ويست هوليوود - أولى خطوات أنيستون

بعد النجاح الساحق الذي حققه مسلسل Friends (الأصدقاء) في منتصف التسعينيات، بدأت نجمة العمل جينيفر أنيستون تشق طريقها بثقة نحو قمة هوليوود، لتصبح واحدة من أبرز نجمات جيلها. وفي عام 1995، أي بعد عام واحد فقط من انطلاق المسلسل، قررت أنيستون أن تستثمر أولى ثمار شهرتها في عالم العقارات، فاقتنت شقة فاخرة في منطقة ويست هوليوود مقابل 742 ألف دولار أمريكي، وهو ما كان يُعد مبلغًا ضخمًا آنذاك يعكس طموحاتها المتزايدة.

يقع العقار في قلب تلال هوليوود، ويضم غرفتي نوم وثلاثة حمامات، ويتميز بإطلالاته الخلابة وتصميمه العصري الذي يعكس ذوق أنيستون الرفيع. ومع مرور الوقت، لم يعد هذا المنزل مجرد مكان للإقامة، بل تحول إلى مكتبها الدائم، إذ كانت تدير منه مشاريعها الفنية وتخطط لخطواتها التالية في عالم التمثيل.

اللافت أن هذا العقار لم يكن حكرًا على أنيستون فحسب، بل أصبح لاحقًا وجهة مفضلة لعدد من المشاهير. فقد كشفت الممثلة إيسلا فيشر أخيرًا أن المنزل كان في منتصف العقد الأول من الألفية مستأجرًا لها ولزوجها، النجم ساشا بارون، ما يضيف لمسة من التاريخ الهوليوودي إلى هذا العنوان المميز.

مونتيسيتو - ملاذ أنيستون الهادئ

بعد سنوات من الاستقرار في لوس أنجليس، بدا أن أنيستون كانت تبحث عن ملاذ جديد يجمع بين الفخامة والهدوء، فكان انتقالها إلى حي مونتيسيتو في عام 2022 خطوة طبيعية في مسيرتها العقارية المتصاعدة. هذا الحي الساحلي الفاخر، الذي أصبح وجهة مفضلة للنجوم الباحثين عن الخصوصية، استقبل أنيستون بحفاوة، خصوصًا بعد أن اقتنت قصرًا على الطراز المتوسطي من الإعلامية الشهيرة أوبرا وينفري مقابل 14.8 مليون دولار أمريكي.

المنزل، الذي شُيّد عام 1998، يجسّد روعة الطراز التوسكاني بلمسة عصرية تليق بموقعه في تلال كاليفورنيا الهادئة. يمتد المنزل على مساحةٍ تقدّر بنحو 4,320 قدمًا مربّعة، تضم أربع غرف نوم وثلاثة حمّامات ونصف، في تخطيط داخلي يمنح إحساسًا بالاتساع والانسجام بين المساحات. وتطل الواجهات الزجاجية الأنيقة على المناظر الطبيعية المحيطة، فتغمر الداخل بالضوء الطبيعي وتربط بين الفناء والفضاء الخارجي بانسيابية لافتة.

يُستقبل الزائر عبر مدخلٍ خاص تحيط به أشجار البلوط التي تضفي على المكان طابعًا من العزلة والسكينة بعيدًا عن صخب المدينة. كما يتميّز العقار بموقعه الفريد على مساحة تزيد قليلًا على فدانٍ واحد، تتيح له إطلالة خلابة تمتدّ من المحيط الهادئ حتى سلسلة الجبال، فيما تتكامل المناظر الطبيعية مع حدائق منسّقة بعناية وساحةٍ واسعةٍ لركن السيارات تُبرز رصانة التصميم ورفاهيته في آنٍ واحد.

قصر بيل إير.. ذروة عقارات أنيستون

ننتقل الآن إلى المقرّ الرئيس للنجمة العالمية جينيفر أنيستون، ذلك المنزل البديع الذي يتربّع في قلب حيّ بيل إير الراقي، نابضًا بالأناقة والسكينة. أبدع تصميمه المعماري الشهير إيه. كوينسي جونز، أحد رموز الطراز العصري المتوسطي، فانعكست بصمته في خطوط المنزل الهندسية البسيطة وتكامله المتناغم مع الطبيعة المحيطة. يقع المنزل خلف بواباتٍ مرتفعة على مساحةٍ شاسعةٍ تبلغ 3.27 فدان، توفّر له عزلةً تامّة عن صخب مدينة لوس أنجليس.

منذ النظرة الأولى، أسرت تفاصيل هذا المنزل قلب أنيستون، فكان من الطبيعي أن تسعى لامتلاكه حين سنحت الفرصة. وفي عام 2012، اقتنت العقار مقابل مبلغ يقارب 21 مليون دولار أمريكي، لتبدأ بعد ذلك رحلة ترميم دقيقة بالتعاون مع المصمّم الداخلي ستيفن شادلي. حرصت أنيستون خلال تلك العملية على الحفاظ على روح التصميم الأصلي الذي ميّز رؤية كوينسي جونز، لكنها أضافت لمساتها الشخصية التي تعكس ذوقها الرفيع وحسّها الفني الهادئ، ليصبح المنزل مزيجًا متوازنًا من الحداثة والكلاسيكية.

مع اكتمال تجديده، بات المنزل مرآةً لحياتها الخاصة ومسرحًا لكثير من محطّاتها المهمة. ففي أجوائه الهادئة نظّمت أنيستون عام 2015 زفافها المفاجئ على النجم جاستن ثيرو، والذي أقيم تحت غطاء حفلة عيد ميلاد حضرها نحو سبعين من أصدقائهما المقرّبين.

وبعد مرور السنوات، لم تتوقف أنيستون عن السعي نحو مزيدٍ من الخصوصية والهدوء؛ إذ أقدمت في مطلع عام 2025 على شراء العقار المجاور المؤلّف من خمس غرف نوم، لقاء 7.25 مليون دولار أمريكي. وتخضع المنشأة الجديدة لعمليات تجديد شاملة، تشير المخططات إلى أنّها ستتحوّل إلى جناح ضيافة فاخر ضمن مجمّعٍ سكني أكبر وأكثر حصرية، يعكس رغبة أنيستون في بناء فضاءٍ متكامل يجمع بين الفخامة والطمأنينة في أدقّ تفاصيله.