قبل أربع سنوات، أطلقت دار بانيراي للساعات أوّل جولة ليختها أيلين Eilean، محوّلة هذا المركب الشراعي الكلاسيكي، الممتد بطول 72 قدمًا، إلى ما يشبه منصة للترفيه والضيافة تتهادى قبالة ساحل البحر الأبيض المتوسط في رحلة سنوية باتت اليوم، وللمرة الأولى، تشمل منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا إسطنبول.
ففي أول محطة لجولة هذا العام البحرية التي انطلقت مطلع الشهر الفائت من فياريدجو، أبحر اليخت أيلين بضيوف بانيراي عبر مياه مضيق البوسفور قبالة ساحل إسطنبول، متيحًا لهم تجربة غير تقليدية لاستكشاف التلاقي الآسر بين مفاتن الطبيعة والإرث التاريخي المميز لمدينة ما فتئت تتباهى بقباب مساجدها وقصور سلاطينها.
على متن القارب الذي أُفردت أشرعته في وجه رياح خفيفة، كان القبطان ستيفانو فالنتي سخيًا في سرد تفاصيل حكاية بدأت منذ عام 1936. آنذاك، أبصر اليخت Eilean (أيلين تعني الجزيرة الصغيرة باللغة الغيلية) النور على يد صانع اليخوت ويليام فايف الثالث في اسكتلندا، ليبدأ مسيرة استمرت عقودًا عبر بحار أوروبا وجزر الكاريبي حيث ترسخت شهرته، لا سيّما في أنتيغوا.
بل إن كثيرين عرفوا هذا اليخت من خلال مشاركته عام 1982 في الفيلم الموسيقي "ريو" لفرقة دوران دوران. قطع القارب، على مر 73 عامًا، المحيط الأطلسي 36 مرة. وفي عام 2006، رأى أنجيلو بوناتي، الرئيس التنفيذي لبانيراي آنذاك، القارب الصدئ والمجرّد من صواريه في أنتيغوا، فقرر أن يضمّه إلى ملكية بانيراي ليعيده إلى الحياة بعد أن عجز مالكه، المعماري السابق جون شيرر، عن تحقيق ذلك بسبب النقص في الموارد.
يخت أيلين
بعد سنتين ونصف، وأربعة آلاف ساعة من العمل، احتفلت بانيراي بالولادة الثانية لليخت أيلين الذي أخضع لمشروع استعادة ضخم على أيدي فريق من الحرفيين عملوا تحت إشراف الإيطالي الخبير في هذا المجال إنريكو زاكانيي.
ولما كانت البنية الداخلية الفولاذية للقارب صدئة بما يحول دون إصلاحها، عمل زاكانيي وفريقه على استبدال الإطارات والعوارض في داخلها، متوخّين قدر الإمكان الحفاظ على الهيكل الخارجي.
Gilles Martin-Raget
في أول محطة لجولة هذا العام، أبحر اليخت بضيوف بانيراي عبر مياه مضيق البوسفور قبالة ساحل إسطنبول.
أما الصاري، فأعاد زاكانيي بناءه من خشب التنوب المتين خفيف الوزن بما يتوافق مع المخططات الأصلية للقارب، ولكنه جعله أطول قليلاً لاحتضان شراع أكبر. وفيما جرى إنقاذ الأسطح المصنوعة من خشب الساج، كان لا بد من استبدال التجهيزات الخشبية الداخلية وقطع الأثاث التي قضت عليها حشرات الأرضة. وعلى ما هو متوقع، جهّزت بانيراي مأثرتها بمجموعة عالية الأداء من معدات الإبحار.
والحقيقة هي أن انغماس بانيراي في هذا المشروع بكثير من الشغف والالتزام لا يُعد مستغربًا إذا ما أخذنا في الحسبان العلاقة الوطيدة التي تجمع بين بانيراي والبحر، وإرثها الإبداعي الذي انبثق في الأصل عن أصولها العسكرية والأدوات التي كانت تبتكرها للقوات البحرية الملكية الإيطالية في ثلاثينيات القرن الفائت.
مجموعة مختارة من الساعات
إن أول ساعة - من طراز Radiomir الذي ابتُكر لدعم المهام البحرية وحمل اسم مادة طوّرها غويدو بانيراي لإضاءة موانئ الساعات وتعزيز الوضوح في الرؤية - أبصرت النور أيضًا سنة 1936، شأنها في ذلك شأن اليخت أيلين.
في إسطنبول، وعلى متن اليخت الذي يكرّس اليوم حكاية بانيراي والبحر إذ يتجلى تحفة فنية في الهندسة البحرية وشهادة حقيقية على الإرث العريق الذي تنفرد به العلامة والتزامها صون التقاليد الحرفية والأداء المتفوّق، تسنّت لنا الفرصة أيضًا لاستكشاف فصل جديد من حكاية Radiomir - التي تتربع على عرش ابتكارات العلامة لهذا العام - من خلال مجموعة مختارة من الساعات التي استعرضتها بانيراي في سياق الرحلة.
وتتمايز ضمن أحدث الإصدارات ساعة Radiomir Annual Calendar التي تجمع بين التصميم الأنيق والتفوق في صناعة الساعات فيما تكشف عن انضمام تعقيد جديد إلى المجموعة، وساعة Radiomir California PAM01349 التي تمثل أول طراز بميناء كاليفورنيا في علبة بقطر 45 ملليمترًا.
Panerai
ساعة Radiomir California PAM01349 في علبة بقطر 45 ملليمترًا مشغولة من فولاذ Brunito eSteel™.
قد يحظى قلة قليلة هذا الصيف مثلنا بفرصة استكشاف أحدث ساعات Radiomir فيما يبحرون على متن اليخت أيلين، لكن كثيرين قد يصادفونه في رحلاتهم عبر مياه البحر الأبيض المتوسط بعد أن غادر إسطنبول متوجهًا إلى أثينا ليشق طريقه منها إلى مالطا ومن ثم إيطاليا ففرنسا، ولاحقًا إسبانيا، وصولاً إلى بورتوفينو وبورتوفينيري حيث تنتهي جولة هذا العام في منتصف شهر سبتمبر.