في عام 2005، شاركت شون دوغيرتي في تأسيس شركة موفي Mophie، التي كانت أول شركة رائدة تجمع ببراعة في منتجها بين بطارية احتياطية وحافظة هاتف ذكي. وبالرغم من أن دوغيرتي باعت شركة موفي قبل 5 سنوات، فإنها عادت الآن إلى السوق نفسها مع شركة ناشئة جديدة اسمها فولونيك Volonic.
خلافًا لما كان عليه الحال في موفي، تأمل دوغيرتي أن تُنصّب فولونيك Volonic نفسها أول شركة إلكترونيات استهلاكية تركز بالكامل على المنتجات الفاخرة. أما أول إصدار تطرحه الشركة في الأسواق، فهو جهاز Valet 3، الشاحن اللاسلكي القابل للتعديل بالكامل وفق ما يريده المستهلك، والذي تراوح تكلفته بين 585 دولارًا و1200 دولار.
تؤكد دوغيرتي أن شاحن Valet 3 أرقى وأحسن من باقي الشواحن الموجودة في الأسواق حاليًا، وجودته لا تتوقف عند الشكل فقط، بل تشمل الأداء حيث يجمع الشاحن في الوقت نفسه بين الدقة في الصنع والتقنية العالية والتصميم الراقي.
صعوبات تصنيع شاحن لاسلكي متقن
لطالما كان الشحن اللاسلكي مشكلة عصيّة على مصنعي الأجهزة الإلكترونية، وخير مثال على الصعوبات التي تواجه الشركات في هذا المجال جهاز AirPower، الذي يعد أول منتج تلغي شركة آبل تصنيعه حتى قبل إطلاقه في الأسواق.
بإيجاز، تستعمل كل الأجهزة اللاسلكية ما يعرف باسم معيار Qi، الذي يعتمد على صفيحة معدنية دقيقة بحجم ورقة مالية، تكون مدمجة في الشاحن وفي أي جهاز يستمد الطاقة منه. عندما تتصل الصفيحتان، يبدأ الشحن. لكن المشكلة التي طالما واجهت وما زالت تواجه مصنعي الشواحن اللاسلكية وفقا لدوغيرتي هي الدقة. بعبارة أخرى، أن يصل المصنّعون إلى تطابق الصفيحتين، الواحدة على الأخرى، بما يضمن الشحن بكفاءة.
وتشرح دوغيرتي هذه العملية قائلاً: "لكي ينجح الشحن اللاسلكي ولا يحدث ضياع كثير من كفاءة الشحن، فإن المطلوب أن تكون الصفيحتان متطابقتين، بحيث تأتي الواحدة على الأخرى تماما. هنا تكمن الصعوبة، إذ لا نعلم موضعهما بالضبط في الجهازين."
Valet 3
حل ناجح لمشكلة الشحن اللاسلكي
في أثناء عملها في موفي، ابتكرت دوغيرتي حلا بديلا، إذ وضعت مغناطيسات حول هذه الصفائح بما يضمن تقابلها الواحدة مع الأخرى. مع ذلك، كان هذا الحل غير مرض لها، ذلك أن المغناطيسات المضافة إلى الشاحن اللاسلكي تشوش في كثير من الأحيان على بوصلة الهاتف الذكي.
لكن دوغيرتي تعتقد أنها تمكنت أخيرا من إيجاد حل دائم يتمثل في تقنية جديدة اسمها FreePower، طورتها الشركة الناشئة Aira التي سبق لمهندسيها العمل في شركة Taser. بفضل خبرتهم الهندسية، تمكنوا من ابتكار لوحة تحتوي على 18 صفيحة موزعة على ثلاث طبقات.
هذا التصميم المبتكر يلغي العائق الذي كان يواجه الشواحن اللاسلكية قبل ذلك، إذ حيثما وضع الهاتف على اللوحة فإنه سيشحن، دون القلق بشأن ما إذا كانت الصفائح متطابقة أم لا. بعبارة أخرى، لا مغناطيس يشوش على الهاتف الذكي، ولا طاقة شحن مبددة بسبب عدم تطابق الصفائح، وكذلك لا وصلات مفقودة.
Valet 3
شاحن Valet 3 لاسلكي أنيق وفاخر
لكن دوغيرتي لم تحصر تركيزها في الجانب التقني للجهاز فحسب، بل ركزت أيضا على إخراج لوحة الشاحن بتصميم أنيق وجذاب. هذا ليس جديدا على دوغيرتي، فحتى عندما كانت لا تزال في شركة موفي، كانت تعقد شراكات مع شركات موضة عالمية مثل Opening Ceremony وSupreme وفالنتينو.
وتصرح دوغيرتي بهذا الصدد قائلة: "عندما زرنا مقر فالنتينو أول مرة في روما، لم يكن كثير من المصممين المبدعين الذين يعملون هناك يمتلكون هاتفا ذكيا." حتى أنها صممت خصيصا علبة عصير مرصعة بالكريستال بالتعاون مع سواروفسكي، أهدتها لعدد من الشخصيات البارزة. لذلك، فقد ركزت بشدة على مظهر الشاحن اللاسلكي والانطباع الذي يخلفه، هذا طبعا إلى جانب أدائه ودقة صنعه.
عندما تسجل الدخول إلى موقع فولونيك Volonic، يمكنك اختيار أي مكوّن تود أن تراه في شاحن Valet 3. على سبيل المثال، يمكنك الاختيار بين هيكل من الألمنيوم أو هيكل مصقول ولامع. يمكن أيضا تغطية سطح الشاحن بكسوة من نسيج ألكانتارا باللون الذي تريده، وهو بديل ممتاز للجلد الطبيعي، إذ إنه متين ولا يخلف أي بصمة كربونية.
فضلاً عن ذلك، بإمكانك اختيار تصميم يتماشى مع الديكور الداخلي لسيارتك. فقد تعاونت فولونيك Volonic مع العديد من شركات السيارات، بما فيها بي إم دبليو ولامبورغيني، بحيث يتناسب تصميم الشاحن مع المقصورات الداخلية لهذه السيارات. وبمقدورك اختيار طول سلك الشاحن ولونه، وإضافة بعض الأحجار الكريمة عليه مثل الألماس.
هذا الشاحن اللاسلكي الذي صدر حديثًا هو أول منتج في سلسلة منتجات فولونيك Volonic. وتعمل الشركة على إنتاج محول طاقة في غاية الصغر قابل للتعديل وبقدرة 60 واط، موجّه إلى الأشخاص الذي يسافرون بكثرة، بالإضافة إلى حافظة سفر يمكنها شحن ساعات آبل والساعات التقليدية.
وتأمل دوغيرتي الاستمرار في إصدار منتجات متفردة، مثل شاحن Valet-3 LE، بهيكله المصنوع من الذهب الخالص، ولوحة الشحن المغطاة بصوف الفيكونا والذي يبلغ ثمنه 250 ألف دولار. صحيح أن هذا المنتج لم يلق الرواج الذي كانت تتوقعه دوغيرتي، لكنها تؤكد أنها قد تعود لتصدره مستقبلا.