تشارك هيئة فنون العمارة والتصميم في النسخة الرابعة من "بينالي لندن للتصميم" المُقام في سمورسيت هاوس بالعاصمة البريطانية لندن تحت عنوان "إعادة رسم خريطة التعاون" (Remapping Collaboration)، بجناحها، الذي دُشن مطلع هذا الشهر، بالعمل الفني «منسوج».
حضر حفل التدشين الرئيس التنفيذي للهيئة الدكتورة سمية السليمان، إلى جانب جمعٍ من المسؤولين في الحكومة البريطانية، ومسؤولين من مختلف دول العالم.
«منسوج» وفن السدو
يقدّم العمل الفني «منسوج» تجربة إبداعية تفاعلية تتداخل فيها مرئيات الزوّار حيال المستقبل لتشكّل نسيج الإنسانية. ويُصنع هذا النسيج عبر محاكاة حرفة فن السدو اليدوية، إذ يُشارك كل زائر بضَفر الخيط في النسيج بوحيٍ من أفكاره وتفرّده، وتطلّعه للمستقبل، لتتداخل الخيوط في انسجامٍ تام صانعةً تصميمًا فريدًا.
من شأن هذه التجربة أن توضح ما إذا كانت المعرفة هي الأساس المتين للنمو، أم أن الابتكار هو جذر التغيير وصانع الفرص، فضلاً عن معرفة ما إذا كانت الروحانية تساعد في العثور على إجابات تجاه المستقبل، أو أن التركيز على موازنة قوة العقل والجسد هو الأفضل، إلى جانب إمكانية الاعتماد على قوة الطبيعة لتشكيل التنمية.
كل خيط في هذا النسيج يمثّل مجالاً تنمويًا واعدًا، ومن ثم يختار كل زائر ما يمثّله من المجالات التنموية، ويعيش تجربة نسجِه بنفسه، لتسهم الاختيارات مجتمعة في بناء نموذج عضوي زخرفي يتطور طيلة فترة بينالي لندن للتصميم. وإذ يُنجز الجناح السعودي بذلك تصميم نسيجٍ يصل طوله إلى 50 مترًا، يعود هذا النسيج إلى المملكة العربية السعودية مع نهاية المعرض المقررة في 25 يونيو ليبدأ جولته العالمية والمحلية ما يتيح نشر رسالته نحو التواصل والازدهار.
يُذكر أن هيئة فنون العمارة والتصميم استعانت بالدكتورة دليّل القحطاني؛ المختصة في السدو من المعهد الملكي للفنون التقليدية، وإسراء الصخري، وهيا النعيمة، وهما من طالبات المعهد في برنامج تلمذة النسيج التقليدي «السدو»، للمشاركة في حياكة النسيج بالعمل التركيبي خلال مدة إقامة المعرض.
ويأتي اختيار السدو كونه عنصرًا مهمًا من عناصر الثقافة والعمارة بالمملكة، وقد تميّزت في تصميمه النساء السعوديات عبر التاريخ، ونجحت المملكة في تسجيله بالقائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة اليونسكو في عام 2020.
بينالي لندن للتصميم
يقام «بينالي لندن للتصميم»، منذ انطلاقه في 2016، كل عامين بهدف تعزيز التعاون الدولي للتصميم عبر المعارض الآسرة، والتركيبات التي تُظهر الطموح لإنشاء حلول عالمية للمشاكل التي تهِمّ مجتمعات العالم.
ويسلّط البينالي كذلك الضوء على الابتكارات والإبداعات والبحوث في عالم التصميم على مستوى العالم، وتُركّز نسخته الرئيسة لهذا العام على موضوع خلق أشكال جديدة للتعاون: يدعو بينالي لندن للتصميم المشاركين من مختلف أنحاء العالم إلى خلق أشكال جديدة للتعاون في عالم التصميم.
تُعدّ هذه المشاركة الثالثة للمملكة في هذا البينالي الدولي، بعد أن شاركت في نسختَيْ 2016 و2018. وتدعم هذه المشاركة عددًا من الأهداف الاستراتيجية لهيئة فنون العمارة والتصميم، من أبرزها الإسهام في الناتج المحلي الإجمالي، ودعم المواهب والقدرات، والمساهمة في تعزيز المشاركات السعودية عالميًا، والتشجيع على الابتكار والبحث في قطاع العمارة والتصميم.