مجموعة فندقية تتيح لضيوفها اختبار النهضة المكسيكية في مجال التصميم.
عندما افتتحت مجموعة غروبو هابيتا فندق Habita Hotel قبل نحو عشرين عامًا في حي بولانكو في مكسيكو سيتي، استعان المؤسسان كارلوس كوتورييه ومويزس ميتشا بخدمات الشركة المحلية Ten Arquitectos لتحويل مبنى عادي من خمسينيات القرن الفائت إلى صندوق زجاجي عائم. أراد المؤسسان أن يوفر الفندق صغير الحجم، الذي تركز سمته الأساسية على التصميم، مساحات داخلية فخمة للضيوف تثريها لمسة أوروبية أنيقة. وبعد أن طورا نحو أربعة عشر فندقًا، تغيرت مبادئهما التصميمية، وباتت فنادق المجموعة تشكل اليوم منفذًا يتيح للسياح اختبار نهضة عالم التصاميم في المكسيك عن كثب. يقول المدير المشارك كوتورييه: «كنا نرغب في بداياتنا في أن نستحضر طابعًا تصميميًا عالميًا إلى المكسيك. أما اليوم، فنريد أن نحفز وعي ضيوفنا بالثراء الإبداعي المتوافر هنا في المكسيك وأن نعبر عن اعتزازنا بتراثنا التصميمي.»
تتباهى المجموعة الفندقية بهذا التراث إذ تستعرض معالمه في تجهيزات مصممة على قياس الذائقة تشمل قطع أثاث يبتكرها بحسب الطلب حرفيون من المجتمع المكسيكي، وأدوات للمائدة تُنتج محليًا، ومنسوجات تُحاك يدويًا، ما يضفي على كل فندق هوية أصيلة وطابًعا يستلهم روح المكان. وفي هذا يقول كوتورييه: «نسعى في معظم مشاريعنا إلى العمل مع مهندسين معماريين، ومصممين صناعيين وحرفيين مكسيكيين. نريد التزود بالمنسوجات الرائعة المنتجة في ولاية تشياباس، والكرسي المثالي المصنوع في مدينة أواكساكا.»
الشركاء في مجموعة غروبو هابيتا، كارلوس كوتورييه، ورفاييل ميتشا، ومويزس ميتشا
فضلاً عن ذلك، يعكس اختيار موقع الفندق تلاحمًا متبصرًا بين المهارات القديمة وحس الابتكار الحديث. في بويبلا، وظف المؤسسان شركة Legorreta + Legorreta للهندسة المعمارية لبناء فندق لا بوريفيكادورا La Purificadora الواقع في ما كان يشكل سابقًا مصنعًا من القرن التاسع عشر لتنقية المياه. بقيت البنية التاريخية للمصنع على حالها، فيما استُحدث مبنى جديد ينتقل بالضيوف إلى الحاضر من خلال حجرات أُلحقت بها شرفات بغير دعامات معلقة خارج البناء. كما دُمجت الحجارة والأخشاب من البناء الأصلي في التصميم المعاصر. وثمة فندق ثان للمجموعة من المتوقع افتتاحه قريبًا هذا العام يحتل منزلاً مهيبًا من القرن التاسع عشر تبتكر فيه المهندسة المعمارية فريدا إسكوبيدو وجهة للرفاه الصحي تزخر بناد صحي وحوض سباحة يحتضنان صخورًا بركانية مصدرها بركان بوبوكاتيبيتل المتقلب الشهير في المنطقة.
إذ تواصل المجموعة توسيع محفظتها، تفتتح هذا العام مشروعًا جديدًا في أواكساكا من تصميم المهندس المعماري الشهير ألبيرتو كالاتش. كما أن فندقها الثالث في الولايات المتحدة الأمريكية قيد التطوير في وسط لوس أنجلوس ويستهدف جمهور هواة الفنون. وتعتمد المجموعة استراتيجية محددة إذ تشكل الراعي الرئيس لمعرض زونا ماركو، أكبر المعارض الفنية في أمريكا اللاتينية.
يستمتع كوتورييه بالفرصة المتاحة لتعريف ضيوف المجموعة إلى طابع جمالي مكسيكي جديد. وفي هذا يقول: «إن هذا الجيل الجديد من المصممين يتبنى منظورًا عالميًا بامتياز، ويمتلك شركات تزخر بالحيوية. لم نر في الماضي مصممين يتبنون تراثنا في خياراتهم. أما اليوم وقد باتوا يفعلون ذلك، فقد أصبح ضيوفنا يتبنون هم أيضًا هذا التراث.»