كشفت مجلة Robb Report العربية عن قائمة أفضل الأزياء الرجالية لعام 2021 والتي جمعت إبداعات متقنة التصميم والحياكة رسم بها كبار المصمّمين ملامح تمايز تعلو بإطلالة الرجل العصري.
فكرة عظيمة - عودة إلى الأساسيات
فيما فرضت جائحة كورونا إعادة التفكير في أساسيات الأناقة، بدت الغلبة في ابتكارات المصممين لأزياء عملية مريحة تنأى عن الصرامة ولكن فخمة ومستدامة في آن.
دفعتنا أحداث الأشهر الاثني عشر الأخيرة إلى مراجعة تعريفنا لمفهوم "الأساسيات". في الأيام الأولى من الحظر الذي فرضته جائحة كورورنا، اضطررنا إلى التفكير في ما نحتاج إليه حقيقة وما يمكننا الاستغناء عنه.
قد نتخلى بصعوبة عن اللقاءات الاجتماعية. لكن الأمر أصعب في ما يتعلق ببذلة ذات سترة مزدوجة الصدر. في أوقات الأزمات، غالبًا ما تصبح الأزياء، بصورة مبررة، موضوعًا غير مهم. لكن ارتداء الملابس يبقى ضروريًا. قد لا يكون الوقت مناسبًا للتأنق على نحو جريء بملابس رسمية، لكن أسلوب الأناقة يظل من الأساسيات.
بالرغم من التحولات في أساليب التسوّق والتأنق، إلا أن لقطع الملابس التقليدية بديعة الحياكة جاذبية أقوى اليوم مما كان عليه الحال في أي وقت مضى. بدلاً من التوجّه إلى التقشف، ركزت أفضل أزياء الرجال لهذا العام على قطع الملابس التي يبقى حضورها ضروريًا في خزانة الرجل، بقدر أهمية توافر الملح والدقيق في غرفة مؤن ذات مخزون وفير. لكن هذا لا يعني أن العودة إلى الأساسيات فرضت التضحية بمظاهر الفخامة أو بحس الابتكار. بل إن المصممين ارتقوا بهذه الملابس الأساسية إلى المستوى الأعلى تميزًا.
كانت الغلبة في معالم الأناقة لعنصر الراحة، الأمر الذي تجلى عند كثيرين في البذلات الرياضية (نوصي في هذه الحالة بتصاميم الملابس المريحة من لورو بيانا). لكن بعض الصنّاع رأوا في فكرة الملابس التي تليق بأي مناسبة فرصة للانحراف عن الطابع الرسمي الذي اشتهرت به إبداعاتهم من أجل معالم فخامة توحي بالاسترخاء. تشهد على ذلك مثلاً بذلات بريوني المشغولة من الحرير المغسول، وأحذية كليفرلي الخفيفة غير المبطنة، والمصنوعة من الجلد المقلوب.
ليس المقصود التخلي عن المظهر غير المبالي، بل دعمه بنسب متساوية من الجودة، والأناقة، والراحة. قد تصح مقارنة الأمر بتأثير برنامج Marie Kondo 2.0 (حيث تعيد الخبيرة اليابانية ماري كوندو تنظيم المنازل الفوضوية): قطع كثيرة من الملابس العملية المصممة لاستثارة الشعور بالبهجة.
في العادة، ما يضمن لعالم الأزياء الازدهار هو الإبداع الجديد، وما يعنيه ذلك من توجهات سائدة وأخرى بائدة. لكن هذا العام كشف عيوب هذا السلوك النهم. انتشرت الدعوات على نطاق قطاع الأزياء كله إلى التريث والعودة لمواكبة ما يحتاج إليه المتسوقون حقيقة: قطع ملابس جذابة ومتقنة الصنع يتأتى للمرء ارتداؤها إلى آخر العمر.
لا شك في أنكم سمعتم على مر الأشهر الاثني عشر الأخيرة عبارة "أقل ولكن أفضل" مرارًا وتكراراً. لكن بعض المصممين أخذوا هذه المقولة على محمل الجد وأنتجوا قطع ملابس مستدامة ومرغوبة أكثر. لا شك في أن دورًا مثل برونيللو كوتشينيللي وهيرميس التزمت بهذا الشعار منذ وقت بعيد. لكن دورًا أخرى تشتهر خصوصًا بالتركيز على روح العصر وجهت أيضًا اهتمامها إلى التصاميم التي تتصدى لعاديات الدهر.
