كبار صناع الساعات في معرض واتشز آند وندرز يصوغون أحدث إبداعاتهم روائع تناغم بين روح الابتكار والحنين إلى أمجاد تليدة.
لم يكن خفيًا على هواة عالم الساعات والخبراء العارفين بأسرار هذا القطاع أن تحولات جدية بدأت تطرأ في السنتين الأخيرتين على أضخم معرضين للساعات في سويسرا، وأكثرهما شهرة: معرض بازل وورلد، والصالون الدولي للساعات الراقية SIHH الذي بات يُعرف باسم واتشز آند وندرز Watches & Wonders، أو ساعات وعجائب. فقد تجلى ميل عدد متزايد من الصناع إلى نماذج الأعمال القائمة على التوجه مباشرة إلى المستهلكين من هواة الساعات وجامعيها بعيدًا عن وسيط اسمه المعرض، والترويج للابتكارات الحديثة من خلال مواقع الشبكة الإلكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي، والجولات العالمية. وتمثل أوضح تجليات هذا التوجه في خروج ريتشارد ميل وأوديمار بيغيه من الصالون الدولي للساعات، وإعلان مجموعة سواتش عن إطلاق معرض خاص لعلاماتها تحت اسم Time to Move لتخرج بذلك من معرض بازل. لم يكن مستغربًا أيضًا أن تعلن مؤخرًا مجموعة إل في إم إتش عن انسحاب علامات الساعات الأربع لديها: بولغري، وتاغ هوير، وهوبلو، وزينيث، من هذا المعرض، وذلك في خطوة سبقتها إليها دار رولكس، وباتيك فيليب، وشوبارد، وشانيل، التي كشفت عن نية تأسيس معرض جديد في جنيف تنطلق دورته الأولى في أبريل نيسان 2021.
لكن ما لم يستشرفه أي خبير أو محلل في هذا القطاع هو جائحة فيروس كورونا التي أرخت بسدولها على العالم كله وعلى مختلف المجتمعات وقطاعات الأعمال فيه. توقفت عجلة الأعمال أو تباطأت، وألغيت أنشطة عالمية كثيرة أو تأجلت، من معرض جنيف الدولي للسيارات إلى الألعاب الأولمبية الصيفية التي كان من المقرر انعقادها في طوكيو. شمل هذا الواقع المستجد أيضًا قطاع الساعات، فغاب معرض بازل وورلد، ومعرض سواتش غروب مثلاً، وآثرت العلامات المنضوية تحتهما، شأنها في ذلك شأن دور أخرى، استخدام منصاتها الإلكترونية للكشف عن أحدث ابتكاراتها. هذا ما كان عليه أيضًا حال علامات الساعات في مجموعة ريشمون التي قدمت إبداعاتها لهذا العام في الفضاء الافتراضي مع إطلاق المنصة الرقمية لمعرض واتشز آند وندرز بسبب تعذر انعقاده في جنيف كما كان مقررًا.
انطلق المعرض رقميًا في الخامس العشرين من شهر أبريل نيسان الفائت موثقًا استمرارية نبض لا يشيخ تواظب كبرى دور الساعات على صياغة معالمه عجائب ميكانيكية يتلاقى فيها التفوق الهندسي مع الإبداع في التصميم. إلى جانب التصاميم التي يغلب عليها طابع رياضي عملي ينأى عن التكلف كان الأبرز في نسخة هذا العام من المعرض، الذي يشكل في العادة انعكاسًا للتوجهات الغالبة لدى كبرى الدور، ابتكارات تستلهم أمجاد ماض قريب أو بعيد أعاد الصناع إحياءها في طُرز حديثة، على ما تشهد مثلاً مجموعة Pasha الجديدة من كارتييه. لكن الاحتفاء بالإرث المستمر تكرس في حالات أخرى براعة في المضي قدمًا على طريق تطوير تعقيدات الوقت أو تقديم أساليب جديدها لعرضها. فدار فاشرون كونستانتين على سبيل المثال تطرح هذه المرة طريقة عرض متمايزة لوظيفة التوربيون، وجاجيه – لوكوتر تناغم بين آليات الوقت الأشد تعقيدًا في لوحة فلكية آسرة، فيما بياجيه تصوغ الساعة الميكانيكية الأشد رقة في العالم، وأي دبليو سي تقدم أول ساعة بوظيفة عرض حركة المد والجزر. يتجلى أيضًا دأب النخبة من الصناع على تطوير مواد ثورية للساعات، في طليعتها لهذا العالم مركب فيبراتيك من أوفيتشيني بانيراي. وعلى اختلاف هذه الإبداعات، يبقى القاسم المشترك بينها إتقان في الهندسة الميكانيكية وبراعة حرفية في ترجمة تعابير زمن أحلى.
