بعدما بقيت أشرطة VHS (نظام الفيديو المنزلي)، لفترة طويلة موضوعة في الزوايا غير البارزة لأسواق القطع القديمة، بدأت خلال الأشهر الأخيرة تباع في المزادات بأسعار خيالية.

لمدة من الزمن لم يهتم هواة الجمع إلا بالعملات المعدنية ​​وملصقات الأفلام والأدوات الرياضية، لكن دار مزادات هيريتدج Heritage Auctions في دالاس، تكساس الأمريكية وسّعت بشكل كبير عروضها في السنوات الأخيرة لتعكس عالمًا جديدًا من المشترين.

وقد حققت الشركة عائدات بقيمة 1.4 مليار دولار العام الماضي من مزايديها البالغ عددهم 1.6 مليون، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، وكانت أشرطة VHS جزءًا تنافسيًا من عروضها.

في يونيو 2022 استضافت دار المزادات أول مزاد لها مخصص فقط لأشرطة VHS بالتعاون مع جامع الأشرطة جاي كارلسون، وحقق المزاد أكثر من نصف مليون دولار. بيع حينها شريط فيديو لفيلم Back To The Future مقابل 75 ألف دولار، فيما بيع شريط فيديو لفيلم The Goonies مقابل 50 ألف دولار.

بيع أشرطة فيديو VHS فيلم Rocky لسيلفستر ستالون

Heritage Auctions

كذلك بيعت مجموعة من أشرطة فيلم روكي المختومة من المصنع وتشمل الجزء الأول والثاني والثالث - كانت تباع مقابل 60 دولارًا لكل منها في عام 1982 - في مزاد مقابل 53.7 ألف دولار. ويقدر كارلسون أن الإصدار الأول من شريط فيلم Raiders of the Lost Ark سيباع مقابل 20 ألف دولار عندما يطرح للمزاد في وقت لاحق من هذا العام.

وقال كارلسون لصحيفة التايمز عما يعتقد أنه وراء الطلب الجديد على هذه الأشرطة: "هذه الأشرطة عبارة عن قطع أثرية تاريخية لديها هذه القدرة على إعادة إحساسك بالزمن".

يرى كارلسون أنّ أشرطة الفيديو تحقق مبيعات أهم مقارنةً بألعاب الفيديو التي سجلت مبيعات بأكثر من مليون دولار العام الفائت، وفي هذا يقول موضحًا: "أعرف أشخاصًا كثيرين لا يهتمون بألعاب الفيديو ولا يلعبون بها، لكنني لا أعرف عددًا كبيرًا ليست لديهم أفلام مفضلة".

نظرًا لأن دار هيريتدج ترى مكاسب كبيرة في الاستفادة من الحنين إلى الماضي بين مزايديها، فقد أصبحت أكثر إبداعًا من أي وقت مضى بشأن ما يمكن اعتباره ذا قيمة، مع ملاحظة بعض موظفي الدار أن العناصر غير المكتشفة ذات القيمة التاريخية الحقيقية نادرة في السوق، لذلك بدأوا في البحث بنشاط عن العناصر التي لها قيمة عاطفية وكذلك تلك التي لها علاقات مع المشاهير.

باعت هيريتدج قبل بضع سنوات نسخة لم تفتح من لعبة سوبر ماريو Super Mario Bros من إنتاج نينتندو، كان قد جرى شراؤها في عام 1986 ونسيت في درج مكتب، مقابل 660 ألف دولار. كما باعت لعبة Super Mario 64 مختومة مقابل 1.56 مليون دولار، محطمة الرقم القياسي لـأغلى لعبة فيديو في مزاد.

ويعرب عدد كبير من هواة الجمع القدماء عن استغرابهم من موجة البيع المفاجئة بعد 16 عامًا على إصدار آخر فيلم بصيغة في إتش إس A History of Violence، وكانت آخر دفعة من مسجلات أشرطة الفيديو قد صُنعت عام 2016.