وفيما تستعيد الحياة اليوم إيقاعها الطبيعي رويدًا رويدًا، تبدو الرغبة في التأنق مجددًا جلية. قد تعود التقلبات في عالم الأناقة، لكن امتلاكك مجموعة متميزة من قطع الملابس الأساسية في خزانتك سيجعلك مهيأ للتصدي بأناقة لما يحمله المستقبل.
Brioni - الحياكة المتقنة
على مر عقود عدة، درج كبار رجالات العالم، من رؤساء الدول إلى قادة القطاعات المختلفة، على التوجّه إلى بريوني في بحثهم عن مظاهر الإطلالة الأعلى تميزًا والأشد فخامة. بل إن بذلات الدار تحوّلت إلى مقياس للزي العالمي الذي يعكس النجاح منذ أن ارتقت بريوني في خمسينيات القرن الفائت بالحياكة الإيطالية المصقولة إلى مستوى عالمي. لكن الأزمنة تبدلت، وبريوني نفسها تغيّرت منذ أن تولى نوربيرت ستومفل منصب المدير التنفيذي للتصاميم في عام 2018.
عمد ستومفل إلى الحد نوعًا ما من معالم الصرامة، ليبلغ هذا التوجه ذروته مع التحوّل من ابتكار أزياء تليق باجتماعات مجلس الإدارة إلى إضفاء فخامة على الملابس المثالية للعمل من المنزل. لا تنفك بذلات بريوني توحي بالنفوذ، لكنها باتت تُحاك من الحرير المغسول، أو من طبقتين من الصوف والكشمير، مجسّدة التصاميم الأخف وزنًا والأكثر نعومة (بل تندرج ضمن الإبداعات الأكثر فخامة) التي ابتكرتها العلامة على مر تاريخها.
يتوازن هذا الطابع العملي للمواد مع قصات الغلبة فيها للخط المرتفع قليلاً الذي يصل الكم بالكتف، ولطيات أعرض للياقة، ما يعكس مظهرًا رزينًا ولكن ليس صارمًا. تتيح سمة الراحة في هذه البذلات تجسيد النفوذ في الأناقة على أحسن وجه، على ما يقول ستومفل مضيفًا: "يلفت نظرك المتأنق أكثر ممّا يلفت زيّه".
Au Départ - حقائب أنيقة
عندما بزغ فجر العصر الذهبي الأول للسفر، وكان ذلك في عام 1847، افتتحت العلامة الفرنسية أو ديبار متجرًا قبالة محطة القطارات غار دو نور التي كان بناؤها قد اكتمل حديثًا. تُعد أو ديبار العلامة الأقدم بين مجموعة تضم أربعة صنّاع تمايزوا في فرنسا في مجال صنع حقائب السفر الفاخرة، وتشمل لويس فويتون، وغويار، وموينات. كما أنها كانت الخيار الأصيل والعريق لأوائل المسافرين آنذاك. لكن العلامة أغلقت أبوابها سنة 1976، فغاب اسمها عن الذاكرة حتى عام 2019 عندما عادت لتستفيق من سبات استمر عقودًا.
فيما تستلهم المجموعة الجديدة طُرزًا قديمة من حقائب أو ديبار المخصصة للسفر، تعيد إحياء النمط الزخرفي الهندسي الذي اشتهرت به العلامة في عدد من الحقائب ذات الخطوط الانسيابية. تتمايز بين قطع المجموعة نسخة أنيقة من الحقائب عتيقة الطراز المصممة على شكل عمودي، تتوافر في نماذج مشغولة من القماش المطلي أو من جلد العجول المصقول.
أعادت العلامة أيضًا إلى الواجهة الصناديق المثالية لحفظ أي مقتنيات، من الساعات إلى مضخمات الصوت وأجهزة بلايستايشن. لكن هذه ليست سوى غيض من فيض إبداعات أو ديبار. فالعلامة ستُصمم بحسب الطلب أي حقيبة بما يتماشى مع متطلبات المسافرين في عصرنا الحالي. (حقيبة من القماش المطلي وجلد العجول بسعر 3,580 دولارًا.)