www.watchesandwonders.com
A Lange & Söhne
Zeitwerk Minute Repeater
النغم المتجدد
ساعة Zeitwerk Minute Repeater ذات الإصدار المحدود من إيه. لانغيه آند صونه،
صيغت في علبة من الذهب الأبيض يزهو ميناؤها الأزرق بأرقام قافزة لعرض الوقت،
ويثريها تعقيد معيد الدقائق العشري.
عندما كشفت دار إيه. لانغيه آند صونه في عام 2009 عن أولى ساعات Zeitwerk شكل ابتكارها مأثرة حظيت باهتمام النخبة من هواة الساعات، والخبراء بهذه الصناعة على حد سواء. فلم يسبق أن قدم أي صانع آخر من قبل ساعة معصم ميكانيكية تعرض الوقت رقميًا بوساطة أرقام قافزة. وبالرغم من أن طرزًا مختلفة أثرت هذه الفئة من الساعات لاحقًا، إلا أن كثيرين يجمعون على أن طراز Zeitwerk Minute Repeater، الذي طرحته إيه. لانغيه سنة 2015 في علبة من البلاتين، يبقى الأشد تمايزًا بينها. فالدار لم تكتفِ آنذاك بالإتيان بتقنية غير مسبوقة في عالم الساعات، بل عمدت أيضًا إلى الجمع بينها وبين وظيفة معيد الدقائق التي تجسد واحدة من آليات عرض الوقت الأشد تعقيدًا. وعلى ما يليق بإنجاز ثوري يعلو بسقف الابتكار، قدمت إيه. لانغيه ترجمتها الخاصة والمتمايزة لهذا التعقيد. يرتكز معيد الدقائق في العادة إلى آلية رنين توثق مرور أرباع الساعة بضربات جرس مزدوجة. أما الدار الألمانية، فطورت بدلاً من ذلك آلية رنين ينبعث نغمها في فواصل زمنية مدتها عشر دقائق وليس ربع ساعة ليعكس بدقة العرض الرقمي للوقت. في الصورة المبينة هنا على سبيل المثال، تشير الساعة رقميًا إلى أن الوقت هو الساعة السابعة واثنتان وخمسون دقيقة. عندما يجري تنشيط وظيفة معيد الدقائق باستخدام الزر الضاغط عند مؤشر الساعة العاشرة (والذي يحل في ابتكار إيه. لانغيه محل الذراع المنزلق في الساعات المشابهة الأخرى، ما يعزز نقاء الصوت)، ينبعث الرنين منخفض النغم سبع مرات لتحديد الساعة، ثم تعقبه خمس نغمات مزدوجة لفواصل العشر دقائق، تليها نغمتان مرتفعتان، واحدة لكل دقيقة انقضت.
تعيد الدار اليوم هذا الابتكار الفذ إلى الواجهة، فتطرحه في إصدار محدود يقتصر على ثلاثين نموذجًا صيغ كل منها في علبة من الذهب الأبيض بقطر 44.2 ملليمتر. أما الميناء، فيناغم بين الخلفية الزرقاء ولون الفضة المطلية بالروديوم والمكونة لجسر عرض الوقت. كما تثريه نافذة عند مؤشر الساعة السادسة لعرض الثواني الصغيرة معززة بآلية إيقاف الثواني، يقابلها مؤشر لعرض احتياطي الطاقة الذي يدوم 36 ساعة. وعلى ما هو عليه حال السلف، عززت إيه. لانغيه آلية الساعة بمضبط الانفلات ثابت القوة الذي يشكل شاهدًا آخر على تفوقها في هندسة معايير الدقة، وأثرت أجزاء المعيار الحركي البالغ عددها 771 جزءًا بالزخارف والنقوش اليدوية المتقنة.
www.alange-soehne.com
Cartier
Pasha de Cartier
الهندسة المتناغمة
ساعة Pasha de Cartier Skeleton Tourbillon من كارتييه،
صيغت في علبة من الذهب الوردي تتعارض هندستها الدائرية على نحو أنيق
مع الشكل المربع في مركز الميناء الهيكلي الذي تثريه الأرقام العربية وآلية التوربيون.
