لا نتحدث هنا عن فيلم لإنديانا جونز. فقد اكتُشفت حقًا مدينة حضارة مايا القديمة التي كانت مفقودة لقرون في المكسيك.
اكتشف العلماء أكثر من 6500 مبنى من عصر مايا يعود لما قبل استعمار الإسبان داخل مدينة أطلق عليها اسم فاليريانا، على اسم بحيرة قريبة، في ولاية كامبيتشي المكسيكية، وفقًا لشبكة سي إن إن. 

اكتشاف مدينة قديمة مفقودة لقرون من حضارة المايا بفضل تقنية LiDAR 

كانت الغابات الكثيفة في المنطقة قد أخفت المدينة بمرور الوقت، تاركة "بقعة فارغة" أثرية في المنطقة المعروفة باسم أراضي مايا المنخفضة التي تشمل بليز والسلفادور وغواتيمالا وجنوب شرق المكسيك.

وكان طالب الدكتوراه في الأنثروبولوجيا بجامعة تولين، لوك أولد توماس، قد اكتشف طريقة لاختراق طبقة الغطاء النباتي، وتجميع صورة أكمل للمنطقة من خلال الرجوع إلى مسح الغابات الذي أجري عام 2013 لصالح منظمة الحفاظ على الطبيعة في المكسيك.

وشمل هذا البحث تقنية تسمى LiDAR تستخدم أشعة الليزر الجوية لاختراق الغطاء النباتي الكثيف، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز. 

تعمل المعدات عن طريق إرسال نبضات لقياس المسافات، والتي تُستخدم بعد ذلك لإنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد، متجاوزة قمم الأشجار والنباتات الأخرى التي من شأنها أن تجعل رسم مثل هذا الخرائط مستحيلاً. وقد واصل أولد توماس استخدام بيانات الغابة الموجودة مسبقًا لاكتشاف مدينة فاليريانا.

وقال العالم في بيان: "تحليلنا لم يكشف عن صورة لمنطقة كانت كثيفة بالمستوطنات فحسب، لكنه كشف أيضًا عن كثير من التباين. 

لم نجد المناطق الريفية والمستوطنات الأصغر فحسب، بل عثرنا أيضًا على مدينة كبيرة بها أهرامات بجوار الطريق السريع الوحيد في المنطقة، بالقرب من بلدة كان الناس ينشطون فيها بالزراعة بين الأنقاض لسنوات. 

لم تعلم الحكومة بذلك ولم يعرف المجتمع العلمي عن ذلك قط، وهذا يضع علامة تعجب خلف العبارة القائلة: لا، لم نعثر على كل شيء، ونعم، هناك الكثير الذي يتعين علينا اكتشافه".

على ما هو عليه حال كثير من عواصم المايا الأخرى، جهزت مدينة فاليريانا بخزان مائي وملعب للرياضة والترفيه وأهرامات للمعابد وطريق يربط الساحات المغلقة. 

ووجد الباحثون أيضًا أدلة على المدرجات والحدائق الميدانية والمباني السكنية، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز. يعتقد توماس وفريقه أن المدينة كان من الممكن أن تكون موطنًا لما يصل إلى 50 ألف شخص في ذروتها، والتي قدروا أنها كانت في الفترة ما بين حوالي سنة 750م و850م.

وقال البروفيسور مارسيلو أ. كانوتو، مستشار أولد توماس، في بيان: "تعلمنا تقنية ليدار أم حضارة المايا قامت في الأراضي المنخفضة ببناء نسيج متنوع من البلدات والمجتمعات فوق مناظرها الاستوائية. 

وفيما كانت بعض المناطق زاخرة بالمساحات الزراعية الشاسعة والكثافة السكانية، فإن مناطق أخرى شكلت موطنًا لمجتمعات صغيرة فقط. ومع ذلك، يمكننا الآن أن نرى مدى تغيير شعب المايا لبيئته بما يضمن بناء مجتمع معقد طويل الأمد".