تغطي المياه 70% من كوكبنا، لذا ليس من المفاجئ أن نجد عددًا لا يحصى من مواقع الغوص المذهلة في البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط حيث تختبئ السفن المحطمة من الحرب العالمية الأولى والثانية، بعدما تحولت إلى شعاب مرجانية صناعية تعج بالحياة البحرية.
بالنسبة لمحبي المغامرات البحرية، ليس هناك أروع من استكشاف أعماق المياه، لا سيما في المواقع الغنية بالتنوع البيولوجي مثل البحرين الأحمر والمتوسط، حيث تنتاب المرء مشاعر مختلفة، من الانبهار والخوف من مدى سيطرة الطبيعة على المياه إلى الاسترخاء الفوري والشعور بالسلام الداخلي.
وهناك من يخطو بعيدًا ويرفع من مستوى مغامرته البحرية بالحصول على أعلى شهادات الغوص للوصول إلى أماكن لا يصل إليها الهواة. هناك تقبع سفن وآثار تأخذ المرء في رحلة عبر الزمن وسط طبيعة مخفية وأجواء يصعب الوجود فيها لأكثر من دقائق.
وفي حال لم يكن لديك شهادات كافية لزيارة هذه الأماكن، أتينا لك بلمحات من أفضل مواقع الغوص بين حطام السفن حول العالم.
أماكن ساحرة للغوص بين حطام السفن
موقع زنوبيا في قبرص
تُعد قبرص ثالث أكبر جزيرة في البحر الأبيض المتوسط، وتشتهر بالعديد من مواقع الغوص بين حطام السفن، أبرزها موقع زنوبيا، حيث غرقت عبّارة زنوبيا Zenobia، التي أُطلقت في عام 1979 لنقل الشاحنات بأنواعها المختلفة.
لم ينتج عن غرقها خلال رحلتها الأولى في عام 1980 أي خسائر بشرية، وهي ترقد الآن على جانبها خارج ميناء لارنكا ويحيط بها 104 شاحنات.
يستطيع الغواصون رؤية الحطام بداية من عمق 16 مترًا حتى 42 مترًا، وقد يحتاجون إلى بضع محاولات لاستكشاف الموقع بأكمله.
في أثناء الرحلة، سيلاحظ الزوار كيف اتخذت أسماك الهامور والباراكودا وعاريات الخيشوم من الحطام موطنًا لها. وتعد الفترة من إبريل حتى نوفمبر أفضل وقت لزيارة العبّارة الغارقة.
Wikimedia Commons
موقع ثيسل غورم على ساحل البحر الأحمر في مصر
قصفت القوات الجوية الألمانية ثيسل غورم Thistlegorm - وهي باخرة إمداد بضائع بريطانية بطول 128 مترًا كانت تحمل أطنانًا من الإمدادات الحربية مثل الشاحنات والبنادق والعربات الآلية والدراجات النارية - في البحر الأحمر خلال الحرب العالمية الثانية، لتغرق بالقرب من محمية رأس محمد قبالة سواحل شرم الشيخ في مصر.
توصي السلطات المصرية مراكز الغوص الترفيهي بتدريب السياح جيدًا من خلال إجراء 20 عملية غوص تدريبية في المنطقة قبل الغوص في موقع ثيسل غورم حيث سيرى الغواصون كيف تحوّل الحطام إلى موطن لحياة بحرية مذهلة من الشعاب المرجانية الناعمة والسلاحف البحرية وأسماك أبو ذقن وثعابين الموراي وأنواع أخرى لا حصر لها من الأسماك.
HAGAI NATIV
موقع سيركيوا في جزيرة مالطا
تقع دولة مالطا في وسط البحر الأبيض المتوسط، على بعد 93 كيلومترًا جنوب صقلية و288 كيلومترًا شمال إفريقيا، وتتألف من ثلاث جزر، ترتيبها من حيث المساحة: مالطا وغودش وكومينو. ويحيط بهذه الجزر أكثر من 80 موقعًا لحطام السفن والطائرات، حوالي 15 منها تستقبل غواصين بصفة منتظمة. وقد كشفت صحيفة مالطا إندبندنت أخيرًا أن هناك ما لا يقل عن 800 طائرة ملقاة أمام السواحل المالطية.
ويأتي موقع سيركيوا في صدارة أبرز مواقع الغوص بين حطام السفن على سواحل جزيرة مالطة، ويتضمن حطام زورق القطر روزي إم في Rozi MV الذي بُني عام 1958، وحين انتهت فترة خدمته في 1992، اُغرق عن عمد، ليتحول إلى موطن لشعاب مرجانية صناعية.
ويتضمن الموقع كذلك تضاريس مذهلة ووفرة من الحياة البحرية تشمل أسماك الباراكودا وثعابين الموراي والأخطبوط والحبار حتى الدلافين.
pexels
جزيرة أوستيكا في إيطاليا
تقع جزيرة أوستيكا، التي تحولت بالكامل إلى محمية طبيعية منذ 1986، على بعد 67 كيلومترًا شمال باليرمو، وتتميز قيعانها البحرية بالكهوف والأنفاق والشعاب المرجانية والجدران وحطام السفن، هذا بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الأسماك مثل الباراكودا والهامور والسريولا العملاقة.
Wikimedia Commons
يوجد قبالة سواحل أوستيكا سفينة طولها 74 مترًا كانت تحمل ألواحًا من الرخام، غرقت عام 2005 على عمق 20 ويغطيها الآن المرجان الكأسي والإسفنج الوردي. ويُفضل السياح الراغبون في الغوص زيارة المكان الذي يعد من أشهر مواقع الغوص حول العالم في الفترة من مايو إلى أكتوبر، إذ تراوح درجات الحرارة خلال تلك الفترة من 18 إلى 22 درجة مئوية.