ربما تكون مجموعتا سانتوس وتانك أكثر ما اشتهرت به دار كارتييه على مدى وقت طويل في عالم الساعات. لكن مع هاتين المجموعتين اللتين يميزهما الشكل المربع أو المستطيل لتصميم العلبة، برز في عام 1985 ابتكار آخر للدار حظي بمقدار مماثل من الاستحسان، وتمثل بساعة Pasha de Cartier (استُلهم الاسم آنذاك من ساعة مصممة بحسب الطلب كان لويس كارتييه قد أبدعها في ثلاثينيات القرن الفائت لسلطان مراكش، التهامي الكلاوي باشا). عكست ساعة الثمانينيات عبقرية مصممها جيرالد جينتا، فلم تشكل استثناء من فلسفته التصميمية التقدمية التي تشهد عليها ساعات كثيرة أبدعها من قبل، وفي طليعتها طرازا Royal Oak من أوديمار بيغيه، وBulgari من بولغري. أبدع جينتا لساعة كارتييه علبة دائرية يحتضن ميناؤها شكلاً مربعًا وأرقامًا عربية، فجسد تصميمه ما عُد في ذلك الحين مقاربة الدار للساعة العصرية التي تجمع بين الفخامة والطابع الرياضي.
بعد انقضاء ما يزيد على ثلاثة عقود على تلك البدايات، أعاد الصانع الفرنسي مؤخرًا إحياء هذا الابتكار التليد، كاشفًا عن مجموعة جديدة من ساعات Pasha de Cartier يقدمها في طُرز للرجال والنساء صيغت من الذهب الأصفر، أو الذهب الوردي، أو الفولاذ المقاوم للصدأ، وتزين بعضها بترصيع ألماسي. وبالرغم من أن كارتييه أبقت على العناصر التصميمية التقليدية المميزة للساعة الأصلية، إلا أنها ارتقت بالطابع العصري لساعات المجموعة الجديدة، فأثرت هذه المرة تاج التعبئة فيها بحجر أزرق من الإسبنيل أو الياقوت، وزودت كل نموذج بسوار من الجلد أو المعدن قابل للاستبدال عن طريق نظام كارتييه المبتكر QuickSwitch، والمدمج على نحو خفي في البنية الهندسية لأسفل العلبة. ويكمل هذه الآلية نظام SmartLink من كارتييه الذي يتيح لمالك الساعة تعديل حجم السوار المعدني بنفسه دون الحاجة إلى أي أدوات.
تحضر هذه المزايا في مختلف طُرز المجموعة، بما في ذلك تلك التي تزهو بميناء هيكلي، على غرار طراز Pasha de Cartier Skeleton Tourbillon الذي تثريه آلية التوربيون. في هذا الطراز الذي صيغت علبته الدائرية من الذهب الوردي، أو من الذهب الأبيض المرصع بالألماس، واحتضنت المعيار الحركي ذا التعبئة اليدوية 9466 MC الذي استُلهمت بنيته وآلياته الميكانيكية، فضلاً عن شكل الحرف C المميز لقفص التوربيون، من معيار ساعة التوربيون المحلق Pasha de Cartier Skeleton Flying Tourbillon من عام2011 .
www.cartier.com
Hermès
Slim d’Hermès GMT
في الحل والترحال
ساعة Slim d’Hermès GMT من هيرميس، صيغت في علبة بالغة الرقة من الذهب الوردي
وتميزت بثراء اللون الأزرق لمينائها الذي يتيح قراءة الوقت في منطقتين زمنيتين،
ويعرض مؤشر الليل والنهار في كلتيهما.
شهد عام 2015 أول ظهور لمجموعة Slim d’Hermès من الساعات التي قدمت دار هيرميس من خلالها ترجمة متقنة لنقاء الأسلوب الفني. كان أبرز ما تميز به التصميم، الذي أبدعه آنذاك لهذه الساعات مصمم الرسوم البيانية فيليب أبيلوا جماليات متوازنة وغير متكلفة انعكست في التناغم المتقن بين الهندسة الدائرية لعلبة الساعة، والخطوط بالغة الرقة والمجردة من أي تكلف، فضلاً عن الأرقام التي يميزها خط غير تقليدي تشوب طابعه العصري مسحة من فن الآرت ديكو.
