لم يُفاجئ قرار باولو فيتيلي تسمية ابنته جيوفانا رئيسة لمجلس إدارة مجموعة أزيموت بينيتي المهتمين بصناعة اليخوت. كانت هذه النقلة منظمة، وكان يجري التخطيط لها منذ أكثر من عقد من الزمان، مع اضطلاع جيوفانا بإدارة قسم تطوير المنتجات المسؤول عن استحداث آخر طرز أزيموت وبينيتي.
أسس باولو فيتيلي علامة أزيموت بينيتي في عام 1969، وكانت وقتها متخصصة في تأجير اليخوت صيفًا. أما هذا العام، فقد وصل عدد الطلبات إلى حد أن اليخوت قيد الإنشاء لو أُلصقت بعضها ببعض لامتدت على طول 19,656 قدمًا، ما يعادل 6 كيلومترات. وللمجموعة خمس منشآت في إيطاليا والبرازيل، وهي تُشغل أكثر من 2,000 موظف. وتراوح الطرز التي تصممها المجموعة بين قوارب بطول 40 قدمًا ويخوت عملاقة هجينة بطول 350 قدمًا.
لا تدّعي جيوفانا، المحامية، أنها مثل والدها، غير أنها على دراية عميقة بتاريخ علامة أزيموت، ابتدأت منذ أن كانت طفلة تُمضي الصيف في مساعدة والدها في اختبار أحدث الطرز. وفي هذا تقول: "لطالما كانت اليخوت جزءًا من حياتي".
يلتف حول جيوفانا فريق إداري قوي وتعمل عن كثب بِمعية لجان المنتجات على تطوير الطرز الجديدة. ومنذ أن اضطلعت بدور تنفيذي - بِتوليها مقعدًا في مجلس الإدارة في عام 2020 - مارست تأثيرًا كبيرًا على توجهات كل من أزيموت وبينيتي، مع أنهما علامتان مختلفتان تمامًا.
تقول جيوفانا: "ينصبّ تركيز أزيموت على الألق، ولهذا نبني طرزًا تعكس هذا التوجه المميز". لتحقيق هذا المطلب، استعانت بعدد من المصممين البارزين من خارج القطاع بقصد إعادة تعريف مفهوم اليخوت.
وقد حظيت بعض اليخوت التي عمل عليها هؤلاء المصممون بنجاح كبير، مثل اليخت Magellano 25M الذي يزهو بمساحات داخلية تتزيّن بالراتنج الخام وبتشطيبات صناعية أخرى من عمل المهندس المعماري والنحات فينشينزو دي كوتيس، واليخت Azimut Grande 35M الذي يزدان بانحناءات باهرة وتفاصيل فَطِنة من تطوير المهندس المعماري والمصمم الروماني أخيل سالفاني.
على غير ما هو عليه حال أزيموت، فإن بينيتي متجذرة أكثر في التراث وتتبع نهجًا حذرًا في تصاميمها. على الأقل هذا ما كان عليه الحال قبل إشراف جيوفانا على الجيل التالي من يخوت العلامة، ذلك أن الطرز التي كشفت عنها بينيتي، مثل يخوت Oasis الجديدة، والطراز الأول في سلسلة B.yond، وحتى المفاهيم التصورية لليخوت الأكبر حجمًا، كلها تشير إلى حدوث تغيير جذري تحت القيادة الحالية لآل فيتيلي.
تقول جيوفانا: "إننا نتبع قواعد جديدة"، في إشارة إلى الأجيال الشابة التي أصبحت تَلِج عالم اليخوت. وتضيف: "لقد ولّى زمن البذخ والبريق، لذلك نركز على تصميم أسطح رئيسة مجهزة بمجالس مريحة للضيوف، تغيب عنها مناطق تناول الطعام رسمية الطابع. كما نعكف على تصميم مساحات غير رسمية في غاية المرونة".
قد تكون أعظم ميزة تُعين جيوفانا في منصبها الجديد هي حبها للتصميم - وهو ما تسميه "شغفًا" - الموروث عن والدها، فضلاً عن إدراكها الضمني للتحولات العامة بين الأجيال. وفي هذا تقول: "إن المُنتَج هو عماد هذه الشركة"، مرددة الشعار الذي كان يوجه المجموعة على امتداد 54 عامًا. وتتابع: "قد تخسر الكثير من المال إذا أخطأت. ولكن اتخاذك لقرارات ذكية يحفظ لك دور القيادة".
سيكون التحدي الأكبر الذي يواجه جيوفانا في منصبها الجديد هو دفع التصميمات الحديثة قدمًا، لكن قضاءها عقدًا من الزمن في الاستعداد لهذه اللحظة وتحقيق العديد من الإنجازات أمور تسعفها في مسيرتها المقبلة. وفي هذا تقول: "التصميم هو الجانب الذي سأضطلع فيه بالدور الأبرز". ومن الواضح أن المجموعة ستكون في أمس الحاجة إليها في هذا الجانب خصوصًا.