5 من أفضل وجهات السفر في عطلة الصيف

جزيرة سومبا، إندونيسيا

لا ضير من الاعتزال بجانب البحر، بعيدًا عن الحشود والطرقات المزدحمة. وقد تكون أفضل وجهة يقصدها المرء لتحقيق هذه الغاية هي جزيرة سومبا. في إندونيسيا، توصف هذه الجزيرة النائية بأنها "الجزيرة المنسية"، إذ تقع على طرف بحر سافو في الجزء الشرقي من البلاد.

تتشكل هذه المنطقة من الشعاب المرجانية المرتفعة، وقد ظل أثر السياحة عليها ضئيلاً نسبيًا، ويكاد يقتصر على راكبي الأمواج الذين يقصدونها سنويًا للتجول في شواطئها الذهبية الواسعة التي تلامس المياه الفيروزية الصافية وركوب أمواجها المثالية.

شلال لابوبو المذهل متعدد المستويات.

في الواقع، لا تزال "موجة أوتشيلوبو الشمالية"، المسماة على اسم راكب الأمواج المشهور مارك أوتشيلوبو، من أكثر الأمواج المنشودة في العالم، وهذا ما يجعل جزيرة سومبا وجهة لا نظير لها لهواة هذه الرياضة.

على أن الجزيرة لا تكفل ركوب المياه من علٍ فحسب، بل تتيح أيضًا استقبال بهائها من أسفل. عند المسير عبر غابة مليئة بالقرود والثعابين، يبلغ الزوّار الوادي الصحي حيث يقع شلال ماتايانغو، المعروف باسم الشلال الأزرق. وعلى مسافة قصيرة منه يقع شلال لابوبو المذهل متعدد المستويات.

تشبه زيارة جزيرة سومبا رحلة عبر الزمن، يستمتع فيها الضيوف بالمشي عبر حقول الأرز والسهول المتموجة والتلال الجيرية المنخفضة، والسباحة في البحيرات المحتجبة، واستكشاف القرى القابعة على قمم التلال، وحضور مهرجان خيول الصندل 1001 الذي يُنظّم في شهر يوليو.

كما أن قضاء الصيف في سومبا يعد برحلة ثقافية بمختلف المقاييس. فقد بذل السكان المحليون قصارى جهدهم لحفظ الثقافة القديمة القائمة على تخليد ذكر الأسلاف. أينما حلّ المتجول في الجزيرة، فإنه يلقى الكهنة الشامانيين والمقابر الصخرية.

يتيح منتجع Nihi Sumba ركوب الخيول في المياه الشاطئية الضحلة، أو السباحة برفقتها عند انخفاض المد. 

ولا تخلو الجزيرة من أماكن الإقامة. فمنتجع نيهي سومبا Nihi Sumba خصوصًا يعيد بخدماته تعريف مختلف الأفكار النمطية المتعلقة بملاذات الجزر. نال هذا المنتجع لقب أفضل منتجع في العالم لسنوات متتالية، وهو يقدم أفضل ما في جزيرة سومبا حتى لأكثر الزوار تطلبًا.

تبدأ سلسلة الأنشطة التي يقدمها من رحلة تمتد لثلاثة أميال ضمن برنامج "نيها سبا سفاري"، متبوعة بجولة عبر حقول الأرز، ثم وجبة فطور مطهوة على نار مفتوحة.

وتكتمل هذه التجربة بمجموعة متنوعة من العلاجات الصحية المحلية ودورات تعلم إعداد الكاكاو. ونظرًا لكون الخيل عنصرًا متجذرًا في ثقافة سومبا، فإن منشأة الفروسية المتفردة في منتجع نيهي تتيح للضيوف ركوب أحد خيولها السبعة والعشرين من دون سرج في المياه الشاطئية الضحلة، أو السباحة برفقتها عند انخفاض المد، أو الاستفادة من علاج نفسي يمتد لخمسة أيام بمعية الخيول.

وإذا أضفنا إلى هذا كله ملكية "راجا مانداكا" Raja Mandaka المكوّنة من ست فيلات تستفيد من خدمات ضيافة شخصية، فإن منتجع نيهي يصبح الوجهة المثالية لهواة المغامرات المفاجئة والأجواء الاستوائية الفاخرة.