لا تغيب هذه العناصر اليوم أيضًا عن طراز Slim d’Hermès GMT الذي كشفت عنه الدار مؤخرًا في نسخة جديدة بعد أن كانت قد طرحته أول مرة سنة 2018 في إصدار محدود من 90 نموذجًا صيغ كل منها في علبة من البلاديوم احتضنت ميناء رمادي اللون.
على ما كان عليه حال الإصدار الأول، تعكس النسخة الأحدث من هذا الطراز ترجمة هيرميس الأنيقة والمتفردة لوظيفة المنطقة الزمنية الثانية. في الساعة التي صيغت هذه المرة في علبة من الذهب الوردي لا تزيد سماكتها على 9.48 ملليمتر، يكشف الغطاء المشغول من الزجاج الكريستالي المظلل عن ميناء أزرق نقي المعالم يزهو بترتيب غير متماثل لمؤشرات عرض الوقت. فيما يدور عقربان دقيقان مذهبان مصقولان بالروديوم حول قرص الساعة لتوثيق التوقيت المحلي، يبرز توقيت المنطقة الزمنية الثانية في ميناء ثانوي جانبي تتوزع الأرقام فوق خلفيته فضية اللون على نحو عشوائي. أما أرقام التاريخ، فاختارت الدار عرضها في ترتيب حلزوني يزين محيط نافذة مركزية عند مؤشر الساعة السادسة. كما تثري الميناء نافذتان صغيرتان لمؤشر الليل والنهار في كل من منطقة التوقيت المحلي، والمنطقة الزمنية الثانية التي يمكن ضبط توقيتها بوساطة زر ضاغط عند مؤشر الساعة العاشرة.
أسكنت هيرميس ساعتها الجديدة المعيار الحركي ذاتي التعبئةManufacture Hermès H1950، الذي يوفر احتياطيًا للطاقة يدوم 42 ساعة، وأتاحت استكشاف جسوره ذات التشطيبات اليدوية، وأجزاء آلية المنطقة الزمنية الثانية المزدانة بزخرفة Côtes de Genève عبر الزجاج الياقوتي المكون لغطاء العلبة الخلفي. ويكمل الساعة سوار أزرق غير لامع من جلد التمساح صيغ في محترفات هيرميس للمنتجات الجلدية.
www.hermes.com
IWC Schaffhausen
Portugieser Yacht Club Moon & Tide
مد وجزر
ساعة Portugieser Yacht Club Moon & Tide من أي دبليو سي،
صيغت في علبة من الذهب الوردي يميز ميناءها الأزرق عرض مزدوج لأطوار القمر
يدعمه مؤشر للمد الأعلى والجزر المنخفض، فضلاً عن مؤشر لتحديد أوقات المد والجزر.
تُعزى معظم شهرة دار أي دبليو شافهاوزن في العصر الحديث إلى ساعات Portugieser التي أبصرت النور في عام 1939 وحظيت بهذا الاسم تكريمًا لتاجرين برتغاليين أوكلا إلى الصانع آنذاك مهمة تطوير ساعة معصم تضاهي بدقة أدائها ساعة كرونوميتر بحري. توالت بمرور السنين ابتكارات أي دبليو سي ضمن هذه المجموعة، وتوثق الرابط بينها وبين عالم البحار، هذا الرابط الذي تحتفي الدار اليوم بجذوره إذ تكشف عن إصدارات جديدة في طليعتها أول طراز لساعة مجهزة بوظيفة عرض حركة المد والجزر. يشكل هذا الطراز أحدث إضافة إلى ساعات Portugieser Yacht Club التي طُرحت للمرة الأولى سنة 2010، ويزهو على غرارها بطابع رياضي عصري مستوحى من رياضة الإبحار وعالم اليخوت.
