على مدار أكثر من قرنين ونصف، شهد عالم صناعة الساعات الفاخرة طفرات وتغيرات كان وراءها عدد من الصانعين الرواد الذين وضعوا لبنات هذه الصناعة وابتعدوا بها عن المسارات التقليدية المتماثلة. مرّر هؤلاء خبراتهم ومعارفهم إلى الأجيال اللاحقة، مثلما مرروا نهمهم اللامحدود في دفع حدود الإبداع إلى منتهاه.

ومن بين الصانعين الذين تسلموا هذه الشعلة وساروا على هذا الدرب الوعر دار غروبل فورسيه التي كشفت النقاب عن إصدار جديد تجسدت فيه تلك الرغبة الجامحة إلى التقدم والإتيان بما لم يؤت به من قبل.

وفي معرض حديثه عن هذا الطراز الجديد، قال الرئيس التنفيذي للدار أنطونيو كالتشي: "لطالما كان إنشاء آلية حركية جذابة ثلاثية الأبعاد أحد العناصر الرئيسة في النهج الذي تتبناه غروبل فورسيه في صناعة الساعات الفاخرة". ثم أضاف: "لقد استطعنا أخيرًا أن نُشكّل هذا المفهوم مادة ملموسة".

يحمل الطراز الجديد اسم Tourbillon 24 Secondes Architecture ويعد استمرارية لخط إبداعي سلكته دار غروبل فورسيه منذ تأسيسها في 2004، وقادها إلى التفوق على نفسها مع كل إصدار جديد.

وهذا بالضبط ما تحقق لها مع هذه الساعة، إذ لم يسبق لها أن دفعت حدود التكامل التقني والجمالي لإحدى ساعاتها بقدر ما فعلت من خلالها.

Tourbillon 24 Secondes Architecture: إبداع الصناعة وتكامل الجوهر

عند النظر إلى ساعة Tourbillon 24 Secondes Architecture من الجانب، تبدو علبتها مستديرة، كغيرها من علب الساعات، ولكن معاينتها من زوايا أخرى يجلي حقيقتها ويكشف شكلها المحدب. وتتيح هذه البنية المستحدثة تأمل أدق تفاصيل آلية الحركة من مختلف زوايا العلبة المشغولة من التيتانيوم والتي يبلغ قطرها 47.05 ملليمتر، وذلك بفضل استخدام دار غروبل فورسيه فتحات جانبية من الكريستال الياقوتي.

كما تتيح العلبة انسياب الضوء إلى الداخل بلا عوائق وإبراز عناصر التعقيد المعمارية التي تمتاز بها الساعة.

تعد العلبة في حد ذاتها إنجازًا تقنيًا متفردًا، ولكن آلية الحركة تبقى نجمة العرض بلا منازع، إذ تَبرز جسورها المصقولة المشغولة من التيتانيوم على نحو رائع، شاقّة طريقها عبر الآلية لتظهر أخيرًا بالقرب من الغطاء المشغول من الكريستال الياقوتي.

عند مؤشر الساعة 6، ترتبط آلية التوربيون بجسر كروي مخرّم تتوارى قاعدته خلف التصميم. ولضمان دقة التوقيت، تستخدم آلية التوربيون وتيرة دوران سريعة وزاوية ميْل تبلغ 25 درجة.

وعند مؤشر الساعة 10، نُحت الجسر بأسطح مكوّرة، تتوسطها ثقوب صغيرة وانحناءات مصقولة.

Tourbillon 24 Secondes Architecture

Greubel Forsey

في قلب الساعة عقربان فولاذيان منحنيان ومخرّمان ومصقولان، يشيران إلى الساعات والدقائق، وقد جرى تثبيتهما على جسر ثلاثي القوائم في تصميم تتفرد به الساعات الراقية من غروبل فورسيه.

ويكتمل عرض الوقت عند مؤشر الساعة 8 بميناء فرعي للثواني على أسطوانة مصقولة الجوانب، تتكامل مع العناصر المحيطة بها في تناغم دقيق.

يُذكرأيضًا أن الساعة تتيح احتياطيًا للطاقة يدوم 90 ساعة، ويشار إليه بمثلث أحمر متحرك على قرص مخروطي الشكل عند مؤشر الساعة 3، مثبت على جسر مشغول من التيتانيوم المصقول. 

كما أنها مقاومة لضغط الماء حتى عمق يصل إلى 50 مترًا.

تُعدّ ساعة Tourbillon 24 Secondes Architecture أعجوبة حقيقية، وُزعت مكونات آليتها البالغ عددها 354 مكونًا توزيعًا غير متماثل، ولكنه متناغم.

عُلق كل مكون في مستوى ثلاثي الأبعاد وفي موضعه المناسب المتسق مع باقي المكونات في تعبير جلي عن مقاصد الابتكار والحرفية والشغف والتميز التي تستحضرها دار غروبل فورسيه مع كل إبداع جديد.

سيقتصر إصدار هذا الطراز على 11 نموذجًا فقط في عام 2022، على أن يزيد العدد إلى 18 نموذجًا سنويًا بين عامي 2023 و2025، لما مجموعه 65 ساعة حصرية لا مثيل لها.