صحيح أن كل رجل أنيق المظهر يمتلك مجموعة من البذلات والأحذية المصممة بحسب الطلب، إلا أن قلة من الرجال يستطيعون الاستعانة بأمهر الحرفيين في اليابان ليبتكروا لأجلهم بذلات وكماليات أناقة مشغولة يدويًا. ويُعزى السبب في ذلك إلى أن أرباب الحرف هؤلاء، الذين يصعب الوصول إليهم، لا ينتجون سوى عدد محدود من القطع يدوية الصنع. استعنّا بمارك تشو، العقل المدبر الذي يقف وراء تأسيس متجري Armoury للألبسة الرجالية في نيويورك وهونغ كونغ، ليصطحب متلقي الهدية للقاء نخبة الحرفيين الذين يتعامل معهم في اليابان، ويتولى توجيهه في سياق تكليف هؤلاء بابتكار خزانة ملابس متكاملة له، ويساعده على تجاوز قائمة الانتظار.
سيمضي تشو ثلاثة أيام في طوكيو برفقة متلقي الهدية، وسيصحبه لزيارة الحرفيين المفضلين لديه. ستكون المحطة الأولى في محترف Tailor Caid الذي أسسه يوهي ياماموتو لطلب بذلة تُحاك بحسب ذائقة الزبون. يقول تشو: «يقع اختياري على ياماموتو ضمن أوساط الحائكين اليابانيين لأنه يبذل جهدًا إضافيًا ليبتكر لزبونه أزياء متفردة». يعقب ذلك زيارة إلى محترف يوهي فوكودا لابتكار زوجين من الأحذية المصممة بحسب الطلب. يلفت تشو إلى أن فوكودا لا يصنع سنويًا سوى 60 زوجًا من الأحذية، ويقول: «إن أسلوبه يجمع بين الطابع الإنكليزي التقليدي الذي يميزه الحرص على توازن الأبعاد، والاهتمام الياباني بالتفاصيل». أما ختام الجولة، فيتمثل في زيارة إلى محترف Ortus الخاص بناويوكي كوماتسو، الحرفي الذي يحيك يدويًا كل تفصيل في الحقائب التي يبتكرها، مبتعدًا كل الابتعاد عن استخدام الآلات أو أي شكل من أشكال المكننة، فلا ينتج في العام الواحد سوى 50 حقيبة تقريبًا.
فضلاً عن الملابس، سيقضي متلقي الهدية بعض الوقت مع الحرفيين المتمرسين ويستكشف أصول صناعاتهم الحرفية المتميزة وجمالياتها. يقول تشو: «إن تجربة الابتكار على قياس الذائقة لا تنحصر بالحصول على منتجات بديعة تُصنع لك خصيصًا. بل إنها تشمل أيضًا تطوير علاقة بينك وبين الحرفي. من الممتع ببساطة بناء روابط إنسانية مع الحرفيين، وتطوير الأفكار، ومشاهدتهم يبتكرون يدويًا منتجات بديعة». بعد أن يفرغ متلقي الهدية من التوصية بابتكار القطع، سيجول في كل محترف ويتناول وجبة طعام مع صاحبه ليتعرف كل منهما إلى الآخر عن كثب تأسيسًا لتلك العلاقات المميزة.