George Cleverley - أحذية فخمة
تشتهر دار جورج كليفرلي بأحذية أوكسفورد المبتكرة بحسب الطلب، والتي تجسّد أعلى معايير الأناقة الإنكليزية الرسمية. لكن العلامة عمدت مؤخرًا إلى توسيع نطاق ابتكاراتها من الأحذية العملية الجاهزة.
بل إنها تنطلق هذا العام في هذا المسار بكل زخم لتشمل مجموعتها الجديدة والمتينة أحذية خفيفة غير مبطنة مشغولة من الجلد المقلوب ذي الحبيبات الخاص بالدار، وأحذية ترتفع إلى ما فوق الكاحل وتتميز بخطوطها التي تتقارب باتجاه الأصابع، وبحياكتها اليدوية المتينة بأسلوب Goodyear.
تتناغم التصاميم مع متطلبات الأناقة في العصر الحالي، فتجمع بين طابع رسمي يليق بالبذلة وبين مظهر عملي يتيح انتعالها مع سروال جينز. لكن هذا التوجه الملحوظ إلى ابتكار الأحذية الجاهزة لا يعني تراجع نشاط جورج كليفرلي في مجال تصميم الأحذية بحسب الطلب. فالدار شهدت طفرة في مشاريع ابتكار هذه الأحذية، ما أتاح لها الحفاظ على التقاليد بموازاة مواكبة العصر.
Ralph Lauren - أناقة مثالية للأمسيات
بالرغم من أن عاماً كاملًا انقضى دون أن تُنظم مناسبات رسمية كبرى، إلا أن رالف لورين ظل يحمل شعلة التأنق في الأمسيات بأبهى حلة. لموسم الربيع، اقترح لورين اعتماد اللون البني بدلاً من الأسود لرابطة العنق الرسمية الأكثر أناقة.
أما سترات الأمسيات مزدوجة الصدر التي تزهو بياقات تنسدل مثل الأوشحة، أو تلك المشغولة في تصاميم أحادية الصدر تميزها ياقات بطيات مستدقة الأطراف، فتغلب عليها لوحة ألوان ترابية، إذ إنها حيكت من حرير شانتونغ بلون الجلد المدبوغ، والكتان الذي يزهو بلون الشوكولاته، والصوف الذي يتزين بلون عاجي.لكن مجموعة المصمم للخريف المقبل هي التي تجسّد على الأرجح ما يعنيه التأنق اليوم.
فالتصاميم، التي تضفي متعة على التأنق، تتفاوت بين قطع فردية مشغولة من المخمل اللامع، وسترات التوكسيدو التقليدية التي تُنسق مع سراويل الجينز، بل زيّ راع بقر حضري تميزه سترة للأمسيات من الجلد المقلوب تزدان بالغرزات، ومزيج من رابطة العنق طراز Bolo (الحبل المضفّر) والوشاح الحريري. توحي هذه القطع باتباع القواعد وهزّها في الوقت نفسه، فتبدو الخيار الأمثل لحفلات ما بعد الجائحة والسنوات الصاخبة المقبلة في هذا العقد.
100Hands- قمصان متفردة
صحيح أن القمصان الرسمية دخلت خلال الآونة الأخيرة في حالة سبات، إلا أن علامة ترقى بحياكة القمصان إلى مستوى متفرد تظل قادرة على الازدهار في خضم أي جائحة. قد لا تعكس علامة 100Hands، التي تحمل هذا الاسم لأن نحو 50 شخصًا في الشركة يعملون يدويًا على ابتكار قميص واحد، قصة نجاح مبهرة، لا سيما إن كنت لا تزال تعتقد أن المصدر الوحيد لأفضل القمصان هو شارع جيرماين ستريت في لندن، أو ميلانو.
يدير الشركة أكشات وفارفارا جين، اللذان التقيا خلال عملهما في إحدى الشركات المتخصصة في المجال المصرفي والاستثمارات. يتحدر أكشات من عائلة امتهنت صناعة المنسوجات في الهند على مر أجيال، وقد انطلق الثنائي في رحلة جادة لصنع أفضل القمصان. بالرغم من أن مقر الشركة في أمستردام حيث يقطنان، إلا أنهما أنشآ المصنع في أمريستار حيث يتولى 170 حرفيًا حياكة قمصان، وسترات، وكنزات بولو، جاهزة أو مصممة بحسب الطلب، تتفرّد كلها بمستويات عالية من الجودة. يستغرق ابتكار واحد من أفضل تصاميم الشركة 34 ساعة.
