كان العام الماضي صعبًا في ما يتعلق بالثروات العالمية. فقد انخفض إجمالي صافي ثروات الأُسر في مختلف أنحاء العالم بنسبة 2.4% ليصير الإجمالي نحو 454 تريليون دولار في العام الماضي، وفقًا لتقرير الثروة العالمية السنوي لبنك كريدي سويس.
وقد شهدت ثروات الأسر في العام الماضي تراجعًا عالميًا للمرة الأولى منذ الأزمة المالية عام 2008، إذ أدى التضخم وارتفاع الدولار إلى محو 11.3 تريليون دولار من الأصول. في المقابل، ارتفعت الثروة العالمية في عام 2021 إلى مستوى قياسي بلغ 530 تريليون دولار، وفقًا لتقرير مجموعة بوسطن الاستشارية من العام الماضي.
وقالت نانيت هيشلر فايدهيربي، رئيسة الاقتصاد والبحوث العالمية في بنك كريدي سويس: "لقد أثبت تطور الثروة مرونة خلال جائحة كورونا. وبالرغم من أن الثروات نمت بوتيرة قياسية خلال عام 2021، إلا أن التضخم وارتفاع أسعار الفائدة وانخفاض قيمة العملة تسببت في حدوث مسار مختلف في عام 2022".
وبحسب التقرير، برز الجزء الأكبر من الانخفاض في أمريكا الشمالية وأوروبا، حيث سُجلت خسارة في الثروات بقيمة 10.9 تريليون دولار. ورغم أن الولايات المتحدة الأمريكية هي واحدة من أغنى دول العالم، إلا أن الأمريكيين شهدوا في المتوسط انخفاضًا قدره 27.7 ألف دولار من الثروة لكل شخص بالغ في عام 2022.
وخرج حوالي 1.7 مليون شخص في الولايات المتحدة من فئة المليونيرات، في حين لم يعد بإمكان 17 ألف شخص أن يعدوا أنفسهم من أصحاب الثروات الفائقة (100 مليون دولار أو أكثر).
وفي مختلف أنحاء العالم، فقد في العام الفائت أكثر من 3.5 مليون شخص لقب مليونير، إذ انخفض عدد الذين تزيد أرصدتهم على مليون دولار من 62.9 مليون فرد نهاية عام 2021 إلى 59.4 مليون شخص نهاية عام 2022. وشهد 1٪ من البشر في العالم انخفاضًا في حصتهم من الثروة يصل إلى 44.5٪.
وبينما تبدو الاتجاهات العامة سلبية، شهدت أماكن قليلة نموًا للثروة في عام 2022. فقد سجلت روسيا زيادة كبيرة في الثروات خلال العام، وسجلت ظهور 56 مليونيرًا جديدًا على الرغم من العقوبات المتعلقة بحرب بوتين في أوكرانيا. وشهدت أمريكا اللاتينية زيادة في الثروات قدرها 2.4 تريليون دولار مدعومة بارتفاع في قيمة العملة مقابل الدولار بمتوسط 6%.
وحتى مع الركود الهبوطي في عام 2022، يعتقد خبراء بنك كريدي سويس أن الثروة ستستمر في النمو في السنوات القليلة المقبلة. وتشير التوقعات إلى أن ثروات الأفراد سترتفع بنسبة 38% لتصل إلى 629 تريليون دولار عالميًا بحلول عام 2027 بينما سيرتفع عدد أصحاب الملايين إلى 86 مليون شخص خلال السنوات الخمس المقبلة. لذلك ربما يسترد بعض أولئك الذين سقطوا من قائمة المليونيرات أموالهم في المستقبل القريب.