في طراز Portugieser Yacht Club Moon & Tide، المشغول في علبة من الذهب الوردي بقطر 44.6 ملليمتر، والذي يحمل الرقم المرجعي 344001، يزهو الميناء الأزرق ذو الزخارف المستوحاة من شعاع الشمس بقرصين فرعيين لعرض أطوار القمر وحسابات حركة المد والجزر. عند مؤشر الساعة الثانية عشرة، أثرت الدار نافذة العرض المزدوج لأطوار القمر في النصفين الشمالي والجنوبي من الكرة الأرضية بمؤشر يبرز حركة المد الأعلى (الذي ينتج عن تضافر قوة جذب الشمس وقوة جذب القمر عندما يكون القمر بدرًا أو هلالاً) والمد المنخفض (الذي يطرأ عندما يكون القمر في التربيع الأول أو الأخير) ويبين قوتها. أما الميناء الفرعي عند مؤشر الساعة السادسة، فيتيح تحديد الأوقات المتوقعة لحركتي المد والجزر المقبلتين. يكمل الساعة، التي يتوقع طرحها في الأسواق في شهر نوفمبر تشرين الثاني المقبل، سوار مطاطي صيغ بلون زرقة البحر، ويكشف الغطاء الخلفي الشفاف لعلبتها عن المعيار الحركي 82835 المجهز بنظام التعبئة الآلي بيلاتون والذي يوفر احتياطيًا للطاقة يدوم 60 ساعة.
www.iwc.com
Jaeger-LeCoultre
Master Grande Tradition Grande Complication
تعقيدات شاعرية
ساعة Master Grande Tradition Grande Complication من جاجيه - لوكوتر،
صيغت في علبة من الذهب الوردي وجمعت بين تعقيدات معيد الدقائق،
والتوربيون المحلق المداري، والخارطة الفلكية.
على مدى 150 عامًا، شكلت آليات معيد الدقائق جزءًا لا يتجزأ من المحفظة الإبداعية لدار جاجيه - لوكوتر في فئة الساعات المعقدة. وإن كانت سجلات الدار تؤرخ ابتكارها منذ ما قبل عام 1900 نحو 100 ساعة مجهزة بوظيفة الرنين، فإنها توثق أيضًا دأبها منذ أواسط تسعينيات القرن الفائت على إحياء هذا الإرث التليد والدفع قدمًا بإمكانات تطويره والارتقاء به. وقد يكون الشاهد الأبرز على استمرارية هذا المسعى آليتين لمعيد الدقائق متقنتي الهندسة طرحتهما الدار العام الفائت من خلال طرازي Master Grande Tradition Westminster Perpétuel، وMaster Grande Tradition Répétition Minutes Perpétuelle. وفي كلاهما، برز تفوق الأداء الصوتي النقي والمتناغم لوظيفة الرنين، الذي أتاحه ابتكار الصانع في عام 2005 أجراسًا كريستالية تُلحم مباشرة إلى الكريستال الياقوتي لتضخيم الصوت، فضلاً عن تثبيت المطارق على نحو يذكر ببنية منجنيق من العصور الوسطى لتعزيز قوة الضربات.
تحتفي الدار هذه السنة أيضًا بخبراتها التقنية والهندسية في مجال تطوير الساعات ذات الرنين، فتستحضرها في تصميم جديد وآسر لطرازMaster Grande Tradition Grande Complication. يقتصر إصدار هذا الطراز على ثمانية نماذج في علب من الذهب الوردي يكملها ميناء أسود، وثمانية أخرى في علب من الذهب الأبيض يرصع الألماس قرص مينائها الأزرق، وفيه تستعيد الدار مرة أخرى ما أظهرته في نسخة عام 2010 من براعة في الجمع بين الابتكارات التقنية المميزة للجيل الأخير من معيد الدقائق الخاص بها، والتعقيدات الفلكية التي ترتسم تجلياتها فوق الميناء لوحة شاعرية تأسر الأبصار. ففيما تتلألأ أعماق الميناء متعدد الطبقات ببريق نجوم متناهية الصغر، تشكل زخارف دقيقة ما يشبه قبة سماوية تحاكي بنيتها خارطة الكواكب المحددة فوق قرص السماء المحدب. هنا ترتسم الخارطة النجمية مشهدًا للمساء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية على ما يبدو من خط العرض 46 حيث موطن الدار في منطقة فاليه دو جو السويسرية. وعند أطرف قرص الكواكب، يبين مؤشر ذهبي صيغ على نسق قرص الشمس التاريخ، والشهر، والأبراج الفلكية، فضلاً عن المقياس المدرج للساعات الأربع والعشرين الذي ينتظم من حول الطرف الداخلي للميناء. كما تكمل الميناء حلقتان أحاديتا المركز لقراءة الوقت الذي تستعرضه مؤشرات الساعات الذهبية على الحلقة الأولى، ومؤشرات الدقائق على الحلقة الثانية الخارجية التي صيغت بلون أبيض مائل إلى الفضي. ووسط تناغم العناصر الجمالية التي تكرس براعة الدار في الفنون الحرفية مع المزايا التقنية لوظائف الساعة، تبرز أيضًا آلية التوربيون المحلق المداري الذي يتم دورة كاملة حول محوره في 60 ثانية، ويدور أيضًا حول الميناء في اتجاه معاكس لحركة عقربي الساعة، فيدل في الوقت نفسه على الزمن النجمي. وتضبط هذه الوظائف كلها آلية حركة ميكانيكية ذاتية التعبئة توفر احتياطي طاقة يدوم 40 ساعة.
