غالبًا ما توصف الجواهر بالأعمال الفنية التي يمكن التزيّن بها. والواقع أن الجمع بين الفئتين ليس بالمستحيل. بل إن هذا التوجه يمثّل على الأرجح الفكرة السائدة هذا العام في الدورة العاشرة من المعرض التجاري Salon Art + Design (صالون الفن والتصميم) الذي ينعقد في مبنى بارك أفنيو أرموي Park Avenue Armory (المبنى التاريخي لمخزن الأسلحة) من 11 إلى 15 نوفمبر الحالي. سيقدم المعرض لأول مرة في تاريخه مختارات وفيرة من قطع الجواهر الفاخرة إلى جانب مجموعته القيّمة من الأعمال الفنية التي ترجع إلى القرن العشرين، فضلاً عن التصاميم الحديثة والمعاصرة وعتيقة الطراز الأفضل في العالم.
وسط أجنحة ما يزيد على 50 صالة عرض رائدة في مجال الفن والتصميم، سيشهد الزوار مشاركة شركات شهيرة في مجال بيع الجواهر مثل غاليري ماكلويفي Macklowe Gallery، وغاليري أورنامينتوم Ornamentum Gallery، وشركة ديدييه Didier Ltd.، وغاليري نيغروبونت Galerie Negropontes. تشارك أيضًا في المعرض مصممة الجواهر الفاخرة البرازيلية سيلفيا فورمانوفيتش التي تخطط لإطلاق عمل تركيبي فني خاص عن مجموعتها الأخيرة، بما في ذلك قطع جواهر وأغراض للزينة المنزلية استلهمتها من المناظر الطبيعية لغابات الأمازون المطرية. تعاونت فورمانوفيتش مع الفنان البرازيلي ميستري أندريه دي مارينيرا الذي ستكون منحوتاته الخشبية أيضًا متاحة للشراء في المعرض.
Silvia Furmanovich
بموازاة هذا الحدث، يسلط معرض جديد، يُقام في متحف الفنون الزخرفية Musée des Arts Décoratifs بباريس، الضوء على علاقة كارتييه بالهند حيث اعتاد المهراجات في القرن العشرين تفويض الدار لابتكار جواهر تُصنّف ضمن إبداعاتها الأكثر بذخًا.
يستمر معرض Cartier and Islamic Art: In Search of Modernity (كارتييه والفن الإسلامي: بحثًا عن الحداثة) حتى العشرين من فبراير 2022، ويقدّم أكثر من 500 قطعة من الجواهر، والأغراض النفيسة، والأعمال الفنية، والرسومات، والكتب، والصور الفوتوغرافية، والوثائق التاريخية التي تحكي عن الإلهام الذي وجدته كارتييه في العالم الإسلامي. يشارك في تنظيم المعرض متحف دالاس للفنون بالتعاون مع متحف اللوفر، وتتوزّع معروضاته عبر صالات اثنين من طوابق المبنى الذي يشغله متحف الفنون الزخرفية. أما مساحات العرض، فتولت تصميمها شركة ديلر سكوفيديو أند رينفرو Diller Scofidio + Renfro من نيويورك.
Barbara Chase-Riboud
يستكشف الجزء الأول من المعرض الخلفية الثقافية لباريس في عشرينيات القرن الفائت، حيث تجذّر اهتمام كارتييه بالفن الإسلامي. تُعرض في هذا الجزء جواهر استحوذ عليها جاك كارتييه خلال زيارته إلى الهند في عام 1911، فضلاً عن كتب من مجموعة لويس كارتييه الضخمة حول الفن الإسلامي. وقد أعيد تنسيق هذه المعروضات للمرة الأولى في هذا المعرض.
أما الجزء الثاني من مساحات العرض، فيحتضن نحو 200 قطعة جواهر تتزيّن بزخارف وأشكال هندسية إسلامية يسهل تعرّفها، بما في ذلك عقد آسر ينسدل فوق الصدر ويزهو ببريق الألماس ووهج حجارة الجمشت والزمرد. كانت كارتييه قد ابتكرت هذا العقد لدوقة ويندسور بطلب من الدوق سنة 1947.
تولت تنسيق المعرض إيفلين بوسيميه، كبيرة الأمناء في قسم الجواهر القديمة والحديثة بمتحف الفنون الزخرفية، ومعها جوديث إينون – رينو، أمينة قسم الفن الإسلامي في متحف اللوفر، التي تشغل أيضًا منصب نائب رئيس هذا القسم. كتبت الأمينتان لمجلة Robb Report تقولان: "قد تبدو الأشكال والزخارف المستلهمة من العالم الإسلامي جلية أحيانًا في ابتكارات كارتييه، لكن قد يصعب رصدها في أحيان أخرى. إن مصدر الإلهام هذا يشكل عنصرًا راسخًا في إبداعات الدار، إلا أنه لمّا يُستكشف في العمق قبل اليوم".
تقول الأمينتان إنهما تأملان أن ينجح الزوّار من خلال هذا المعرض في تعزيز إدراكهم للمسار الفني المعتمد في دار مثل كارتييه، وأيضًا للإرث الساحر والغني الذي تمثله الفنون الزخرفية في العالم الإسلامي.