تشد السيارتان الكهربائيتان الخناق على فئة سيارات السيدان الرياضية الهرمة والمتعبة، والفضل في ذلك يُعزى إلى مظهرهما الأرقى وأدائهما الأقوى.
الوارث المنتظر
Lucid Air Dream
فيما رسّخت شركة لوسيد موتورز Lucid Motors مكانتها من حيث كونها الأقدر على هز شباك شركة تسلا، زعمت أن طرازها الأول Air سيأتي بمواصفات خارقة؛ مزاعم بدا أنها خيال مصيره أن يتبخر في الأثير. لكن، الآن، بعد أن بدأت عمليات تسليم طراز Lucid Air Dream، وبعد وضع بعض هذه المزاعم موضع الاختبار من خلف عجلة القيادة، يسعدنا (ويدهشنا قليلا) أن نعلن أن Lucid Air حقيقة، وليست محض خيال.
بافتراض أنك لم تطّلع على ورقة مواصفات هذه السيارة محدودة الإصدار، ذات الأبواب الأربعة، والقادرة على إنتاج قوة تساوي 1,111 حصانا، فإن أول ما سيذهلك هو التصميم الخارجي. فأبعادها مهيبة ومتوازنة بشكل لافت، والسبب في ذلك يُعزى إلى تصميمها بنيتها من الصفر. إنه تصميم بعيد كل البعد عن الترتيب الشائع لسيارات السيدان بمحركها الأمامي وأقسامها الأربعة والذي طغى على مشهد تصميم السيارات لنحو قرن من الزمان.
كما جاء طلاؤها الخارجي من نوع Eureka Gold ليضاهي في العمق واللمعان أفضل ما جادت به شركات مثل أودي ومرسيدس، ما جعل السيارة تلمع تحت أضواء الشتاء البارد بلوس أنجليس مثل حوت بديع المظهر. في الواقع، تشترك سيارة Air Dream Edition مع سيارة Mercedes-Benz EQS من مرسيدس – بنز في لقب المركبة الأكثر انسيابية في العالم المخصصة للإنتاج على نطاق واسع، إذ لا يزيد معامل الجر فيها على 0.2.
ثُبّت على كل من محوري سيارة لوسيد محرك كهربائي قوي ولكن مدمج البنية، ويتزوّد بالطاقة من نظام بطاريات بقدرة 118 كيلو واط/ ساعة. يُعد هذا النظام شاهدًا على الخبرة التقنية الرائدة التي تتمتع بها الشركة في هذا المجال، والتي اكتسبتها عن طريق بناء أنظمة بطاريات لسيارات سباقات الفورمولا إي Formula E، تبلغ شدة طاقتها ثلاثة أضعاف شدة طاقة البطاريات التي تشغّل سيارات تسلا. اضغط على دواسة الوقود من حالة التوقف، وسترى السيارة البالغ وزنها 2,360 كيلوغرامًا تندفع لتصل إلى سرعة 60 ميلاً/الساعة خلال 2.42 ثانية، في طريقها لبلوغ سرعة قصوى تساوي 168 ميلاً/الساعة.
بالتبديل من وضع Smooth إلى وضع Swift أو Sprint، تُوجّه الطاقة نحو المحور الخلفي، فتتصلّب ممتصات الصدمات من طراز بلستين Bilstein، ما ينقل السيارة إلى وضع رياضي أكثر. تستجيب المركبة على نحو مثالي لتوجيهات عجلة القيادة، ولكنها أقرب إلى سيارة تنهب المسارات المستقيمة، منها إلى سيارة تطوي الدروب المنعطفة. فالتحكم جيد ولكنه ليس رائعًا.
مع ذلك، تُعد قيادتها مصدر ابتهاج، إذ إن المقصورة فسيحة ومبسّطة التصميم، وسعتها أقرب إلى سعة العديد من السيارات كبيرة الحجم، بالرغم من حجمها الخارجي المتوسط. يغمر الضوء الطبيعي المقصورة الرحبة التي يعلوها سقف زجاجي يتقوس وصولاً إلى الزجاج الأمامي.
وتشمل وسائل الراحة في النسخة المجهّزة بكامل الخيارات، والبالغ سعرها 169,000 دولار، نظامًا صوتيًا جهوريًا بمكبّر صوتي قياس 21 بوصة، وشاشة منحنية بمقاس 34 بوصة ودقة 5K. أما المواد المختارة لخط إنتاج هذا الطراز - من جلد نابا أو جلد بيورلوكس PurLuxe الصناعي، إلى صوف الألبكة، والخيوط التي أعيد تدويرها، وخشب الأوكالبتوس المستخرج من مصادر مستدامة، وخشب الجوز ذي المسام المفتوحة - فتعكس ملامح أناقة غير متكلفة بتدرجات لونية تبعث على السكينة.