www.jaeger-lecoultre.com
Officine Panerai
Luminor Marina FibratechTM
زمن آت
في ساعة Luminor Marina FibratechTM الجديدة،
صاغت دار أوفيتشيني بانيراي العلبة من مركب فيبراتيك المكون
من ألياف طبيعية مصدرها انصهار الصخور البازلتية.
في السنوات الأخيرة، اختبرت أوفيتشيني بانيراي زخمًا حيويًا على مستوى استكشاف مواد جديدة توظفها الدار في أحدث ابتكاراتها. وعند سؤال جان - مارك بونترويه عن هذا التوجه الراسخ إلى تغليب حس الابتكار، وكان ذلك في سياق مقابلة معه نُشرت في عدد شهر آب أغسطس 2019 من مجلة Robb Report العربية، أجاب الرئيس التنفيذي للدار قائلاً: "تعتمد بانيراي مقاربة راسخة للابتكار من خلال مبدأ "مختبر الأفكار". فهدفنا هو ترسيخ حضورنا بوصفنا علامة تتميز بحس ابتكار متقدم، وتُسهم في تشكيل قطاع صناعة الساعات في القرن الحادي والعشرين." حمل تصريحه آنذاك تأكيدًا جديدًا على التزام الدار بالدفع قدمًا بمسار الأبحاث والتطوير، والإتيان بابتكارات ثورية تُضاف إلى ما كانت قد حققته في الآونة الأخيرة في هذا المجال، على ما تشهد ساعات جرى الاعتماد في تطويرها على مواد مطورة تقنيًا مثل BMG-TECH وCarbotech وDMLS Titanium .
لم يكن مستغربًا على ذلك أن تشمل أحدث إصدارات الصانع الإيطالي إنجازًا جديدًا لبانيراي في مجال علم المواد وشاهدًا إضافيًا على مقاربتها لنبض زمن آت. فإذ حددت الدار هذا العام للاحتفاء بساعات Luminor التي أبصرت النور قبل سبعة عقود، معلنة عن نسخ جديدة من هذا الابتكار التاريخي الشهير، قدمت اكتشافها الأحدث من المواد غير التقليدية في طراز حمل اسم Luminor Marina FibratechTM. اعتمدت بانيراي في بناء علبة هذا الطراز، التي صيغت بقطر 44 مللميترًا، مادة مركبة صيغت من ألياف طبيعية ومستدامة بيئيًا. وعلى ما جاء في تصريح الدار، من شأن هذا المركب الثوري، الذي يجد طريقه للمرة الأولى إلى عالم الساعات، أن يشرع الأبواب على حلول مستقبلية تعزز إمكانات الصانع على المستويين الجمالي والتقني. صيغ مركب فيبراتيك المتين والمقاوم لعوامل التآكل، والأخف وزنًا من الفولاذ بنسبة %60 ، من ألياف معدنية أحادية الاتجاه تنجم عن انصهار الصخور البازلتية، وجرى اختباره في قطاع الصناعات الفضائية قبل أن تعمد بانيراي إلى تطوير بنيته وتشكيلها بما يتيح استخدامها في عالم الساعات. يجري ربط هذه الألياف باستخدام جزيئات البوليمر، فتنتظم في طبقات رقيقة محددة الاتجاه قبل أن يُصار إلى دعمها من خلال مسار منضبط معدل الضغط ودرجات الحرارة. يضفي هذا المركب على علبة الساعة لونًا رماديًا غير لامع وغير متجانس، ومظهرًا فريدا يصعب استنساخه لارتباطه بأسلوب قطع المادة التي تتناسق هنا مع مادة CarbotechTM التي صيغ منها القرص، والتاج، وذراع جسر التاج. في المقابل، صيغ السوار من مادة Panerai SportechTM المضفرة باللون الأزرق وأثرته غرزات بيضاء، مع توفير سوار آخر من المطاط.
