها الأقرب إليك؟ أيها الأخطر؟ وأيها لا يُنسى؟

كل سباق ترك ذكرى معينة ولا أستطيع حصر الذكريات كلها. قد تكون ذكرى فقدان زميل في أحد السباقات أو تعرضي لحادث أو جروح. فمنذ بدايتي ورحلتي مليئة بالذكريات الحزينة والسعيدة والمخاطر، ولكني أعتقد أن أجمل ذكرى هي التعرف على مجموعة من الأشخاص والعلاقات التي خرجت بها من تلك المشاركات.

 فزت في سباق لومان ست مرات، وهو رقم قياسي لم يحطّمه سائق آخر حتى الآن. فكيف تقيّم هذه التجربة؟

إني فخور بهذا الإنجاز، وكنت في كل عام أشعر وكأني أشارك في السباق للمرة الأولى، وبذلك خضت التحدي مع نفسي وحققت الفوز ستة أعوام متتالية.

شاركت في سباق الألف ميل لأول مرة في عام 1989 بصحبة صديقك كارل فريدريك شوفوليه، الرئيس الشريك في دار شوبارد. كيف تطوّرت علاقتكما منذ ذلك الحين؟

كانت البداية عندما قررت شراء هدية لزوجتي من دار شوبارد، ولم تكن على مقاسها. تعرفت على شوفوليه وبدأت العلاقة تتطوّر تدريجيًا وأصبحت علاقة أسرة وعلاقة عمل استمرت لأكثر من 30 عاماً على أساس الحب والاحترام. وإلى يومنا هذا، أشعر أن شوفوليه ليس صديقًا فحسب، بل هو مؤسس للعلاقات الاجتماعية والتجارية على مختلف المستويات. أطلق على عائلة شوفوليه لقب العائلة المعجزة، فتخيلي أن يكون لديك أكثر من 2000 موظف وفنان، وقائدهم واحد يستمع إليهم جميعًا ويعطيك إحساس القيادة والمشاركة في التفاصيل كافة.

ماذا يعني لك أن تكون سفيرًا لعلامة شوبارد؟

يعني ذلك الشراكة، ولكن ليس الشركة التجارية، بل المشاركة بالرأي خصوصًا إذا كنت تعمل على منتج يهتم بالجودة والأناقة والدقة، وهذه القيم جزء من شخصيتي، لذا أنا فخور بهذه الرحلة مع شوبارد.

ما هو أحدث ابتكار اقتنيته من شوبارد؟

أقتني كل عام ساعة جديدة من شوبارد وكل منها هو الأحدث من منظوري. فالتطور الذي يواكبه الخبراء سواء على مستوى الشكل أو دقة الأداء له دور كبير في نجاح الدار واستمراريتها.

ما هو السباق الذي كنت تتمنى المشاركة به لكن الفرصة لم تتسنّ لك؟

كان سباق إنديانا بوليس في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو من أشهر السباقات، ولكني سعيد لأنني لم أشارك به لأنه كان من أسرع السباقات في تلك الأيام وأخطرها.

هل كان عالم السباقات حلمك منذ الطفولة؟

قد تفاجئين أنني كنت من الأشخاص الذين يملون حضور السباقات، ولم أكن أحبها. كان حلمي دائمًا يتعلق بالطبيعة، ولكني أصبحت بعد ذلك بطلاً في عالم السباقات.

من هو خليفة جاكي؟

لا أعتقد أن ثمة خليفة لشخصية جاكي، لكن في ظل التطور والتحفيز الذي نشهده في عالم سباق السيارات، ثمة بطل لكل سباق. وأكبر دليل على ذلك أننا حضرنا منذ أيام قليلة سباق سيارات الفورمولا 1 في جدة الذي قدم لنا وسيقدم المزيد من الأبطال في أجيال مختلفة.

من هو أكثر شخص يحظى بتقديرك ولماذا؟

أنا أقدر الجيل الجديد عامةً والمخاطر التي يخوضونها لرفع أسماء بلادهم، وأرى أن أي شخص يخوض مغامرة جديدة يستحق التقدير.

