أجلت أستون مارتن خططها لإطلاق أول سيارة كهربائية مرات عدة، إذ أعلنت في البداية عن إطلاقها هذا العام، ثم أجّلتها إلى عام 2026، وأخيرًا إلى ما قبل عام 2030. يعود ذلك إلى تراجع الطلب على السيارات الكهربائية، وفي الوقت نفسه إلى التغيير في قيادة الشركة بعد أن تولى أدريان هالمارك منصب الرئيس التنفيذي في أكتوبر 2024.

هل تتراجع أستون مارتن في خططها لإطلاق أول سيارة كهربائية؟

صرّح هالمارك أخيرًا بأن بعض زبائن أستون مارتن يكرهون السيارات الكهربائية، ما يعكس التحديات التي تواجهها العلامات الفاخرة في التحوّل هذه الفئة من المركبات. 

على أن أستون مارتن ليست الوحيدة التي تواجه هذا المأزق؛ فقد شهدت شركات فاخرة أخرى مثل بنتلي ومرسيدس-بنز تذبذبًا في الطلب على السيارات الكهربائية، ما دفعها إلى إعادة النظر في استراتيجياتها وتعديل خطط الإنتاج. بالنسبة لصانعي السيارات الفاخرة، فإن المعادلة تختلف قليلًا، إذ إن حجم الإنتاج، وملف الزبائن، ومتطلباتهم المحددة تؤدي دورًا أكبر في قراراتهم المستقبلية.

قال هولمارك لمنصة Automotive News: "ثمة نوعان من الزبائن، الأول يكره السيارات الكهربائية بعمق، لأنه يشعر بأنه أُجبر على التخلي عن محركات V-12 أو V-8. أما النوع الآخر، فيتمثل بالزبائن المؤيدين للسيارات الكهربائية، وهذا العدد آخذ في الازدياد. عليك أن تكون متقدمًا عليهم بسبع إلى عشر سنوات، لأن هذا ما تعنيه دورة تطوير السيارات".

تصريح هالمارك يسلط الضوء على الانقسام الواضح في سوق السيارات الفاخرة، إذ يتمسك بعض الزبائن بالقوة والأداء التقليدي لمحركات الاحتراق الداخلي، فيما يتجه آخرون نحو التكنولوجيا الكهربائية، ما يجعل استشراف المستقبل تحديًا كبيرًا لشركات السيارات الفاخرة مثل أستون مارتن.

كشف أدريان هالمارك أن أستون مارتن لا تزال في مرحلة تقييم الخيارات حول كيفية تطوير أول سيارة كهربائية لها. وكانت التوقعات تشير إلى أن الشركة ستقدم نسخة كهربائية بالكامل من DBX، التي تعد السيارة الأعلى مبيعًا في أسطولها.

لكن الصانع يدرس أيضًا خيارات أخرى.  ومن بين الاحتمالات المطروحة، قد تقرر أستون مارتن إطلاق سيارة جديدة كليًا، ربما سيارة خارقة كهربائية بالكامل على غرار بينينفارينا باتيستا، أو تقديم نسخة كهربائية من فالهالا، أول سيارة خارقة هجينة للشركة.

تتعامل أستون مارتن مع تحولات سوق السيارات الفاخرة بحذر، وتسعى لإيجاد التوازن الأمثل بين الحفاظ على إرثها العريق وتبني التكنولوجيا الكهربائية من دون الإضرار بجاذبيتها لدى زبائنها. وقال هالمارك: "إما أن تستبدل طرازًا قائمًا وتتحلى بالشجاعة، أو أن تقدم طرازًا جديدًا بالكامل. الخطة الأصلية كانت تقديم طراز جديد، لكننا ندرس خيارات أخرى".

وعلى الرغم من الانخفاض الحالي في الاهتمام، يقول هولمارك إنه من الواضح أن السيارات الكهربائية تظل هي المستقبل على المدى الطويل. 

وفي هذا قال هولمارك: "حتى لو قال دونالد ترامب إننا لا نعتقد أن السيارات الكهربائية جيدة بعد الآن، فإن كاليفورنيا ستظل تحظر محركات الاحتراق الداخلي في عام 2035، كما هو الحال في 14 ولاية أخرى". 

وأضاف: "سنطلق أول سيارة كهربائية لنا خلال هذا العقد، لكننا سنواصل أيضًا تقديم طرز هجينة قابلة للشحن حتى عام 2035. نحن لا نقاوم التحول، بل نأخذ في الحسبان التشريعات ونحاول التكيف معها. لا يمكننا تحمل تكلفة إنتاج محركات احتراق داخلي وهجينة وكهربائية في آنٍ واحد، كوننا لا نعرف أيها سينجح".

مع النجاح الكبير الذي حققته أستون مارتن DBX، قد يتبادر إلى الذهن أن الشركة ستتجه نحو إنتاج طرز موجهة للسوق الأوسع، أو على الأقل نسخة أستون مارتن من السيارات الجماهيرية. 

المشكلة في ذلك، على ما يقول هولمارك، هي أن ثمة سقفًا لقيمة سيارات الدفع الرباعي. وبالنسبة لأستون وغيرها من الشركات المصنعة للسيارات الخارقة فإن هذا السقف ليس مرتفعًا بدرجة كافية. قال هولمارك: "إن سيارة الدفع الرباعي التي تبلغ قيمتها مليون دولار غير موجودة بعد، وهو ما يقودنا إلى حقيقة بديهية أخرى: السيارات الأكثر قيمة على وجه الأرض لها بابان".