وبذلك أصبح تشيبييلا أول طيار على الإطلاق يهبط بطائرة فوق مبنى، مع اختياره لبرج العرب منصةً للهبوط، وفقًا لما ذكره الحساب الرسمي للبرج عبر موقع "إنستغرام"، رغم الصعوبة الكبيرة التي تضمنتها محاولة الهبوط نظرًا لكونها طائرة ذات جناحين على منصة مخصصة لهبوط الطائرات العمودية بمساحة بحجم ملعب كرة المضرب وعلى ارتفاع 212 مترًا بينما يجاورها مبنى الفندق المؤلف من 56 طابقًا. 

الطائرة في الأصل مهيأة للهبوط على مدرج الطيران الذي يكون عادة مزوّدًا بإشارات مرئية لإرشاد الطيار للهبوط، فيما تحتاج تلك الطائرات إلى مسافة طويلة للهبوط، في حين لم يكن أمام تشيبييلا، سوى مسافة 27 مترًا لإيقاف طائرته "كاب كرافترز ستول" من طراز كاربون كاب، بعد الهبوط بسرعة 43 كيلومترًا في الساعة.

كان شيبييلا قد تدرب على هذا الهبوط خلال العامين الماضيين نحو 650 مرة. وبدأ الطيار ممارسة المناورة في موطنه بولندا، ثم على مهابط الطائرات المروحية في أريزونا ويوتا.

وفي هذه المناسبة، أعرب لوك تشيبييلا، وهو قبطان للطائرات من طراز إيرباص 320، عن سعادته بتحقيق هذا الإنجاز في دبي، مؤكدًا أن التجربة لم تكن سهلة واحتاجت إلى جهد كبير للإعداد لها. وقال شيبييلا بعد الرحلة مباشرة: "عندما بدأت المحاولة لأول مرة، كان معدل النجاح 20% فقط، ولكن قرب النهاية وصلنا إلى معدل 100%.".

استعدادًا للرحلة، عدلت الطائرة، وهي من فئة STOL (الطائرات التي تحتاج إلى مدرج قصير للإقلاع والهبوط) مصنوعة من ألياف الكربون، بوساطة صانع الطيران الأمريكي مايك باتي، وشملت أبرز التعديلات خفض وزنها إلى 400 كيلوغرام، ونقل خزان الوقود الرئيس إلى الخلف لتعزيز عمل المكابح، وإضافة خزانات النيتروز لتعزيز الطاقة وإنجاح التحدي الثاني المتمثل في الإقلاع من مهبط المروحيات.

يذكر أن هذه التجربة ليست الوحيدة ولم تكن الأولى التي تشهدها منصة هبوط المروحيات الخاصة بفندق برج العرب. ففي عام 2005، نظمت مباراة على المنصة نفسها جمعت نجمي كرة المضرب العالميين روجيه فيدرير وأندريه أغاسي، لتكون أول مباراة كرة مضرب تقام على مثل هذا الارتفاع الشاهق. 

وفي عام 2013، قدم ديفيد كولتارد عرضًا بالدوران بسيارة فورمولا 1 حول نفسها أعلى المنصة، التي شهدت أيضًا في عام 2019 قفزة أداها الدرّاج كريس كايل من طائرة مروحية ليحط مع دراجته على مهبط برج العرب.