تتباهى القرى التقليدية في جزيرة سومبا ببيوتها المصنوعة من الخيزران والمسقوفة بالقش.

ريكيافيك، أيسلندا

يصعب أن يعثر المرء على بلاد تجتمع فيها التناقضات كما تجتمع في أيسلندا، التي تشتهر بطبيعتها الساحرة لتعد من أفضل وجهات السفر في عطلة الصيف، حيث الجليد اللامع على الشواطئ والبراكين المستترة تحت الأنهار الجليدية والثلج المحاذي للحمم البركانية الحارقة.

تشتهر العاصمة ريكيافيك بأنها مدينة صغيرة أخاذة تتمايز بشوارعها الملوّنة وينابيعها الحرارية الأرضية وكنيسة هالجريمسكيركجا المعروفة. وإلى جانب كونها أقصى عاصمة شمالية في العالم، تعد ريكيافيك أيضًا بوّابة إلى العديد من العجائب الأيسلندية الفاتنة التي يتيسّر بلوغها في أثناء الصيف، بداية من الدائرة الذهبية وطريقها الشهير الذي يمتد بطول 300 كيلومتر ويزخر بالمناظر الخلابة والتكوينات الجيولوجية المذهلة.

الأضواء الشمالية على ما تبدو من البحيرة الطبيعية والمنتجع الصحي "بلو لاغون". 

يُعد شلال غولفوس أو "الشلالات الذهبية" من المعالم السياحية الجديرة بالتأمل، إذ ينحدر 100,000 لتر من مياه نهر هفيتا الجليدية على ارتفاع 31 مترًا إلى وادي غولفوسغليوفور كل ثانية، ما يكسو المنطقة بلون ذهبي باهر.

وعلى بعد 90 كيلومترًا تقريبًا، وتحديدًا في منطقة الينابيع الحرارية الأرضية بوادي هوكادالور، يبعث نبع ستروكور، أحد ينابيع المياه الحارة القليلة المتبقية في العالم، البهجة في نفوس متأمليه عندما يفور كل بضع دقائق مطلقًا الماء والبخار إلى ارتفاع 98 قدمًا في الهواء.

في موضع آخر من الدائرة الذهبية..

يقع متنزّه ثينغفيلير الوطني، المدرج على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، وهو موطن وادٍ أخدودي يحمل اسم حيْد وسط المحيط الأطلسي، الذي تشكل بسبب انجراف الصفائح التكتونية لأمريكا الشمالية وأوراسيا على مدى ملايين السنين. لا تعد هذه المنطقة من الأماكن القليلة التي تتيح المشي بين القارات فحسب، بل هي منطقة للغطس في المياه الجليدية الذائبة أيضًا.

تشمل المعالم السياحية الأخرى التي نوصي بزيارتها في مدار الدائرة الذهبية فوهة كيريد البركانية المشتملة على بحيرة زرقاء قزحية الألوان، ونهر لانجوكول الجليدي الممتد على مساحة 950 كيلومترًا مربعًا والذي يتيح متعة التنقل باستخدام الدراجات الثلجية، فضلاً عن الأنفاق تحت الأرضية التي تشكلت بسبب تدفق الحمم البركانية منذ آلاف السنين. 

شلال غولفوس، حيث ينحدر كل ثانية 100,000 لتر من مياه نهر هفيتا الجليدية على ارتفاع 31 مترًا إلى وادي غولفوسغليوفور.

من نافلة القول إن زيارة ريكيافيك، أو أيسلندا، لا تكتمل من دون زيارة "بلو لاغون"، البحيرة الطبيعية والمنتجع الصحي المتمايز. تتجسد في هذا المنتجع ثقافة المنتجعات الصحية العريقة في أيسلندا، وكل زيارة إلى البلاد لا تمر به تبقى تجربة ناقصة، خصوصًا إذا أخذ المرء في الحسبان بحيراته الزمردية اللبنية المتأججة بمياه البحر الفوّارة الغنية بالسيليكا والطحالب والمعادن.