تشتهر قمصان الشركة، التي تُصنع في الهند (حيث يتلقى الحرفيون أجورًا منصفة وحوافز إضافية) وتُشحن إلى الزبائن في مختلف أنحاء العالم، على نطاق واسع بسبب جودة حياكتها اليدوية ووفرة الأقمشة والأصباغ التي تُستخدم في ابتكارها. تستغرق الحياكة اليدوية لعروة كل زر 45 دقيقة، كما تُطوى حاشيات أفضل القمصان وتُحاك يدويًا.
لكن النتيجة تستحق هذا الجهد: يُعد أي قميص من الشركة بياقة ذات أزرار يمكن تنسيقه مع سترة للأسفار (تصميم يجمع بين سترة سفاري وسترة عسكرية التصميم وتميزه جيوب كثيرة) الخيار المثالي لإطلالة عملية وأنيقة في آن خلال هذا الصيف.
Globe – Trotter - حقائب للسفر
قد يظن المرء أن سنة خلت من السفر بين أصقاع العالم لن تحمل جديدًا مثيرًا للاهتمام في قطاع الحقائب. لكن علامة غلوب – تروتر اغتنمت الفرصة لتطوير الابتكار الأهم في تاريخها. اشتهرت العلامة منذ تأسيسها سنة 1897 بصناديق السفر الصلبة والمتمايزة التي تعكس الأسلوب الأكثر أناقة لنقل أمتعتك الثمينة، لكنها لا تُعد الأكثر عملية في عصرنا الحديث. أما حقيبة غلوب – تروتر القابلة للجر والمجهزة بأربع عجلات، فتجمع بالتساوي بين الطابع العملي والأناقة.
دُعم التصميم التقليدي ذو المسامير والأربطة الجلدية بأربع عجلات، وبمقبض قابل للتعديل أعيدت هندسته بما يتيح جرّ الحقيبة بغير عناء. أما الكسوة المشغولة من الألياف المضغوطة والمعالجة تقنيًا، فلا تنفك تحافظ على متانتها المعهودة. يتوافر هذا التصميم في حجم كبير للأمتعة أو في حجم حقيبة محمولة على متن الطائرة، فيشكل خيارًا مثاليًا للارتحال مجددًا (حقيبة السفر الكبيرة ذات الأربع عجلات بسعر 2,512 دولارًا).
Hermes - معاطف مبتكرة
لطالما كان للمعاطف دور مهم من حيث كونها العنصر الأول الذي يوحي بأسلوب الأناقة المعتمد. لكن بعد قضائنا وقتًا طويلاً محتجزين في المنازل، تكتسي اليوم هذه التصاميم أهمية متجددة. تصدّر هذا الواقع قائمة اهتمامات فيرونيك نيشانيان، المديرة الإبداعية لأزياء الرجال في هيرميس، والتي فكرت مليًا ومطولاً في العناصر التي تجعل من المعطف قطعة متمايزة، أي الراحة، والطابع العملي، والمرونة، فابتكرت مجموعة من التصاميم التي تستوفي هذه الشروط كلها وتتفوق عليها.
تغلب على المعاطف التي ابتكرتها المصممة قصات تعلو قدر الإمكان فوق التوجهات الآنية، وتعكس مقاربة نيشانيان غير المتكلفة لتصميم تقليدي زاوجت فيه بين الفخامة والطابع العملي لتضفي جاذبية خاصة على قطع الملابس الخارجية.
أثرت المصممة المعاطف التي تنسدل إلى ما فوق الركبة، والمشغولة من القطن المضلع أو من الصوف الناعم في تصاميم ثنائية الوجه، أثرتها بطيات عريضة للياقات وبجيوب بزوايا مائلة، ما يعكس قصات مرحة تسهّل الوصول إلى الجيب وتتفرّد بغرزات مستلهمة من حياكة السروج في ابتكارات هيرميس المخصصة لعالم الفروسية. أما المعاطف الفضفاضة الواقية من الأمطار، فحيكت من قماش خاص بالدار مقاوم لنفاذ الماء يزدان بنقوش أمير ويلز وبتفاصيل من جلود هيرميس الشهيرة.
كما ناغمت الدار بين ثراء جلد الحملان ونسيج شيرلينغ والأقمشة المعالجة تقنيًا لتقديم نسخ أقل تكلفًا من التصاميم المشغولة من الأصواف بأسلوب باتاغونيا. بغض النظر عن وجهتك، فإن معاطف هيرميس ستضمن لك بلوغها بأناقة.
