أعاد متحف الفنون الجميلة في ولاية بوسطن الأمريكية تابوتًا صغيرًا من الطين المزخرف صنع لصبي مصري توفي منذ أكثر من 3000 عام إلى متحف غوستافيانوم بجامعة أوبسالا بعد أن تبيّن أن القطعة سُرقت من المؤسسة السويدية.
كشفت أبحاث أجرتها وزارة الخارجية في بوسطن أن الوثائق التي قدمتها عندما حصلت على القطعة في عام 1985، بما في ذلك الأوراق التي تشير إلى أن الفنان السويدي إريك نقب عنها في عام 1937، كانت غير أصلية. وكانت المدرسة البريطانية للآثار في مصر قد تولت التنقيب عن التابوت عام 1920. وبعد عامين، ومع تقاسم نتائج التنقيب بين المؤسسات الغربية، أرسل إلى متحف فيكتوريا للآثار المصرية، غوستافيانوم، كما كان معروفًا آنذاك. وفي وقت ما بين ذلك الحين وعام 1970، اختفى التابوت من المتحف.
بعد أن لوحظ وجود تناقض بين الوثائق والمعلومات في كتاب صدر عام 2008 يتضمن صورة للتنقيب عن التابوت وتبيّن أنه أرسل إلى غوستافيانوم، تواصل طاقم العمل الفني في وزارة الخارجية بمدينة بوسطن مع زملائهم في السويد.
التابوت الطيني، الذي حصلت عليه وزارة الخارجية في بوسطن عام 1985 بوثائق زائفة على ما يبدو، مفقود من متحف غوستافيانوم بجامعة أوبسالا منذ عام 1970 على الأقل.
وقالت فيكتوريا ريد، كبيرة أمناء وزارة الفنون الجميلة في بوسطن، في بيان: "في هذه الحالة، كنا محظوظين لأن لدينا صورة تنقيبية توضح مكان العثور على التابوت ومكانه حتى نتمكن من البدء في تصحيح السجل". وأضافت ريد: "في أي وقت نقوم فيه بتحديد عمل فني من المتحف واستعادته، يكون ذلك بمنزلة تذكير جيد بأننا بحاجة إلى ممارسة أكبر قدر ممكن من الاجتهاد".
أعيد التابوت إلى متحف غوستافيانوم ، لكنه سيحتاج إلى الخضوع لبعض أعمال الترميم قبل عرضه. وقال ميكائيل أهلوند، مدير المتحف، في بيان: "إن تابوت الطفل عنصر مهم في مجموعاتنا، ويعني الكثير للمتحف والجامعة. ويعد التابوت مكملاً ممتازًا لمجموعاتنا المصرية وسيكون متاحًا الآن للبحث".
تاريخ التابوت المصري
يعود تاريخ التابوت إلى الأسرة التاسعة عشرة (1295-1186 قبل الميلاد)، وهو غني بالألوان والأشكال والكتابات الهيروغليفية. وقد صنع لصبي يُدعى بانيفرنيب، ويبلغ طوله حوالي 110 سنتيمترات. صُمّم التابوت لتشكل منطقة الرأس والصدر غطاءً يمكن إزالته لوضع الجسم بداخله. ولا تزال الظروف المحيطة باختفاء القطعة من غوستافيانوم وتهريبها إلى الولايات المتحدة مجهولة.