تُعرض أكثر من 40 لوحة مائية للملك تشارلز الثالث، في المعرض المقام منذ مطلع أبريل المنقضي والذي يستمر حتى 12 أكتوبر المقبل في ساندرينغهام بمقر إقامته في نورفولك.
لوحات الملك تشارلز الثالث
تحوي مجموعة اللوحات الفنية هذه تصاوير للمناظر الطبيعية البريطانية والمساكن الملكية، بما في ذلك قلعة وندسور وهايغروف وبيرشال وقلعة بالمورال والريف حول منطقة ساندرينغهام التي تبلغ مساحتها 20 ألف فدان، كما تشمل مشاهد رسمها الملك لتلال ويلز ومرتفعاتها.
وقال متحدث باسم ملكية ساندرينغهام إن اللوحات ستظهر "التفسير الإبداعي للعاهل البريطاني للعديد من المناظر الطبيعية الجغرافية والمساكن الملكية البريطانية".
Belgravia Gallery
فلوحاته تصوّر بشكل عام الغلاف الجوي، والمناظر الطبيعية الاسكتلندية على ما تشهد به أعمال مثل The Huna Mill in John O’Groats و Glen Callater near Balmoral، بالإضافة إلى مشاهد خارجية من بروفانس في جنوب فرنسا وتنزانيا في شرق إفريقيا، أحد الأماكن المفضلة للرسم بالنسبة للملك تشارلز الثالث.
يعدّ الملك الرسم مريحًا للغاية بالنسبة له، ويقول إنه "ينقله إلى بُعد آخر"، مقدرًا أن "الهواية تنعش أجزاء الروح التي لا تستطيع الأنشطة الأخرى الوصول إليها".
لجأ الملك إلى الرسم بعد أن وجد القليل من المتعة في التصوير الفوتوغرافي. على أنه لم يكن راضيًا عن أعماله المبكرة؛ فقد اعترف ذات مرة بأنه "فُزع" من تدني جودة هذه اللوحات. وأضاف: "لا أتوهم أن رسوماتي تمثل فنًا عظيمًا أو موهبة مزدهرة".
Belgravia Gallery
يرسم الملك تشارلز الثالث كلما سمح جدوله الزمني بذلك، وعادة ما يصطحب معه حقيبة الرسم الجلدية في جولاته الملكية على أمل أن يكون لديه الوقت للقيام بذلك. وقد تحدث عن حبه للرسم في كتاب صدر عام 1991 بعنوان "الألوان المائية لصاحب السمو الملكي أمير ويلز" HRH The Prince of Wales Watercolours، إذ قال فيه: "بكل بساطة، شعرت برغبة شديدة في التعبير عما رأيته من خلال الألوان المائية ونقل هذا الإحساس الداخلي تقريبًا بالملمس الذي يستحيل تحقيقه عن طريق التصوير الفوتوغرافي". كما تحدث الملك في الكتاب عن الصعوبة التي واجهها في رسم منزل سانرينغهام حيث تتجمع العائلة المالكة في عيد الميلاد.
ولفت الملك كذلك إلى افتتانه بالضوء الطبيعي، قائلاً: "عادة ما يكون الضوء هو ما يلفت انتباهي. يمكنك إلقاء نظرة على المنظر نفسه مرارًا وتكرارًا ثم فجأة وفي لحظة واحدة، تجد ضوءًا سحريًا"، وهو يقصد بذلك أن هذا المشهد يغير مظهر اللوحة بالكلية، فضلاً عن كونه ملهمًا له في المقام الأول.
Belgravia Gallery
وعلى أي حال، فإن الملك تشارلز الثالث مفرط في الرسم؛ فقد عرض له في قصر هامبتون كورت في عام 1998، في أثناء الاحتفال بعيد ميلاده الخمسين، 50 لوحة مائية، في حين عرض المعرض الوطني الأسترالي في عام 2018 للاحتفال بعيد ميلاده السبعين 30 لوحة أخرى.
وجدير بالذكر أن اهتمام الملك بالرسم قد نما على يد روبرت واديل في مدرسة غوردونستون، خلال فترة السبعينيات والثمانينيات حين كان قادرًا على مقابلة كبار الفنانين. كما ناقش الملك تقنية الألوان المائية مع الراحل إدوارد سيجو، وتلقى دروسًا إضافية على يد محترفين مثل ديريك هيل وجون وارد وبريان أورغن.
لا يحصل الملك تشارلز أبدًا على المال لقاء بيع أعماله الفنية، ولكنه ظل يتبرع بها لمؤسسته الخيرية لسنوات عديدة. في عام 2016 تبين أن مبيعات مطبوعاته جمعت 6 ملايين جنيه إسترليني، ويعتقد أن المبلغ قد زاد منذ ذلك الحين.