عاودت أسعار الكاكاو ارتفاعها هذا الشهر، متخطية مستوى 8 آلاف دولار للطن، بعد التراجع الحاد من المستوى القياسي المسجل الشهر الماضي عند 12 ألف دولار للطن. ومع ذلك تبقى الأسعار الحالية مرتفعة بنسبة 87% عن الأسعار في بداية العام، و166% عن أسعار مايو 2023، وهو ما دفع شركات الشوكولاته حول العالم مثل هيرشي ومارس إلى زيادة أسعار منتجاتها وخفض أحجامها، بالإضافة إلى طرح منتجات جديدة قائمة على البندق وتحتوي على كميات أقل من الكاكاو.

السبب وراء ارتفاع أسعار الكاكاو

يرجع الارتفاع القياسي في الأسعار إلى ضعف إنتاجية المحاصيل في دول غرب إفريقيا مثل غانا وساحل العاج، التي تنتج 70% من الكاكاو حول العالم، بسبب ظاهرة مناخية تسمى النينيو، وتحدث عند انتقال كتل هائلة من مياه المحيط الهادئ الحارة إلى مناطق متفرقة حول العالم، ما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وهطول أمطار غزيرة، وفقًا للمنظمة الدولية للكاكاو، التي أرجعت تأثر الإنتاج في أواخر العام الماضي إلى "الأمطار الغزيرة غير الموسمية" التي تسببت في انتشار عدوى فطرية تسمى مرض القرون السوداء الذي يصيب القرون والجذور والسيقان والبراعم، ما يتسبب في تعفن الحبوب.

ولكن الظواهر المناخية ليست العامل الوحيد، إذ ساهمت المراهنات على ارتفاع الأسعار في المستقبل إلى قفزات قياسية في أسعار العنصر الأساسي في صناعة الشوكولاته. ومع ذلك، تراجعت الأسعار بحدة مقارنة بالشهر الماضي، بعدما أدرك بعض المتداولين صعوبة بيع العقود الآجلة في المستقبل القريب، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية، التي أشارت في تقريرها إلى أن الأسعار لا تزال أعلى بكثير من التكلفة النموذجية للطن.

ظهر تأثر كبرى شركات الشوكولاته حول العالم في زيادة أسعار المنتجات، إذ رفعت هيرشي أسعارها بنسبة 5%، بينما رفعت مونديليز، المالكة لعلامات مثل توبليرون وكادبوري، أسعارها بنسبة 6%، وأشار كلاهما إلى احتمالية الاستمرار في زيادة الأسعار لتغطية التكلفة المرتفعة للعنصر الأساسي لمنتجاتهما. وفي الوقت نفسه، لم تتأثر شركات الشوكولاته الفاخرة مثل سول كاكاو، لأنها تدفع أعلى بكثير من أسعار الكاكاو العادية للوصول إلى أعلى جودة وتحقيق الكثير من المعايير مثل المعاملة العادلة للعاملين في صناعة الشوكولاته.