من كان يتابع إيلون ماسك بالشكل الكافي في الأعوام الماضية يلمح نيته في بناء التطبيق الخارق أو التطبيق الشامل، وهو تطبيق يضم كل ما قد تحتاج إليه في حياتك بدايةً من المدفوعات المختلفة والإدارة المالية لحسابات البنوك حتى التواصل الاجتماعي ومتابعة أحدث الأخبار. ومنذ بداية حديثه عن هذا التطبيق كان يطلق عليه اسم التطبيق X.
لذلك عندما قرر أغنى رجال العالم تغيير اسم وشعار منصة التواصل الاجتماعي التي استحوذ عليها من تويتر إلى X، تبادر إلى ذهن الجميع حلم ماسك القديم. ومن خلال أحدث تصريحاته في مكالمة جماعية داخل المنصة تأكدت هذه المساعي، إذ قال بشكل مباشر إنك لن تحتاج إلى استخدام حساب بنكي بعد الآن بفضل مزايا X التي ستطلق في نهاية العام المقبل 2024.
رحلة إيلون ماسك مع التطبيقات المالية
استولى إيلون ماسك في السنوات الأخيرة على العناوين الرئيسة في مختلف الصحف، وتحديدًا بعد استحواذه على تويتر، ولكن اسمه لمع قبل ذلك، حتى قبل استحواذه على تسلا في عام 2008.
بدأ الظهور الأول لاسم إيلون ماسك في سماء الأعمال والمشاريع التقنية مع شركة Zip2، التي كانت في عام 1995 دليلاً رقميًا للمدن ثم استحوذت عليها Combaq عام 1999 مقابل 307 ملايين دولار. وفي عام 2000، أسس بالتعاون مع شركة Confinity منصة المدفوعات الإلكترونية الشهير باي بال، ثم تركها في عام 2002 بعد استحواذ eBay عليها مقابل 1.5 مليار دولار.
ولم تكن باي بال أولى تجارب إيلون ماسك المالية، إذ أسس في عام 1999 شركة X التي كانت تعد بذرة البنوك الإلكترونية في ذلك الوقت، وكانت تقدم خدمات البنوك المباشرة.
لذلك يمكن القول إن التطبيق X هو من أحلام إيلون ماسك التي يسعى لتحقيقها منذ بداية رحلته في عالم التقنية، وهو ما سيظهر في المزايا التي ينوي ماسك إطلاقها في المنصة الجديدة.
يرغب ماسك في توفير مجموعة من المزايا التي تشبه خدمات البنوك المعتادة مثل البطاقات البنكية وخدمات السندات المالية في مختلف أشكالها، إلى جانب خدمات الإقراض وبالطبع إرسال الأموال واستقبالها بشكل لحظي من أي مكان في العالم إلى أي مكان آخر.
ومن الجدير ذكره تصريح ماسك الأخير في المكالمة الجماعية مع موظفي X، إذ قال إن باي بال تخلت عن الكثير من خططه المستقبلية وأصبحت منصة أضعف مما كانت عليه في عام 2023، وأكد أنه مازال يمتلك الخطط الأولية للمنصة والمزايا التي يجب أن تضمها في النهاية.
هل ينجح إيلون ماسك في إطلاق التطبيق الشامل؟
يمتلك إيلون ماسك تاريخًا طويلاً من تحقيق الأحلام المستحيلة وتجسيدها على أرض الواقع، وهذا ما تؤكده نجاحات تسلا وستارلينك وباي بال أيضًا. ولكن خطط تحويل منصة X أمر يختلف عن مختلف تلك النجاحات السابقة.
بالطبع، لن يواجه ماسك تحديات كثيرة في التشريعات القانونية لمثل هذه المنصة، وسيتمكن من الحصول على التراخيص اللازمة لتشغيلها عالميًا. ولكن التحدي الأكبر سيكون الحفاظ على المنصة وإدارة أعمالها التقنية بشكل جيد، خصوصًا بعد موجة الإقالات التي اجتاحت تويتر سابقًا وخفضت إجمالي العاملين في المنصة لأقل من 70٪ من القوة الأصلية لها.
ولكن رغم جنون هذه الفكرة، فإنها ليست أمرًا مستبعدًا تمامًا، إذ توجد نماذج تمكنت من النجاح بشكل كبير وقدمت الفكرة نفسها، وفي مقدمتها تطبيق وي تشات المستخدم بكثرة في الصين ومقاطعاتها، إذ يعمل بوصفه منصة تواصل اجتماعي ومنصة مراسلات نصية سريعة رسمية، إلى جانب تقديمه للخدمات المالية المتنوعة مثل المدفوعات الإلكترونية وعمليات تحويل الأموال والإقراض أيضًا.
ويعد النجاح الذي تمكن هذه التطبيق من تحقيقه دليلًا حيًا على وجود حاجة مستمرة وملحة لوجود تطبيق شامل يقدم هذه الخدمات على مستوى عالمي.
يمتلك إيلون ماسك مختلف المقومات التي تجعله يحقق هذا المشروع الطموح ويحوله إلى واقع نعيشه باستمرار، ولكن يختلف الأمر كثيرًا بين امتلاك المقومات اللازمة للنجاح وتحقيق هذا النجاح عبر الدعم التقني المستمر، وهذا ما يجب على إيلون ماسك محاولة تجاوزه قبل إطلاق مشروعه المستقبلي.