مع التطور في عالم السباقات، ما هو اللقب الذي تنظر إليه اليوم بوصفه لقب المستقبل؟

سؤالك معقد، فنحن لا نعلم ماذا سيحدث خلال عشر سنوات مع كل هذا التطور سواء بعالم الراليات أو غيره، لذا لن أستطيع تقدير ذلك. لكن دعيني أشرح لك نقطة مهمة: لقد عانينا من أجل النجاح وطريقنا كان أصعب من طريق جيل اليوم، مع أن لكل حقبة صعوبات، لكننا كلما تقدمنا يصبح تسهيل المهمة أفضل مما سبق، لذا أنصح كل طموح بأن يتحلى بالشجاعة ويواكب هذا التطور ويستغله لإثبات وجوده.

ما هي السيارة التي يفضلها جاكي؟

أميل إلى مركبات بورشه.

ساعة Mille Miglia Middle East Edition

ساعة Mille Miglia Middle East Edition

بعيداً عن سباقات السيارات، هل تستهويك عوالم أخرى؟

السباقات والتحديات بكل أنواعها هي رياضتي المفضلة. أحب متابعة رياضة تسلق الجبال، وأعتقد أن أبطالها يستحقون التقدير إذ إنهم يتحلون بقدر عال من الجرأة ويواجهون المخاوف والمخاطر. كما أني أهوى السفر والحرية.

ما هو جدولك اليومي؟  

جدولي اليومي عفوي بمعنى الكلمة، فأنا لا أحب التخطيط. أحب اكتشاف كل جديد وأحب أن أبني علاقات جديدة.

أي المواقع زرت في المملكة العربية السعودية؟

زرت ما أحسبه أجمل منطقة في المملكة، وهي صحراء العُلا حيث قضيت 4 أيام. أظن أنها أجمل وجهة زرتها في حياتي، وأشكر كل القائمين على تطوير هذه المنطقة التاريخية بخدماتها كافة.

كنت في الرياض قبل عامين ونصف عام وأشاهد اليوم التطور الذي حدث على مختلف المستويات، والحقيقة أنني منبهر بالتطور الذي تحقق في الرياض وجدة. والأهم من ذلك هو ما لمسته من حس وطني جميل وصون للعادات والتقاليد الجميلة التي لا نجدها سوى في المملكة. كما أني حضرت رالي دكار في جدة والحقيقة كان مبهرًا جدًا وأتمنى أن تستمر المملكة في هذه النهضة الراقية. زرت أيضًا مدينة نيوم وأرى حقيقة أنها تمثّل مستقبل المملكة العربية السعودية. فالمشاريع التي جرى التخطيط لها في نيوم هي مشاريع المستقبل بلا منافس.

هل اختبرت أطايب المطبخ السعودي؟

أهوى اختبار كل ما هو جديد وقد أحببت الأطباق السعودية عمومًا. كان أكثر ما جذبني هو الحفاظ على العادات والتقاليد في تقديم الطعام، وهذا ما يميّز المطبخ السعودي.

هل ثمة مدينة تركت أثرًا خاصًا في وجدانك؟

كل مدينة جديدة أحبها وتكون مفضلة عندي.

جاكي إكس أحد أشهر السائقين في سباقات السيارات

جاكي إكس أحد أشهر السائقين في سباقات السيارات

ما هو الشيء الذي لا يمكن أن تسافر دونه؟

لا شيء بالتحديد، فأنا شخصية متجددة ولا أتمسك بشيء معين. لكني قد أقول بطاقة الائتمان المصرفي.

ماذا عن علاقتك بوسائل التواصل الاجتماعي؟

لديّ حساب على مواقع التواصل الاجتماعي لكني غير متابع. والحقيقة أني لا أجد نفسي في هذا العالم خصوصاً وأن نجاحي لم يتزامن مع هذه الوسائل. لذا أفضل أن ألمس نجاحي بشكل واقعي بعيدًا عن العالم الافتراضي.

هل أخذت جرعات التطعيم ضد فيروس كورونا، وكيف ترى المستقبل فيما لو استمرت الجائحة؟

استكملت الجرعات، وأعتقد أننا سنتعايش مع كورونا. منذ وقت طويل، اجتاح وباء العالم وكان يسمى بالإنفلونزا الإسبانية، ولكن لم يكن التنقلات ورحلات السفر شائعًا على ما هو عليه الحال اليوم. لذا شعرنا أكثر بتأثيرات الجائحة، لكن في النهاية ستكون حال كورونا مثل حال الإنفلونزا الموسمية.