Valstar - سترات جلدية
تطمح كل علامة إلى الإتيان بابتكار متميز يكون سببًا لشهرتها في مختلف أنحاء العالم. هذا ما حققته علامة فالستار الإيطالية المصنعة لقطع الملابس الخارجية من خلال سترتها القصيرة المزررة فالستارينو Valstarino التي تميزها ياقة ناتئة مستلهمة من سترة A1 التي أنتجت خلال الفترة الممتدة بين الحربين العالميتين لقادة الطائرات الحربية الأمريكية.
منذ عام 1935، تحوّلت هذه السترة إلى سمة مميزة للرجال المتأنقين من روما إلى الريفييرا الفرنسية وما بعدهما. لكن فالستار ليست علامة ذات وجه واحد. فالدار التي اختصت عند تأسيسها في ميلانو سنة 1911 في ابتكار المعاطف الواقية من المطر تحولت منذ ذلك الحين إلى علامة ذات حضور راسخ في الثقافة الإيطالية، بل قدمت الرعاية للفريق الوطني لكرة القدم في كأس العالم لسنة 1978.
يكمن سرّ تميز فالستار في جمعها بين الجودة العالية والقيمة: تستخدم الدار أفخم أنواع الجلود (الجلد المقلوب ناعم مثل الكشمير) لتنافس على هذا المستوى أهم الأسماء في عالم الأزياء، لكن أسعارها تبقى معقولة على نحو لافت. تصلح سترة فالستارينو بديلاً عمليًا عن السترة الرياضية في إطلالة غير رسمية ولكن أنيقة، كما يجوز تنسيقها مع سروال جينز وقميص قصير الكمين.
Turnbull & Asser - كمامات فاخرة
لا شك في أن الكمامة شكلت قطعة الكماليات الأكثر رواجًا لهذا العام. ولأن هذه القطعة تحوّلت إلى عنصر أساسي مكمّل لأي زي، فإنها جديرة بتحسينات ترقى بها فوق الكمامة الجراحية النموذجية المشغولة من البولي بروبيلين باللون الأزرق.
يحيك الكمامات التي تبتكرها دار تورنبول أند آسر الحرفيون المتمرسون الذين يحيكون قمصان العلامة التي تحظى بمصادقة شخصيات ملكية، مستخدمين فيها النسيج القطني الفاخر نفسه. في ما يتعلق بالطابع العملي، تثري الكمامة أربطة قابلة للتعديل، ومرشحات قطنية (تقضي على البكتيريا في غضون دقائق) قابلة للاستبدال من ابتكار علامة ألبيني الإيطالية الشهيرة في قطاع المنسوجات.
فضلاً عن ذلك، تتيح تورنبول أند آسر خيارات متنوعة من الأقمشة القطنية، والنقوش، وغيرها من زخارف القمصان التقليدية، ليتحول ارتداء الكمامة إلى لمسة نهائية تحاكي التزين بمنديل للجيب (سعرها 80 دولارًا).
Stòffa - تجربة تسوّق متكاملة
منذ أن بدأت دار الأزياء ستوفّا في نيويورك نشاطها قبل سبع سنوات، شهدت العلامة نموًا في حجم أعمالها، وفي مستوى الأهمية الذي بلغته على حد سواء. فلطالما شكلت ستوفّا علامة مثيرة للاهتمام تطرح مجموعات مختارة بتأن من المعاطف والسترات، والقمصان، والسراويل التي تغلب عليها تدرجات لونية أنيقة وهادئة، والتي تُصمم بما يتيح خيارات عديدة لإطلالة منسّقة غير متكلفة.
لكن في السنوات الأخيرة، واظب المؤسسان أغياش مادان ونيكولاس راغوستا على الارتقاء بحس الابتكار. باتت قطع الملابس كلها متاحة للتصميم بحسب المقاس، ما يساعد على الحد من الهدر.
كما طرح المؤسسان مجموعات موسمية محدودة الإصدار يتأتى لهما إنتاجها بطريقة مسؤولة، لكنها تنطوي على سمة متمايزة: اشتملت مجموعة الربيع الخاصة على سترة فضفاضة مزدوجة الصدر مصممة على هيئة قميص ومشغولة من القطن الناعم بلون الدرّاق.