وإذا كان البخار الحار يحجب البحيرات المنبثّة في حقول الحمم البركانية القديمة في حديقة ريكيانيس الجيولوجية المدرجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، فإنه يشهد كذلك على ثقافة الاستحمام الأيسلندية الأصيلة التي تتيح تجربة حسية متفرّدة.

للاستفادة من معاني الضيافة الفاخرة في المدينة، لا أفضل من فندق ريكيافيك إديشن Reykjavik Edition، إذ يتمايز بنوافذ ممتدة إلى السقف تتيح إطلالات أخاذة على جبل إسجا ونهر سنايفيلسيوكول الجليدي.

يقع الفندق في المنطقة التاريخية، بجوار ميناء أولد هاربور، ويتباهى بقطع حديثة فاخرة تحمل توقيع مالك الفنادق الشهير يان شراغر، مثل منحوتات البازلت الصخرية البركانية التي يبلغ ارتفاعها 13 قدمًا وجلود الغنم والأردواز وخشب الماهوغاني الملون، وتستحضر كلها الطبيعة الإسكندنافية. جدير بالذكر أن الفندق يشتمل على شقة بنتهاوس باذخة تتمايز بشرفة خارجية خاصة وتتيح إطلالة رائعة على المحيط والجبل.

فندق Reykjavik Edition الذي تتيح نوافذه الممتدة إطلالات أخاذة على جبل إسجا ونهر سنايفيلسيوكول الجليدي.

بادن - بادن، ألمانيا

ثمة من لا يطيق الصيف من دون تجارب العافية والرفاه الصحي، وبالنسبة لهؤلاء فلا بد من زيارة بادن - بادن. تقع البلدة في سفوح جبال الغابة السوداء بوادي أوس جنوب غرب ألمانيا.

وبسبب مياهها الحرارية العلاجية فإنها تعد من أشهر بلدات الرفاه الصحي في العالم. ولهذا أدرجتها اليونسكو على قائمة مواقع التراث العالمي في سياق تصنيفها لبلدات الرفاه الصحي الكبرى في أوروبا عام 2021.

لا تزال ينابيع بادن - بادن الساخنة القديمة، التي اكتشفها الرومان، تجتذب عشاق النوادي الصحية من مختلف أنحاء العالم. يداوم هؤلاء الزوّار على ارتياد ينابيع البلدة الحرارية الأثيرة الغنية بالمعادن بسبب خصائصها العلاجية، وخصوصًا حمام فريدريشسباد العام الذي يرجع تاريخه إلى عصر النهضة والذي يوفّر لمحة خاطفة عن تقاليد الاستحمام القديمة، بالإضافة إلى مجمّع الحمامات الحرارية الحديث كركلا الذي يحمل اسم الإمبراطور الروماني.

على أن من الخطأ حصر بادن - بادن في دائرة المنتجعات الصحية، لأنها تقدم الكثير غير ذلك. تنبض مختلف أرجاء البلدة بالعروض الفنية المتمايزة على مدار العام، بداية من دار فيستسبيلهاوس التي تُعد ثاني أكبر دار أوبرا في أوروبا.

وبالتعمق أكثر في البلدة، يبلغ الزائر متحف ستاتليخه كونستاله، الذي يُعد جوهرة معمارية تضم مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية العابرة للقرون والتي تحمل تواقيع عظماء أمثال روبنز ورامبرانت وبيكاسو.

بالإضافة إلى ذلك، يجذب متحف فريدر بوردا الضيوف بفضل تركيباته الفنية المبتكرة وإبداعاته الرائدة، إذ يقدم مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية الحديثة والمعاصرة، مع التركيز خصوصًا على ألمانيا.

لا بد أيضًا من زيارة متحف فابرجيه، موطن البيض الشهير المرصع بالجواهر الذي ابتكره الصائغ الروسي بيتر كارل فابرجيه، ذلك أنه يضم إحدى أكبر مجموعات بيض فابرجيه خارج روسيا.

