أصبح الألماس المزروع في المختبر الخيار الأول للمقبلين على الزواج حول العالم، لا سيما من جيل الألفية، المعروف بوعيه الاجتماعي والبيئي، ما زاد من التحديات التي تواجه الألماس الطبيعي الذي انخفضت أسعاره بنحو 6% هذا العام حتى الآن، وفقًا لمؤشر زيمنيسكي للألماس الطبيعي، وهو ما يمثل تراجعًا بنسبة 30% عن أعلى مستوياته على الإطلاق في عام 2022.
احتل الألماس الطبيعي مكانة خاصة خلال القرن الماضي، وكان ذلك نتاج عملية تسويقية بارعة تحمل شعارات مثل "الألماس إلى الأبد" Diamonds Forever وهي عبارة نشرتها شركة الألماس العملاقة دي بيرز في عام 1948، لتحويل الألماس إلى دلالة على التفرد والارتباط الطويل الأمد بالفخامة والرومانسية، وهو ما رفع الأسعار إلى مستويات قياسية تنافس قيمة المعادن الثمينة مثل الذهب والأحجار الكريمة الأخرى.
ولكن مع تراجع عمليات التسويق خلال العقدين الماضيين، وزيادة الوعي الاجتماعي والبيئي عند الأجيال الجديدة، أصبح الألماس المزروع في المختبر الخيار الأول، وذلك لما يتميز به من نهج خُلقي ومستدام وأسعار منخفضة بنسبة 85% مقارنة بالألماس الطبيعي الذي يتطلب استخراجه عمليات تعدين تضر بالبيئة.
الألماس المزروع في المختبر
على ما يوضح الاسم، يُصنع الألماس الجديد في مختبرات بطريقة تحاكي عملية تشكيل الألماس الطبيعي، ما ينتج عنه أحجار لها الخصائص الفيزيائية والكيميائية والبصرية نفسها للألماس الطبيعي. وقد ساعد هذا الزخم على زيادة حجم سوق الألماس المزروع في المختبر إلى نحو 27 مليار دولار عام 2023، وفقًا لتقرير من شركة Vantage Market Research، التي توقعت زيادة بنحو 9% سنويًا حتى عام 2032، وحينها قد يبلغ حجم السوق نحو 60 مليار دولار.
ترجع توقعات استمرار انتشار الألماس المزروع في المختبر في المستقبل إلى عوامل أبرزها التقدم التكنولوجي المستمر الذي سيساعد على إنتاج أحجام مختلفة وأعلى جودة، بالإضافة إلى اتجاه العديد من العلامات التجارية الفاخرة إلى عرض منتجاتها الخاصة من الألماس المزروع في المختبر، ما يعزز ثقة المستهلك وتبني المنتج بشكل أوسع، هذا إلى جانب ظهور العديد من المنصات التجارية الإلكترونية الخاصة بهذا النوع من المنتجات، ما يخلق تجربة شراء سهلة.