استُلهمت السترة من محادثة مع فنان صديق لمادان وراغوستا، كما أُنتجت مجموعة من الخيوط المصبوغة باللون النيلي بالتعاون مع شركة 11.11 التي توظّف حرفيين وخبراء تقنيين محليين من مختلف أرجاء الهند.
يبدو أسلوب التأنق، غير الرسمي ولكن الأنيق، الذي تعكسه تصاميم ستوفّا مناسبًا أكثر فأكثر للأوقات التي نعيشها، مثله مثل نموذج أعمال العلامة القائم على مفهوم "خير الأمور قليلها".
صحيح أنك قد لا ترغب في اقتناء ملابسك كلها من علامة واحدة (إذ لا متعة في ذلك)، لكنك ستتوجّه حتمًا إلى هذه العلامة وتختار ملء الفراغات في خزانتك بتصاميمها التي تزهو بتدرجات الرمادي الداكن، والبني، والأزرق. فالألوان التي تتيحها العلامة تتمايز بمستوى من التناسق والأناقة تطمح إليه دور كثيرة لكن قلة منها فقط تنجح في بلوغه.
Stefano Ricci - آفاق توسّعية
في عالم الفخامة الراقية، لا يكفي أن تكون أي علامة متفرّدة لتحقق التمايز. فما الذي يتأتى لها أن تقدمه لزبائن يمتلكون كل شيء؟ الجواب هو الحصرية. لذا عمدت دار ستيفانو ريتشي الفلورنسية العريقة في مجال حياكة الأزياء الفاخرة، بعيدًا عن الأضواء، إلى افتتاح ناد للأعضاء تشرع أبوابه أمام النخبة من نخبة زبائنها.
أطلقت العلامة النادي في شنغهاي في دارتها الرئيسة، وكان هذا المشروع يهدف في الأصل إلى توفير خدمات متفرّدة في مجال الطعام والتجارب. لكن سرعان ما تطور المشروع وبات النادي مفتوحًا، بموجب دعوة مسبقة فحسب، أمام 250 عضوًا من أفضل زبائن العلامة في مختلف أنحاء العالم.
ترتكز العضوية في النادي إلى المبلغ السنوي الذي ينفقه الزبون، ويحظى المدعوون بمنافع عدة تشمل رابطة عنق حصرية (في إشارة إلى الأسباب التي دفعت برب العائلة إلى تأسيس الدار)، وتجارب مجانية لحياكة الأزياء، ومآدب طعام، وفرصة الوصول إلى منتجات ومناسبات خاصة، فضلاً عن دعوة لزيارة مقر ستيفانو ريتشي الرئيس في فلورنسة، ومصنع النسيج التاريخي Antico Setificio Fiorentino الذي تأسس سنة 1786.
تعود ملكية المصنع اليوم إلى عائلة ريتشي، وتُنتج فيه أفضل الأقمشة الحريرية في العالم. ارتقت ستيفانو ريتشي بمفهوم التفرّد مجددًا.
Air Dior - الحذاء الرياضي
أبهرت ديور الكثيرين عندما كشفت في عرض أزياء مجموعة ما قبل خريف 2020 عن أولى بشائر تعاونها مع علامة Nike Air Jordan. فالجمع بين الحذاء الذي أوقد الحماس للأحذية الرياضية وبين واحدة من أرقى دور الأزياء الباريسية استأثر باهتمام المولعين بالأحذية الرياضية وجامعي المنتجات الفاخرة على حد سواء.
سجل خمسة ملايين شخص أسماءهم للفوز بفرصة اقتناء نماذج من هذا الحذاء. وعندما طُرح أخيرًا الصيف الفائت، بيع منه على الفور 13 ألف زوج. يصل اليوم سعر نموذج مستعمل من الحذاء إلى ثمانية آلاف دولار.
كانت تلك بداية سنة مميزة لأحذية Air Jordan. ففيما عكف الهواة المحتجزون في منازلهم على مشاهدة المسلسل الوثائقي الرياضي The Last Dance، بلغت أسعار نموذج من هذه الأحذية عُرض في إحدى الحلقات الضعف تقريبًا.
