منذ أن أبصرت دار روجيه دوبوي النور في عام 1995، نجحت في أن تحقق التمايز في أوساط كبار صنّاع الساعات الميكانيكية الذين يمتد إرثهم في هذا المجال عبر قرون. آنذاك، استقطبت الدار اهتمام هواة هذا العالم والعارفين بأسراره على حد سواء من خلال تفوّقها في الجمع بين الحرفية المتقنة، والمواد الفاخرة، والدراية التقنية، وكلها عناصر راسخة في تقليد صناعة الساعات الراقية، وبين طابع تصميمي جريء غاية في الحداثة غالبًا ما وُصفت أبعاده الجمالية بالسابقة لزمانها.
وبالرغم من أن ابتكارات روجيه دوبوي حظيت بالاستحسان منذ البدايات، إلا أن الحصة الكبرى من نجاحاتها المستمرة ارتبطت على نحو وثيق بمجموعة إكسكاليبور Excalibur التي طُرحت للمرة الأولى سنة 2005. تحوّلت هذه المجموعة بمرور الوقت إلى ما يشبه حجر الأساس الذي بنى عليه الصانع مكانته المميزة ورؤيته الطموحة للدفع دومًا بحدود الممكن في مجال المؤامة بين الإتقان الهندسي والجرأة في التميم، على ما تشهد ساعات إكسكاليبور المجهّزة بآلية التوربيون المحلق خصوصًا.
أما آخر تجليات هذا التناسق المتكامل، فاستحضرته الدار هذا العام في ابتكار جديد تمثل بطراز Excalibur Single Flying Tourbillon الذي تعرض روجيه دوبوي لأحد قراء مجلة Robb Report العربية فرصة ابتياع نموذج منه في سياق تجربة متكاملة تليق بهواة الساعات من محبي المغامرات خاصة.
للوهلة الأولى، قد تبدو هذه اساعة عصرية الطابع مألوفة لهؤلاء الهواة، لكنها في الحقيقة تطرح ترجمة جديدة بالكامل لواحد من أبرز التعقيدات في عالم الساعات الراقية. في هذه الهدية، صيغت الساعة في علبة بقطر 42 ملليمترًا مشغولة من الذهب الوردي الجديد EON GOLD المعالج بتقنية السطوع الدائم للحفاظ على الثبات اللوني (يتوافر هذا الطراز أيضًا في علب من تيتانيوم دي إل سي، ومركب كوبالت الكروم Cobalt Chrome CarTech Micro-Melt BioDur CCM).
ويتفرد تصميم الساعة، على ما هو عليه الحال في النسخ الأخرى من الطراز نفسه، بطابع بصري لافت يحدده النمط المتكرر لخطين يلتقيان من دون أن يتلامسا على ما يشهد تاج الساعة، والقرص، وأذرع النجمة، ومؤشرات الساعات، والعقربان. وتدعم هذا الأسلوب الجمالي الحيوي للتصميم دمغة جنيف التي تمثل التوقيع الأشد تعقيدًا في صناعة الساعات الراقية لما تقتضيه من زخرفة يدوية متقنة لكل مكوّن في الساعة.
لكن ما يعلو بجماليات هذه المأثرة الميكانيكية هو، على وجه الخصوص، المعيار الحركي RD512SQ لآلية التوربيون الأحادي المحلق، والذي أعادت الدار بناءه بما يتيح رؤية نجمة روجيه دوبوي عبر الميناء الهيكلي المفتوح وكأنها تطفو بحرية فوق الوحدة الأسطوانية. وعلى ما هو متوقع من الدار التي لا تنفك توثق براعتها في استخدام مواد مبتكرة تهز قواعد المألوف، صيغ القفص السفلي للتوربيون من مادة التيتانيوم، فيما جرى اختيار مركب كوبالت الكروم للقفص العلوي، ما أتاح خفض الوزن بنسبة 16%، بموازاة استخدام مادة غير مغناطيسية داخل التوربيون لتعزيز تجربة المالك.
في الساعة، التي تتيح آليتها الحركية توفير احتياطي للطاقة يدوم 72 ساعة، راعت الدار أيضًا معايير الراحة من خلال خيارات مختلفة الأحجام للسوار بحيث يضمن الحجم المثالي إبقاء المشبك دومًا في وسط المعصم حيث نظام التبديل السريع من روجيه دوبوي يوفر مرونة مطلقة.
عندما تبتاع هذه الهدية، ستتسنى لك ولضيف من اختيارك فرصة الانغماس في عالم روجيه دوبوي من خلال رحلة إلى جنيف التي تصلانها صباحًا للقيام بجولة في مصنع الدار. هناك تستكشفان مسارات إنتاج مكوّنات الساعات، ومحترفات الصنّاع الذين يواظبون على كسر قواعد المألوف، وأساليب زخرفة المعايير الحركية وتحقيق متطلبات دمغة جنيف، بل اختبار مهاراتكما في الزخرفة.
تغادران بعد ذلك على متن طائرة مروحية إلى منتجع فال ديزير Val d’Isère التزلجي في أعالي جبال الألب الفرنسية حيث تشاركان في مغامرات رياضية تُنسق لكما وتشمل النزهات فوق البساط الثلجي على متن الزلاجات، والقفز المظلي.
أما في ختام اليوم، وقبل العودة في صباح اليوم التالي إلى جنيف، فتبيتان ليلتكما على ارتفاع 2,551 مترًا في فندق Le Refuge de Solaise الرابض فوق جبل سوليز. كانت هذه الواحة في الأصل محطة للعربات السلكية وجرى تحويلها على نحو أنيق إلى ملكية فندقية تحتضن 16 حجرة، وأربع شقق فسيحة، فضلاً عن مهجع يضم 14 سريرًا.
يوفر الفندق وصولًا مباشرًا إلى مسارات التزلج، ويعد بتجربة يندر مثيلها للاستزادة من مفاتن الطبيعة ساعة الشروق أو الغروب وما بينهما. قد ترغبان أيضًا في اختبار المنافع الصحية التي تتيحها، في نادي Le Spa Exertier المطل على الوادي والقمم المكللة بالثلوج، جلسات علاجية تُستخدم فيها خلاصات الأزهار والأعشاب في جبال الألب.