يقبع هوراسيو باغاني عند تقاطع الإبداع والأسلوب التحليلي، شأنه في ذلك شأن ليوناردو دا فينشي، معلم عصر النهضة الذي يلهمه. فمصمم السيارات الخارقة البالغ من العمر 66 عامًا، والذي يجسّد حالة متفرّدة، يجمع بين موهبة خفية، ومقاربة مبتكرة، وما يكفي من النزعة المتفردة لتطوير خط إنتاج يُعد الأكثر حصرية: تبدو سياراته أشبه ببيوض فابرجيه نُحتت من معادن نبيلة ومركّبات متطورة تقنيًا قادرة على تحقيق سرعة تساوي 220 ميلاً/الساعة (وأكثر).
كان هوراسيو، المتحدر من كاسيلدا في الأرجنتين، لا يزال في الرابعة والعشرين من العمر عندما أكمل بناء سيارة سباق بمقعد أحادي للمشاركة في بطولة الفورمولا 2.
وسرعان ما اجتذبته إيطاليا، فساعد لامبورغيني على البدء باستخدام مواد مركّبة في سياراتها قبل أن يطلق محترفه الخاص تحت اسم مودينا ديزاين Modena Design. مهّدت هذه الخطوات كلها لتأسيس شركة باغاني أوتوموبيلي وإطلاق سيارة زوندا سي 12 (Zonda C12) في دورة عام 1999 من معرض جنيف الدولي للسيارات.
بالرغم من الطلب الهائل على سيارته الحالية Huayra R البالغ ثمنها 3.1 مليون دولار، والتي سيقتصر إنتاجها على 30 نموذجًا، وتوسيع نطاق نشاطه إلى مشاريع التصميم الصناعي التي تشمل قطع الأثاث ومقصورات الطائرات والمساحات الداخلية، إلا أن هوراسيو يأبى التركيز على إنجازاته.
وفي هذا يقول: "لا أحب استخدام كلمة نجاح، ولا أحب سماعها في الشركة. سنستخدم هذه الكلمة عندما تبلغ شركة باغاني أوتوموبيلي عامها المائة. الأمر كله يتعلق بتحقيق النتائج والتحسينات الصغيرة".
من هو مرشدك؟
أمتلك إحدى أكبر المجموعات الكاملة من كتب ليوناردو دا فينشي التي تضم مختلف أعماله الفنية ورسوماته، ولم أقرأ إلى الآن سوى 20% منها.
كيف تأثرت فلسفتك التصميمية بفكره وأعماله؟
"الفن والعلم" هو شعار الشركة، وهو أحد مبادئ دا فينشي التعليمية ويقوم على الجمع بين البحث العلمي والبحث عن الجمال. لذا فإن مهمتنا تتمثل بابتكار منتج يروي حكاية ويستثير المشاعر.
هل أقدمت مؤخرًا على أي عمل أو تجربة جديدة للمرة الأولى؟
كل ما أفعله في حياتي ينطوي على اختبار تجربة غير مسبوقة. في كل يوم أحاول إيجاد محفّز جديد من خلال شيء جديد يبهرني.
Martino Lombezz/هوراسيو ودرّاجته الهوائية من طراز أولمبيا Olympia
ما هي النصيحة التي تمنيت لو أخذت بها؟
حاولت أن أطبق مختلف النصائح التي قدّمها لي أهلي وأشخاص آخرون التقيت وإياهم في حياتي. لكني أود أن أتعلم كيف أكون أكثر تسامحًا مع نفسي.
ما أول ما تفعله عندما تستيقظ صباحًا؟
أستيقظ في ساعة مبكرة، وأستحم ثم أخصص ساعة كاملة لتناول طعام الفطور. بعد ذلك أعد القهوة لزوجتي وأخرج في نزهة تستغرق ساعة من حول المتنزّه القريب من منزلي. ثم أعود مجددًا للاستحمام قبل أن أنطلق إلى عملي على متن دراجتي الهوائية.
بالإضافة إلى الوقت الإضافي، ما الذي قد يحدث الفرق الأعظم في حياتك؟
لا يسعني أن أطلب المزيد. أنا أحب حقيقة نظامي الحياتي على ما هو عليه.
ما هي التطبيقات التي تستخدمها في غالب الأحيان؟
أستخدم تطبيق واتساب لتبادل الرسائل، وتطبيقًا للأحوال الجوية لمعرفة ما يجدر بي ارتداؤه، فضلاً عن تطبيقات في عالم المال وتطبيق سبوتيفاي لأني أصغي إلى الموسيقا باستمرار.
Martino Lombezz/في متحف باغاني الخاص
ما الذي تستخدمه ولا يزال يعمل بنظام التقنية التناظرية؟
كل ما أفعله يرتكز إلى التقنية التناظرية. ذهبت مؤخرًا في رحلة جوية مدتها ثماني ساعات، وأردت مشاهدة أحد الأفلام، لكن الطائرة كانت من طراز قديم ومنصة عرض الأفلام فيها لم تكن سهلة الاستخدام، لذا انتهى بي الأمر إلى مطالعة كتاب.