ومع أن بادن - بادن تتباهى بمطاعم تنافس أفضل المطاعم في أوروبا، إذ حاز أكثرها نجمة ميشلان بفضل التركيز على استخدام المكوّنات المحلية، إلا أن ما يضفي على البلدة هالة آسرة هو حديقة ليشتنتالر آلي.

تتباهى القرى التقليدية في جزيرة سومبا ببيوتها المصنوعة من الخيزران والمسقوفة بالقش.

تقطع هذه الحدائق الجميلة الممتدة التي يتدفق عبرها نهر أوس مركز البلدة، وتوفر مساحاتها الخضراء مكانًا مثاليًا للنزهات الصيفية وركوب الدرّاجات والجولات المتأنية. إلى جانب ذلك، تُعد الحديقة وجهة ممتازة للمهتمين بتجربة النزهات الصيفية الرائعة في ألمانيا، بحكم قربها من سلسلة الجبال المنخفضة.

يقع فندق وسبا برينرز بارك Brenners Park-Hotel & Spa الذي شُيّد قبل 152 عامًا على ضفاف نهر أوس مباشرة، وهو يطل على حديقة ليشتنتالر آلي المحصورة بالأشجار من الجانبين.

يبدو الفندق المتمايز بعمارة من الحقبة الجميلة مثل منزل ريفي فخم، لكنه يقدم، إلى جانب النادي الصحي السكني الراقي "فيلا ستيفاني"، رعاية طبية شاملة وعلاجات متنوعة، ما يتيح للضيوف تسكين المفاصل الفكية الصدغية في غرف مفروشة بأقمشة لورو بيانا.

فندق Brenners Park-Hotel & Spa الذي شُيّد قبل 152 عامًا على ضفاف نهر أوس.

كيب تاون، جنوب إفريقيا

تقع مدينة كيب تاون بين جبل تيبل الشهير ومياه المحيط الأطلسي المتلألئة، ما يجعلها الوجهة الأنسب للتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة والثقافة الغنية والتاريخ النابض بالحياة ومن أفضل وجهات السفر في عطلة الصيف.

تضع المناطق الطبيعية المحيطة بكيب تاون عشاق الهواء الطلق في ثنايا فردوس حقيقي، إذ يمكنهم الصعود سيرًا على الأقدام إلى القمة المسطحة لجبل تيبل الذي يبلغ ارتفاعه 3,500 قدم للتنعّم بإطلالات آسرة على المدينة والمحيط.

في المناطق الطبيعية المحيطة بكيب تاون، يمكن تسلق القمة المسطحة لجبل تيبل للتنعّم بإطلالات آسرة على المدينة والمحيط

كما يمكنهم استكشاف مسارات المشي والنباتات والحيوانات الفريدة لهذه الهضبة المهيبة. في أثناء النزول، يستطيع الزوّار تأمل التنوّع النباتي في حديقة كريستينبوش الوطنية الواقعة في طرف منحدر الجبل، إذ تضم أكثر من 7,000 جنس من النباتات، معظمها يستوطن هذه المنطقة فحسب. على أن التنوّع النباتي ليس الأمر الوحيد المميز للحديقة، إذ إنها تشتهر أيضًا بحفلاتها وأنشطتها الصيفية.

على مسافة قريبة يظهر جبل رأس الأسد بهيئته التي تحاكي اسمه. لا يكتفي هذا الجبل بالبروز على شعار المدينة، إذ إن المشي لساعة نحو قمته يكافئ المتسلقين بإطلالة شاملة على المدينة وجبل تيبل والمحيط.

لكن جولات المشي في كيب تاون لا تكتمل إلا بزيارة أقصى نقطة في جنوب غرب القارة الإفريقية، أي رأس الرجاء الصالح، حيث السهرات الليلية الممتعة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن زيارة محمية كيب بوينت الطبيعية والصعود نحو منارتها والتقاط الصور بجوار لافتة رأس الرجاء الصالح، التي تشير إلى نقطة التقاء المحيط الأطلسي والمحيط الهندي، كما يمكن في أثناء المسير مصادقة النعام وقردة البابون المحلية.