تُعد راحة البال أيضًا سمة مترفة أخرى تتيحها سيارة لوسيد، إذ إنها تحقق مدى يصل إلى 520 ميلاً، علاوة على إمكانية شحن البطارية في 20 دقيقة فقط بحيث تقطع مسافة 300 ميل، وذلك باستخدام نظام الشحن السريع DC. وإذا علمنا أن أقصى مدى تصل إليه سيارة تسلا طراز Model S Plaid هو 396 ميلاً، فإن هذا دليل إضافي على أن شركة لوسيد تتقدم بثبات لتحتل موقعًا رياديًا في أوساط صنّاع السيارات الكهربائية الفخمة.
Robb Rice/سيارة Air Dream Edition
نغم مختلف
Mercedes-AMG EQS
منذ تأسيس علامة إيه إم جي في عام 1967، ولما يقرب من 40 عامًا بعد هذا التاريخ، جمعت علاقة وطيدة بين مرسيدس - بنز وشركة تحسين الأداء التي تتخذ من أفالترباخ مقرا لها والمسؤولة عن بعض أقوى السيارات التي لا تُنسى من تلك الحقبة. في الوقت الراهن، لا تمتلك مرسيدس علامة إيه إم جي فحسب، بل إنها دعمت مستقبل خط طرزها الكهربائية من خلال المركبة الكهربائية الأولى المخصصة للإنتاج على نطاق واسع التي صممتها إيه إم جي، والحديث هنا عن سيارة Mercedes-AMG EQS.
Mercedes-Benz/سيارة Mercedes-AMG EQS
إذا كان الإصدار القياسي إي كيو إس EQS بديلاً يعمل بالكهرباء عن سيارة السيدان المتينة من فئة S، فإن إيه إم جي قد قامت هنا بما قامت به تاريخيًا بخصوص سيارات هذه الفئة على مدار العقود المنصرمة: عززت التجربة، تحديدًا عبر الارتقاء بقوة المحرك إلى 751 حصانًا وبقوة عزم الدوران إلى 1,020 نيوتن متر.
لكنك لن تدرك ذلك إذا نظرت إلى الخطوط الخارجية لهذا الطراز، والتي تبدو ناعمة أكثر مما هو عليه الحال في أي تصميم آخر من تصاميم إيه إم جي السابقة، الأمر الذي يتركنا متشوقين لمظهر خارجي أكثر جاذبية. ومع أن إغلاق باب السيارة يذكرك بالصلابة المطمئنة والمذهلة التي تشتهر بها علامة مرسيدس، إلا أن فتحات التهوية البلاستيكية تختلف اختلافًا كبيرًا عن تلك الموجودة في بعض سيارات السيدان البريطانية الفاخرة.
سيارة Mercedes-Benz/مقصورة Mercedes-AMG EQS
لكننا هنا نتحدث عن سيارة من إيه إم جي، ما يعني أن عامل الجذب الرئيس هو الأداء، وخصوصًا التسارع الذي يجعلك في وضع المتأهب، والناجم عن خاصية التحكم في الإطلاق: لم يخضع زوج المحركات للتحسين بغرض إنتاج طاقة أكثر فحسب، بل جرى تعديلهما بحيث يوجّهان مزيدا من هذه الطاقة إلى المحور الخلفي، على ما هو عليه الحال في السيارات الرياضية التي تعمل بمحركات احتراق داخلي. تقول مرسيدس إن المركبة تحقق تسارعًا من صفر إلى 60 ميلاً/الساعة في غضون 3.4 ثانية، على الرغم من أن نسخة إي كيو إس هذه، البالغ سعرها 152,546 يورو، تشعرك بأن زمن تسارعها أقل من ذلك عند القيادة في خط مستقيم.
يتضاعف الإحساس بسرعة السيدان الكهربائية هذه بسبب مكبرات الصوت الداخلية والخارجية، ويمكن ضبط الدراما السمعية المنبعثة منها إما على وضع Authentic أو على وضع Performance الأكثر جرأة. لكنها تكذّب ما تخبرك به غريزتك، فهذه سيارة انسيابية على نحو مثير للإعجاب، مقرونة بنظام دفع أمامي سلس، وهي على الأرجح أرقى مما يفضله معظم هواة إيه إم جي التقليديين، ولكنها تتفوق في الجانب الذي تفوقت فيه كل سيارات مرسيدس الشهيرة التي رقيت إلى طُرز إيه إم جي منذ عام 1967: إنها السيارة الأكثر إبهارًا.