إحدى اللوحات الأكثر شهرة في بداية مسيرة الفنان الإسباني الشهير بابلو بيكاسو المهنية احتوت على عنصر آخر لم نلحظه حتى الآن.
كشف القيمون على متحف سولومون غوغنهايم في مدينة نيويورك عن رسم مخفي لكلب صغير يجلس بجانب طاولة. وقد تمكن خبراء المتحف من اكتشاف رسم الكلب الصغير المزين برابطة عنق حمراء من خلال إخضاع لوحة Le Moulin de la Galette من عام 1900 لبيكاسو لتحليل فني، قبل إدراجها في معرض مخصص لأعماله المبكرة.
الشاب بيكاسو في باريس
افتتح المعرض الجديد، الذي يحمل عنوان الشاب بيكاسو في باريس Young Picasso in Paris، في متحف غوغنهايم يوم 13 مايو الماضي ويستمر حتى منتصف أغسطس، ويضم 10 لوحات ورسومات لبيكاسو رسمها لدى وصوله إلى العاصمة الفرنسية، عام 1900.
ووفقًا لشبكة سي إن إن، اكتشف المشرفون من متحف غوغنهايم الرسم المخفي في أثناء عملهم مع خبراء في متحف متروبوليتان للفنون والمعرض الوطني للفنون في واشنطن العاصمة، باستخدام الأشعة السينية.
وتصور لوحة Le Moulin de la Galette مشهدًا حيويًا داخل قاعة رقص باريسية شهيرة خلدها فنانون آخرون بأعمال مختلفة، بينهم الفنان الفرنسي بيار أوغست رينوار. تُظهر اللوحة العديد من شركاء الرقص يعتمرون قبعات، مع جلوس ثلاثة أشخاص إلى طاولة في المقدمة. وقد اكتشف المشرفون وجود ضيف رابع حيوي على الطاولة مغطى بطبقة من الطلاء الداكن.
كلب كان سيسرق الأضواء
تمكن القيمون من إنشاء صورة للمظهر الأصلي للكلب باستخدام تقنية فلورية الأشعة السينية، وهي تقنية تصوير تبرز العناصر الكيميائية في اللوحة، بما في ذلك الأصباغ، وفقًا لجولي بارتن، كبيرة مسؤولي صيانة اللوحات لدى متحف غوغنهايم.
وقالت بارتن: "كان من المثير للاهتمام بالنسبة لي أن بيكاسو رسم الكلب بسرعة، وقد كان ليشكل جانبًا جذابًا في تكوين اللوحة". ورغم عدم قدرة بارتن على تحديد سبب قرار بيكاسو بإزالة الكلب من المشهد، إلا أنها تعتقد أن الرسام ربما عدّ ملامحه ورابطة عنقه مشتتة للتركيز.
وأضافت: "كان سيسرق الأضواء"، لافتةً إلى أن تغطية صورة الكلب تسمح لمشاهدي اللوحة "بالنظر بعناية إلى مختلف الشخصيات الأخرى في التكوين، لاختبار المساحة بطرق مختلفة".
Guggenheim Museum
ووفقًا للدراسة، أجرى بيكاسو تعديلات أخرى على العمل الفني، منها طلاء كرسي فارغ. وأصبح تعديل اللوحات الفنية في وقت لاحق جزءًا من ممارسة بيكاسو العادية، وفقًا لبارتن التي أضافت أن لوحة Le Moulin de la Galette تعد الآن واحدة من أقدم الأمثلة على ذلك.
وأوضحت بارتن: "بينما كان بيكاسو يطور التكوين، كان يقوم بطمس بعض العناصر، أو تحويلها إلى تفاصيل تكوينية جديدة. وكثيرًا ما كان يترك جوانب من التكوينات الأصلية الأساسية مرئية للمشاهد شديد الملاحظة أو الذي ينظر بعناية فائقة".
بيعت اللوحة مقابل 250 فرنكًا للتاجر بيرثي ويل في العام الذي صنعت فيه. وواجه متحف غوغنهايم دعوى تعويض تتعلق باللوحة في عام 2007، إذ ادعى ورثة المالك السابق أن اللوحة بيعت بالإكراه. وقد تصالح المتحف مع الورثة بعد ذلك بعامين.
يعد معرض بيكاسو الشاب في باريس واحدًا من أكثر من 50 معرضًا وحدثًا فنيًا تقام هذا العام في مختلف أنحاء العالم، للاحتفال بمرور نصف قرن على وفاة الفنان، عام 1973.