تجدر الإشارة أيضًا إلى أن مياه كيب تاون وشواطئها مهيأة لاجتذاب الباحثين عن المغامرات الصيفية، إذ تتيح باقة من الأنشطة مثل ركوب الطائرات المروحية على طول الساحل، والغوص في الأقفاص بمحاذاة أسماك القرش البيضاء الكبيرة، ومشاهدة الحيتان، والتجول على الشاطئ بالقرب من طيور البطريق الإفريقية.

جزيرة روبن المدرجة على قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو والتي كانت في ما مضى سجنًا سياسيًا.

أما بالنسبة لمن يريد أخذ لمحة عن تاريخ جنوب إفريقيا المضطرب، فإنه قد يجد ضالته في زيارة إلى جزيرة روبن المدرجة على قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو والتي كانت في ما مضى سجنًا سياسيًا احتُجز فيه المناضل في سبيل الحرية نيلسون مانديلا خلال حقبة الفصل العنصري.

متحف زيتز للفن الإفريقي المعاصر الذي يحتل مستودعًا عتيقًا للحبوب.

ويمكن أيضًا استكشاف تاريخ الفنون في متحف زيتز للفن الإفريقي المعاصر. يقع المتحف داخل مستودع عتيق للحبوب هو بحد ذاته عمل فني مبهر، وقد خضع للتحديث حتى أصبح اليوم أحد أهم المتاحف الفنية في العالم.

تدأب هذه المؤسسة على عرض أحدث الأعمال المعاصرة الممهورة بأيدي الفنانين الأفارقة، ولذلك لا بد لكل من يريد استكشاف مقدار تنوّع أساليب التعبير الفني في إفريقيا من زيارة هذا المعلم الثقافي.

عند واجهة فيكتوريا وألفريد البحرية النشطة، يقع منتجع ون أند أونلي كيب تاون One & Only Cape Town، الذي يتيح إطلالات خلابة على المرسى وعلى جبل تيبل بسبب واجهاته الزجاجية الضخمة.

تحيط بهذا المنتجع القائم على جزيرة تزيد مساحتها على 10,000 قدم مربعة قنوات مائية خاصة، بيد أن أبرز ما فيه هو مطعم نوبو الياباني البيروفي الشهير الذي يُعد هذا المنتجع موطنه الوحيد في القارة الإفريقية.

بالنسبة لمن يريد التوسع في نواحي الفخامة، فما عليه إلا اختيار الإقامة في شقة بنتهاوس رأس الأسد المكوّنة من طابقين والتي تحتضن أربع غرف نوم. تأتي هذه الشقة مرفقة بجلسات تدريب خاصة وخدمات ضيافة على مدار ساعات اليوم وإطلالات باذخة، ما يجعلها من أفضل وجهات السفر في عطلة الصيف.

منتجع One & Only Cape Town الذي تسوّره قنوات مائية خاصة.

كوبنهاغن، الدنمارك

إذا كانت كوبنهاغن مجرد عاصمة للدنماركيين، فإنها من منظور الآخرين عاصمة الطعام عن جدارة، لأن جودة الأطباق فيها لا تضاهى، وهذا بحد ذاته سبب كافٍ لتفسير تدفق الحشود إليها من مختلف أرجاء العالم.

يُعد مطعم نوما الحائز ثلاث نجوم ميشلان أفضل مطعم في العالم، إذ إنه احتل المركز الأول في قائمة أفضل 50 مطعمًا في العالم خمس مرات. ويُنسب الفضل في ذلك إلى رئيس الطهاة رينيه ريدزيبي الذي قاد ثورة الطهي الاسكندنافي الحديث بالاستناد إلى المكوّنات المحلية والموسمية والاستدامة.

مطعم نوما الذي احتل المركز الأول في قائمة أفضل 50 مطعمًا في العالم خمس مرات.

في عام 2021، فاز مطعمان من العاصمة الدنماركية بالمركزين الأول والثاني، إذ نال مطعم نوما المركز الأول في حين ذهب المركز الثاني إلى مطعم جيرانيوم الحائز ثلاث نجوم ميشلان أيضًا.