وفي شهر مايو أيار الفائت، حقق حذاء انتعله جوردن في إحدى المباريات رقمًا قياسيًا في مزاد لدار سوذبيز حيث بيع مقابل 560 ألف دولار، ليتفوق عليه في مزاد لكريستيز بعد ثلاثة أشهر حذاء آخر من Air Jordan بقيمة 615 ألف دولار. وفي هذا العام، عُرض نموذج موقّع من اللاعب على موقع إي باي مقابل مليون دولار.
بغض النظر عن ذائقتك في ما يتعلق بالأحذية، فإن الأشهر الاثني عشر الأخيرة أثبتت أن أحذية Air Jordan تعد بصفقات استثمارية رابحة حتمًا.
Brunello Cucinelli - مبادرة خيرية
في أوساط عالم الأزياء الرجالية، يُعرف برونيللو كوتشينيللي بكل مودة بوصفه الفيلسوف في هذا القطاع. صحيح أن المصمم غالبًا ما يثري عروضه بإيحاءات إلى سقراط وماركوس أوريليوس، إلا أن الجائحة ألهمته ليوظّف هذه المبادئ في مبادرة إيثارية.
عندما أقفلت متاجر البيع بالتجزئة أبوابها بسبب الحظر، وجد التجار أنفسهم في مواجهة كميات مفرطة من المخزون غير المباع، فلجأ العديد منهم إلى تخفيض الأسعار حد المبالغة في محاولة لتعويض الخسائر. لكن كوتشينيللي تطلع إلى ما وراء ميزان الأرباح والخسائر، مركزًا اهتمامه على الحالة التي يعيشها العالم. قرر المصمم أن يتبرّع بمخزون منتجاته الذي تُقدر قيمته بخمسة وثلاثين مليون دولار.
تهدف مبادرة Brunello Cucinelli for Humanity (برونيللو كوتشينيللي من أجل الإنسانية) التي أطلقت في شهر يوليو تموز الفائت إلى توزيع مجموعات من ملابس جديدة من الموسم الأخير (مع ملاحظات خطية من المصمم) إلى مؤسسات تُعنى بأصحاب الاحتياجات، من الجمعيات المحلية ودور التقاعد في إيطاليا إلى دولة أخرى هذا الصيف مع توسّع نطاق المبادرة عالميًا. "إنه شكل جديد من أشكال الرأسمالية. ثمة تناغم بين الربح والعطاء" على ما صرّح كوتشينيللي آنذاك لصحيفة WWD.
فضلاً عن ذلك، يقارب المشروع أيضًا المشكلة الكبرى التي تواجه عالم الأزياء: الهدر. فيما حاول قطاع المنتجات الفاخرة مواكبة إيقاع التوجهات سريعة التغيّر في عالم الأزياء، أنتجت العلامات المزيد من قطع الملابس، ليتجاوز معدل إنتاجها طلب المتسوقين. انتهى الأمر نتيجة لذلك بفائض التصاميم إلى رفوف التصفيات في المتاجر، إن لم نقل مكبات النفايات. لكن كوتشينيللي يقدم حلاً بديلاً: تحويل الأزياء التي لا تُباع إلى هدايا خيرية. فالخسائر عملة يستخدمها كوتشينيللي للعطاء.
Loro Piana - البذلات الرياضية
لم تكن البذلات الرياضية حاضرة في خزائن الكثيرين منّا في مرحلة ما قبل الجائحة. لكن هذا العام كشف عن فضائل هذه التصاميم.
عندما تتجلى المناسبة لارتداء بذلة رياضية، فإن قلة من الخيارات تزهو بمقدار الفخامة الذي يعد به الطقم المريح من لورو بيانا.
فالجودة نفسها المميزة لابتكارات العلامة المشغولة من أقمشة الكشمير وصوف فيكونا بالغة الفخامة تحضر أيضًا في البذلة الرياضية المشغولة من القطن الممشط الذي تكاد نعومته توحي لك بأنه من أجود أصواف منغوليا.
فضلاً عن ذلك، تتمايز هذه البذلة بقصتها، إذ إنها تجمع بين قميص بولو أحادي الزر وذي ياقة عريضة، وسروال محدد الخطوط يُشد بحبل بدلاً من الخصر المطاطي (بسعر 954 دولارًا لكل من القميص والسروال).
Charvet x Thorsun - لباس البحر
قد تفاجئك أوجه الشبه الكثيرة بين لباس البحر ورابطة العنق. فكلاهما يتيحان فرصة نادرة لإثراء خزانة الرجل بتصاميم جريئة بألوانها ونقوشها. كان هذا فحوى المحادثة التي طرأت فيما كان جورج سوتيلو، مؤسس ثورسان، يقوم بإحدى رحلاته التسوقية إلى متجر شارفيه.
