في عام 1745، استضاف الملك لويس الخامس عشر حفلة زفاف ابنه لويس دوفين بالأميرة الإسبانية إنفانتا ماريا تيريزا رافائيلا في قصر فرساي، في ما أصبح يُعرف من بعد بحفلة شجرة الطقسوس. على أهمية هذه الحفلة، دخلت السجلات بصفتها واحدة من أهم الحفلات في التاريخ، ولا أدلّ على ذلك أكثر من استحضارها في ساعة مون بلان الجديدة باسم Star Legacy Suspended Exo Tourbillon Château de Versailles.
استُمدت رموز هذه الساعة كلها من قصر فرساي، خصوصًا قاعة المرايا الشهيرة. ولتنفيذها على أكمل وجه، استثمرت مون بلان خبراتها المتراكمة في فنون الزخرفة والطلاء بالمينا والتجسيم الدقيق والتطعيم بالرخام، حتى التقنيات العصرية من قبيل المحاكاة ثلاثية الأبعاد والنقش بالليزر على الياقوت والنحاس. ولم تتخلف في ناحية الدقة الساعاتية، إذ جهزت هذا الإصدار بآلية حركة تولّى تطويرها خبراء محترفها القائم في بلدة فيليريه السويسرية على امتداد ثلاثة أعوام.
Montblanc
صيغت الساعة في علبة من الذهب الأصفر بقطر 44.8 ملليمتر وسمك 15.52 ملليمتر، مع قرص يتباهى بزخارف على هيئة إكليل الغار وتاج يتألق بضياء ألماسة بقطع مون بلان الشهير. بالإضافة إلى ذلك، تتمايز جوانب العلبة بنقوش تستحضر جانبًا من لوحة الرسام فرانسوا ليموين، المعلّقة في صالة السلام، والتي يُنعم فيها الملك لويس الخامس عشر على أوروبا بغصن زيتون، فيما تُشير مينيرفا على ميركوري بإغلاق أبواب معبد يانوس، على عادة الرومان زمن السلم.
Montblanc
عبر الواجهة المقببة المشغولة من البلور الياقوتي، يبرز جانب آخر من عظمة قصر فرساي، وبالتحديد حفلة شجرة الطقسوس التي يوثّقها الميناء انطلاقًا من لوحة الفنان تشارلز نيكولاس كوتشين الأول التي خلّدت تلك الأمسية.
في البداية، جرى صقل صفيحة الميناء المشغولة من الذهب الأبيض بطلاء المينا الأسود، من ثم ثُبتت عليها رقائق ذهبية دقيقة قبل إدخالها إلى الفرن لاستحداث الانعكاسات المرتدّة عن الثريات المضاءة بالشموع. بعد ذلك، استخدم حرفيو مون بلان الكاتشولونغ الأبيض ورخام سارانكولين لاستحداث الأقواس، في حين لجأوا لمحاكاة أرضية قاعة المرايا إلى تقنية التطعيم بخشب البلوط الصلب.
تتبدى على الميناء أيضًا ظلال رفيعة للضيوف المتنكّرين الذين توافدوا على الحفلة، وقد صوّر خبراء الدار هيئاتهم المختلفة باستخدام تقنية النقش على البلور الياقوتي، ثم ثبتوها على الصفيحة المركزية لإكمال المشهد الزاخر بالتفاصيل الرفيعة.
Montblanc
وإمعانًا في استحضار الجماليات التي سادت بين النخبة خلال حقبة الملك لويس الرابع عشر، يحتضن الميناء عدادًا للساعات والدقائق عند مؤشر الساعة 12، قاعدته مصقولة بتقنية طلاء المينا المفرغ Champlevé وأرقامه الرومانية مستحدثة بطلاء المينا الأزرق وعقاربه منحوتة على الطراز الباروكي، ومحوره منحوت على هيئة رأس أبولو.
إلى ذلك، ينطوي الميناء على آلية توربيون عند مؤشر الساعة 6، محاطة بحلقة مزدانة بزخارف على هيئة زهرة الزنبق. يتصل قفص آلية التوربيون التي تكمل دورة واحدة كل دقيقة بعجلة توازن مثبتة بجسر أحادي الذراع، مصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ ومطلي بالذهب. ويعد هذا النظام المبتكر المسجّل ببراءة اختراع أحد الشواهد على اقتدار حرفيي مون بلان.
تنبض هذه الساعة بآلية الحركة يدوية التعبئة Calibre MB M16.68، التي توفر احتياطيًا للطاقة يدوم نحو 50 ساعة ومقاومة لضغط الماء حتى عمق 30 مترًا، ويمكن مطالعة مكوناتها عبر غطاء الجزء الخلفي المشغول من البلور الياقوتي.
Montblanc
تجدر الإشارة إلى أن تفرّد ساعة Star Legacy Suspended Exo Tourbillon Château de Versailles لا يتوقف عند هذا الحد، إذ أفردت لها مون بلان علبة مشغولة من خشب الجوز، تحتوي على صندوق موسيقي يبث لحنًا بتوقيع جان فيليب رامو، مجدد الأوبرا الفرنسية وأحد أعلام الموسيقى الباروكية.
حصرت مون بلان إنتاج هذه الساعة في 8 نماذج فقط، بسعر 256,000 دولار أمريكي.