ولكن الموازين انقلبت في عام 2022، إذ أطاح جيرانيوم بمطعم نوما من قمة الترتيب، ثم أعلن الاستغناء عن اللحوم والتركيز حصريًا على المأكولات البحرية الإقليمية والخضراوات التي يُؤتى بها من المزارع العضوية والحيوية في الدول الاسكندنافية والدنمارك.

في العام الماضي، حل مطعم ألخيمست Alchemist الحائز نجمتي ميشلان في المركز الخامس، وهو يشتهر بتقديم وجبة مؤلفة من 50 طبقًا في جو استعراضي باهر، وخلالها يشق الزوّار طريقهم عبر دماغ الخروف الممزوج بطبقة من الكرز والمادة المضيئة المستخرجة من قنديل البحر. في العموم، تشتمل كوبنهاغن على 14 مطعمًا متمايزًا، تفتخر كلها بحيازة 24 نجمة ميشلان.

بيد أن سحر المدينة يمتد إلى ما هو أكثر من وجبات الطعام. فقلاعها وقصورها المهيبة، خصوصًا أمالينبورغ وروزنبورغ، تعد من روائع الهندسة المعمارية الدنماركية وتسافر بمتأمليها عبر الزمن.

تضم ملكية أمالينبورغ، موطن العاهل الدنماركي الحالي، أربعة قصور متماثلة على طراز الروكوكو من القرن الثامن عشر.

يضم أمالينبورغ، موطن العاهل الدنماركي الحالي، أربعة قصور متماثلة على طراز الروكوكو من القرن الثامن عشر، تنتصب حول ساحة كبيرة مرصوفة بالحصى، حيث يستطيع الزوار مشاهدة مراسم تغيير الحرس التقليدية التي تعود إلى القرن الثامن عشر.

في المقابل، كانت قلعة روزنبورغ التي يتجسد فيها أسلوب عصر النهضة الهولندي تُعد المنزل الصيفي الخاص بالملك كريستيان الرابع، غير أنها استُخدمت لاحقًا لحماية تركة النظام الملكي وجواهر التاج المحفوظة إلى يومنا هذا في خزينة الطابق السفلي.

فندق Hotel d’Angleterre الذي بُني قبل 265 عامًا والذي يحرس ميدان كونجينس نيتروف.

قد تجذب حدائق تيفولي الأسطورية، التي تعد ثاني أقدم حديقة ترفيهية في العالم، مختلف العائلات المتطلعة إلى قضاء الإجازة في واحدة من أفضل وجهات السفر في عطلة الصيف.

لكن أكثر ما يحظى باهتمام الزوّار هو التمثال البرونزي الشهير الذي يقع على صخرة في طرف متنزه لانجيليني، والذي يخلّد حورية البحر الصغيرة التي أبدعها هانز كريستيان أندرسن في حكاياته الخيالية.

بعد الظهيرة، يصبح الوقت مناسبًا للتنزه على طول منطقة نيهافن ذات الواجهة البحرية الخلابة والشهيرة بمنازلها الملوّنة وأجوائها المبهجة.

للاستمتاع بالفخامة، لا بد من زيارة فندق Hotel d’Angleterre الذي بُني قبل 265 عامًا والذي يحرس ميدان كونجينس نيتروف العظيم من موقعه المشرف على قلب كوبنهاغن النابض.

ساحة أمانجيرتورف وشارع ستروجيت الذي يعد أطول شارع للتسوق في أوروبا.

يبعد هذا القصر الكلاسيكي الجديد، المتمايز بجماليات معاصرة، دقيقة واحدة عن شارع ستروجيت الذي يعد أطول شارع للتسوق في أوروبا. ومن ناحية أخرى، يستطيع الضيوف بسهولة تذوق الأطايب في مطعم مارشال الحائز نجمة ميشلان والذي يقدم مأكولات فرنسية اسكندنافية غير مألوفة.

جدير بالذكر أيضًا أن الفندق يشتمل على جناح ملكي يمتد على مساحة 400 متر مربع، ويعد أكبر جناح رئاسي في كوبنهاغن ما يجعله من أفضل وجهات السفر في عطلة الصيف.