وما شكل في البداية تأملات حول الأزياء الرجالية تحوّل إلى واقع جلي في مشروع تعاون أثمر عن مجموعة جديدة من سراويل السباحة التي تزهو بزخارف مستلهمة من النقوش المميزة لابتكارات شارفيه الوفيرة من رابطات العنق الحريرية، ومناديل الجيب، وغيرها من الكماليات.
أعيد ابتكار التصاميم العصرية الأنيقة التي يتيحها متجر الأزياء الرجالية الفرنسي في قماش عالي الأداء يجف سريعًا استُخدم في حياكة سراويل للسباحة. وعلى ما هو عليه حال قمصان شارفيه التي تلقى استحسانًا واسعًا، جرى الاهتمام بأدق التفاصيل، من الجيوب العميقة إلى حبال شد الخصر التي تثري أطرافها عقد نحاسية تذكّر بأزرار الأكمام التقليدية من العلامة.
ألدو ماريا كاميو - راقبوه
Illustration by Paola Wiciak
بعد أن أمضى ألدو ماريا كاميو أكثر من عقد كامل في العمل في دور زينيا، وفالنتينو، وشيروتي، وبيرلوتي، تلقى في عام 2018 اتصالاً هاتفيًا غير متوقع. كانت الجهة المتصلة بيتي يومو Pitti Uomo، المعرض التجاري الأهم للأزياء الرجالية والذي حمل اقتراحًا جديدًا للمصمم المقيم في باريس يدعوه لعرض مجموعته الخاصة في النسخة المقبلة من المعرض.
يستعيد كاميو تلك الذكرى قائلاً: "لم أكن آنذاك أمتلك مجموعة خاصة. بل لم أكن صاحب علامة تجارية". لكن كاميو في المقابل كان يمتلك موهبة وقائمة معارف. اختار المصمم بتأن فريق الأحلام من الصنّاع الذين عمل معهم سابقًا وأطلق علامته في غضون ستة أشهر.
أدرك كاميو، الذي انطلق في هذا المسار بعد أن بلغ مرحلة نضج مهني وشخصي على حد سواء، أنه يرغب في ابتكار تصاميم مناسبة للحياة الواقعية وليس للاستعراض على منصات الأزياء. وفي هذا يقول: "ثمة رجل يشعر بالضياع اليوم"، مشيرًا في ذلك إلى أولئك الذين يثمّنون الأناقة ولكن معظم العلامات أغفلتهم في سياق تركيزها على جيل الألفية والتوجهات السائدة. يقول كاميو: "في مشهد الغلبة فيه للإيقاع السريع، أستطيع أن أقترح أزياء يتأتى للرجل ارتداؤها حقيقة، وتعكس طابعًا ذكوريًا، وربما جذابًا أيضًا".
حظيت مجموعته من البذلات ذات القصات الأنيقة بغير تكلف، والسترات المستلهمة من ملابس الدرّاجين، والمعاطف مزدوجة الصدر، حظيت بإعجاب كاروزو، دار الحياكة العريقة التي تولت إنتاج بذلاته. وما هي إلا بضعة أشهر بعد انطلاقته، حتى تولى أيضًا منصب المدير الإبداعي لكاروزو.
صحيح أن كلتا المجموعتين تعكسان ميلاً إلى الأناقة التقليدية التي لا تحتكم إلى التوجهات الآنية، لكن فيما تحمل علامة كاميو الخاصة إيحاءات إلى التمرّد والخروج عن المألوف، تبدو علامة كاروزو متجذرة "في أرض التقاليد الإيطالية واحترام القواعد".
وبقدر ما تعكس تصاميمه لكاروزو طابعًا متزنًا، نجده يتعامل بمرح حاذق مع ما هو مألوف من خلال الجمع بين البذلات الرسمية والقطع العملية. لكن كل قطعة تُحاك بالإتقان نفسه، سواء أكانت بذلة بسترة ذات صدر مزدوج أم سروالاً عمليًا فضفاضًا. يقول كاميو إن الهدف هو توفير مجموعة تصاميم متقنة الحياكة "يتسنى لكل رجل أن ينسقها على قياس ذائقته".