أما على مستوى الأداء التقني، فأسكنت بانيراي هذا الطراز المعيار الحركي الآلي الذي صيغ بسماكة ستة ملليمترات، وجرى تعزيزه بوظيفة الضبط السريع للوقت التي تُستخدم أيضًا لتعديل التاريخ. توفر الساعة احتياطي طاقة يدوم ثلاثة أيام، وتتميز بمقاومتها للماء حتى عمق 300 متر تقريبًا.
www.panerai.com
Piaget
Altiplano Ultimate Concept
نبض بالغ الرقة
تتخلى دار بياجيه في طراز Altiplano Ultimate Concept عن الجزء الخلفي
من العلبة لتحل محله صفيحة رئيسة مشغولة من مركب كوبالتي
تسهم في الإبقاء على سماكة الساعة عند ملليمترين.
عندما كشفت بياجيه في دورة عام 2018 من الصالون الدولي للساعات الراقية عن تصورها للساعة الميكانيكية الأكثر رقة في العالم، شكل المفهوم التصوري الذي قدمته مثار اهتمام الهواة والخبراء في هذا القطاع على حد سواء. لكن استحسان الفكرة عمومًا لم يكن كافيًا آنذاك لإسكات أصوات المشككين الذين تساءلوا عن فرص نجاح أي صانع في الإتيان بساعة معقدة ومطورة تقنيًا لا تزيد سماكتها على ملليمترين اثنين ويمكن إنتاجها على نطاق واسع، أو عما إذا كانت تصلح للاستخدام اليومي. لكن الدار التي يُحسب لها التفوق في تطوير الساعات الرقيقة منذ عام 1957، أفلحت هذا العام في أن تحول طراز Altiplano Ultimate Concept من اختبار في مجال الهندسة متناهية الصغر إلى واقع ملموس. اقتضى تحقيق هذا الإنجاز أن يتخلى فريق بياجيه عن أسلوب التفكير التقليدي في هذه المهمة، وأن يوظف إمكاناته الهندسية والتقنية في الارتقاء بمفهوم دمج العناصر الذي سبق للدار استخدامه في عام 2014 في آلية الحركة الميكانيكية 900P التي اقتصرت سماكتها على 3.65 ملليمتر. جسدت هذه الآلية آنذاك الساعة الميكانيكية الأكثر رقة في العالم، وفيها استخدمت بياجيه الجزء الخلفي من العلبة بوصفه أيضًا صفيحة رئيسة نُحتت من كتلة واحدة من الذهب. وإذ عمدت الدار في الطراز الجديد إلى المضي قدمًا بمسار التصنيع المصغر، جردت العلبة من الغطاء الخلفي واستبدلت به صفيحة رئيسة صيغت من سبيكة من الكوبالت الأقوى من الذهب والأشد متانة، الأمر الذي يجعله خيارًا أفضل لساعة لا تزيد سماكتها على ارتفاع بطاقتين ائتمانيتين وُضعت إحداهما فوق الأخرى. كما أعادت بياجيه صياغة أحجام مكونات الساعة الأخرى، فجرى خفض سماكة العجلات من 0.20 ملليمتر إلى 0.12 ملليمتر، وتقليص سماكة الغطاء المشغول من الكريستال الياقوتي من ملليمتر واحد إلى 0.2 ملليمتر. كان لا بد أيضًا من الإتيان بتصميم جديد لأسطوانة النابض الرئيس الذي ثبت هذه المرة إلى محمل كريات من السيراميك يشكل جزءًا من إطار الساعة. أما التاج، فاتخذ شكل آلية مجهر مسطحة تتناسق مع شريط العلبة الذي استُبدل فيه المسمار اللولبي بترس القابض المنزلق التقليدي وعجلة التاج. ولما كان الموقع غير المركزي للميناء يحول دون استخدام عمود مستقيم لآلية التعبئة، تجلى الحل في ابتكار عمود متداخل فرض الاستعاضة عن عقرب الساعات التقليدي بقرص مؤشر دوار.