أي ملابس ترتدي في غالب الأحيان؟
أواظب مؤخرًا على ارتداء ملابس رياضية وحذاء رياضي لأن هذا الزي الذي يعزز الشعور بالاسترخاء يشعرني بأني لا أعمل حقيقة. وعندما أكون برفقة أحد الزبائن، يغلب على إطلالتي دومًا مظهر عملي جدًا، ولا أرتدي رابطة عنق.
من أين تبتاع ملابسك؟
لا يستهويني التسوق، وفي العادة تتولى زوجتي شراء ملابسي. لكني أحب زيارة دار أرماني في ميلانو. أقدّر المصمم نفسه، فهو ذكي ومبدع، وينتابني شعور جيد عندما أرتدي أزياء من ابتكاره.
Martino Lombezz/ساعة من طراز Patek Philippe Calatrava Ref. 6000 من باتيك فيليب
ما هو طراز الساعة التي تزين معصمك الآن؟ وكم ساعة تمتلك؟
لا أرتدي ساعة الآن. لكني أمتلك عددًا من الساعات يفوق حاجتي. عندي ساعة ذكية من آبل تتيح لي استخدام تطبيقات الرفاه الصحي، وساعة من باتيك فيليب أزيّن بها معصمي عندما أسعى للتأنق. أمتلك أيضًا ساعة من ريتشارد ميل، وهو صديق لي، لكني لست منغمسًا حقيقة في عالم الساعات.
من هو التاجر الذي تتعامل معه وما هي المنتجات التي يوفّرها لك؟
أجمع بشكل رئيس السيارات، وأحب خصوصًا مركبات بورشه. لذا يتصل بي رئيس بورشه في إيطاليا مباشرة عندما تتهيأ الشركة لطرح إصدارات جديدة. أجمع أيضًا النماذج المصغّرة من السيارات وأتبادلها مع زملائي.
ما هي السيارة التي ترتبط بها أكثر من غيرها؟
لسيارة بورشه 917 مكانة خاصة في وجداني، وإن كنت لا أمتلك نموذجًا منها.
هل تقود السيارة أم يقودها سائق؟
أفضل أن يقودها سائق، إلا إن كانت سيارة رياضية. ففي هذه الحالة، أؤثر قيادتها بنفسي.
Martino Lombezz/سيارة من طراز Pagani Zonda S 7.3
إذا تأتت لك الفرصة لاكتساب مهارة جديدة، فماذا تختار؟
أختار البدء بتعلم العزف على البيانو.
ما هو الطبق الذي تبرع حقيقة في إعداده؟
في العادة، زوجتي تهتم بإعداد الطعام في المنزل. إنها تتقن الطهو، لكن الجميع في منزلنا قادر على إعداد الطعام. أما الطبق الذي أبرع حقيقة في تحضيره، فهو الأسادو، أو اللحوم المشوية كما تسمّونها.
إلى أي فنان تميل أكثر، ديفيد بوي أم بوب ديلان؟
بل أميل إلى براين مكنايت، وجون ليجيند، وجيمس تايلور، وكريستوفر كروس.
ما هي الأغنية التي تتردد في ذهنك حاليًا؟
غالبًا ما أتنقل وأنا أضع سماعاتي الرأسية لأن الاستماع إلى الموسيقا يساعدني على تحويل انتباهي من مشروع إلى آخر، سواء أكان تصميم سيارة أم مساحات داخلية لفندق أم طائرة مروحية. في كل مشروع مختلف، أحب الإصغاء إلى نوع مختلف من الموسيقا.
ما أكثر ما تتوق إليه في نهاية يومك؟
أتوق إلى نزهة برفقة زوجتي وكلابي. فأنا لا أعيش حياة اجتماعية صاخبة.
ما أكثر ما تثمنه في حياتك؟
أولادي.
إذا سنحت لك الفرصة للبقاء في سنّ معينة، فأي عمر تختار؟
أحب بالطبع أن أكون في العشرين من عمري. وكيف عساي أختار إجابة مختلفة لهذا السؤال؟ لكني سعيد أيضًا في الستينيات من عمري.
إلى أي حد تثق بحدسك؟
أحتاج إلى اتخاذ كثير من القرارات وتحمّل مسؤوليات كثيرة، لذا لا بد لي من أن أثق بنفسي. كل امرئ، بغض النظر عن طبيعة عمله، سواء أكان رائد أعمال، أم رئيس تحرير مجلة، أم مدير مدرسة، يحتاج في نهاية المطاف إلى أن يتخذ منفردًا القرارات التي يمليها عليه دوره المهم، لذا عليه أن يثق بحدسه.
كيف تختبر الشعور بالسكينة؟
أمارس التأمّل، حتى وإن كنت محاطًا بألف شخص. أفعل ذلك ثلاث مرات في اليوم لمدة تتفاوت بين بضع دقائق إلى نصف ساعة.