اكتشف أمين متحف في مدينة نيويورك الأمريكية مقطوعة موسيقية كتبها فريدريك شوبان، لم تكن معروفة من قبل. وهذه المرة الأولى التي يعثر على عمل جديد للملحن البولندي منذ نحو 100 عام.
وأفادت صحيفة نيويورك تايمز أن أمين مكتبة ومتحف مورغان روبنسون ماكليلان عثر على مقطوعة الفالس المكتوبة على مخطوطة صغيرة يبلغ قياسها حوالي 16 سنتيمترًا في 12 سنتيمترًا لأول مرة عام 2019، ثم طلب بعد ذلك مساعدة خبير خارجي.
ورد في بيان مكتبة ومتحف مورغان: "من المعلوم أن شوبان يكتب موسيقاه على ’أشكال صغيرة‘، لكن هذا العمل، الذي يستمر لمدة دقيقة واحدة تقريبًا، أقصر من أي موسيقى فالس أخرى له". وأضاف البيان: "مع ذلك فإن قطعة كاملة، تُظهر نوع التماسك الذي نتوقعه من عمل مكتمل للملحن".
في البداية، لم يكن ماكليلان متأكداً مما إذا كانت القطعة لشوبان بعد أن صورةّر النوتة الموسيقية وعزفها على لوحة مفاتيح في منزله.
طلب ماكليلان من الخبير جيفري كالبرغ، العميد المساعد للفنون والآداب في جامعة بنسلفانيا والمتخصص في أعمال المؤلف البولندي، المساعدة في التحقق من صحة مقطوعة الفالس. ووفقًا للبيان، "تشير الأبحاث المكثفة إلى احتمال أن تكوت القطعة من تأليف شوبان".
كما أكدت مكتبة مورغان بعد اختبار الحبر والورق أن الاكتشاف حقيقي، وتبين أن الخط اليدوي يتطابق مع خط شوبان، بما في ذلك تكرار رمز مفتاح الطيف المصمم بشكل مميز، بالإضافة إلى اشتمال النوتة الموسيقية على أصابع وعلامات ديناميكية تميز أسلوب الملحن. وقال ماكليلان: "لدينا ثقة كاملة في استنتاجنا."
وقالت متحدثة باسم المتحف لشبكة سي إن إن: "إن تاريخ المخطوطة يعود إلى ثلاثينيات القرن التاسع عشر"، موضحة أن المخطوطة ربما تكون قد كتبت عندما كان شوبان في مطلع العشرينيات من عمره. وتعتقد مكتبة ومتحف مورغان أن حقيقة صغر المخطوطة تعني أنها ربما كانت هدية من المفترض أن يحتفظ بها المتلقي في ألبوم توقيع.
يذكر أن شوبان كان معروفًا بتوقيع المخطوطات التي كان يقدمها هدايا، لكن هذه المخطوطة غير موقّعة، وهو ما يوحي بإمكانية أن يكون المؤلف الموسيقي قد قرر في النهاية عدم تقديمها هدية.
تعد الأعمال المكتشفة حديثاً لشوبان، الذي توفي في عام 1849 عن عمر 39 عاماً، نادرة للغاية. وعلى الرغم من كونه أحد أبرز الشخصيات المحبوبة في عالم الموسيقى، إلا أنه كان أقل إنتاجاً من بعض المؤلفين الآخرين، إذ إنه كتب حوالي 250 قطعة موسيقية.
يتميز اللحن ببداية قوية، وصفها عازف البيانو لانغ لانغ بأنها تحتوي على "ظلام دراماتيكي يتحول إلى شيء إيجابي".