تطرح الدار مأثرتها الجديدة مزودة بسوار من جلد التمساح، أو من المطاط، أو من القماش، كما تتيح للزبائن اختيار لون الجسور والميناء، والعقارب، والصفيحة الرئيسة بما يتماشى مع أذواقهم.
www.piaget.com
Vacheron Constantin
Traditionnelle Tourbillon Chronograph
قران بديع
ساعة Traditionnelle Tourbillon Chronograph من فاشرون كونستانتين، تستوطن علبة من
الذهب الوردي وتناغم بين وظيفة الكرونوغراف وآلية توربين
تستعرضها الدار في تصميم مبتكر عند مؤشر الساعة12 .
ربما تجسد ساعات Les Cabinotiers بصياغتها المتقنة ومزاياها التقنية المتفوقة إبداع الذروة لدى فاشرون كونستانتين. لكن النخبة من جامعي الساعات يدركون أيضًا القيمة النفيسة لابتكارات الدار الأخرى، لا سيما تلك التي تبصر النور في محترفات التعقيدات الكبرى Grandes Complications وتعكس ما ألفناه في إرث فاشرون كونستانتين من مقدرة راسخة على صياغة نبض الوقت مزيجًا متناغمًا من الهندسة المتقنة والرقي في التصميم. هذا التناغم يُرجع أصداءه اليوم ابتكار جديد يحتفي بثقافة إبداعية تمتد جذورها عميقًا في فن صناعة الساعات الراقية، فيما يطرح بطابعه التصميمي الحيوي مقاربة عصرية لتعقيدات الوقت الميكانيكية. ففي طراز Traditionnelle Tourbillon Chronograph الجديد من فاشرون كونستانتين، والمشغول في علبة من الذهب الوردي بقطر 42.5 ملليمتر، يتجلى القران البديع بين دقة آلية الكرونوغراف ذات الزر الضاغط الأحادي وأناقة تعقيد التوربيون في سياق تعبير عصري عن التقاليد الراسخة لصناعة الساعات السويسرية، وإن كان لا ينتقص من نبل ذاك الطابع الذي تكرسه على الدوام العناصر الجمالية المميزة لإبداعات الصانع، على غرار العلبة والعروات ذات الخطوط المتدرجة، والجزء الخلفي المحزز، ومسار عداد الدقائق المستلهم من شكل السكة. خلافًا لما هو عليه الحال في معظم الساعات التقليدية التي يُثبت فيها قفص التوربيون عند مؤشر الساعة السادسة في إشارة إلى دوره الداعم لدقة أداء المعيار الحركي، تعرض فاشرون كونستانتين هذه الآلية عند مؤشر الساعة 12 مجتذبة الأنظار إلى حركته البديعة التي اقتضى إبرازها الإتيان بابتكار جديد. فعوضًا عن ربط هذه الحركة بترس العجلة الرابعة، ينشط قفص التوربيون من خلال عجلة وسطية في آلية عرض الثواني.
وفيما يزهو الميناء في الموقع التقليدي للتوربيون بمؤشر لاحتياطي الطاقة يدوم نحو 65 ساعة، يثريه عند مؤشر الساعة 3 عداد كرونوغراف يتيح قياس الفترات الزمنية القصيرة وصولاً إلى 45 دقيقة. أما الزر الضاغط الأحادي الخاص بتنشيط وظيفة الكرونوغراف، فجرى دمجه في تاج التعبئة على نحو يبرز الوجه التقني للساعة، ويُذكر بآليات الكرونوغراف في ساعات الجيب القديمة.
يستوطن قلب الساعة المعيار الحركي 3200 الذي شكل لدى طرحه قبل خمس سنوات في الذكرى الستين بعد المئتين لتأسيس الدار مأثرة تقنية، والذي يزاوج بين 292 مكونًا جُمعت يدويًا وازدانت بزخارف متقنة توثق التقاليد الحرفية الأصيلة لفن صناعة الساعات.
www.vacheron-constantin.com