تعد بطولة العالم للفورمولا 1 من أشهر الرياضات المرتبطة بقطاع السيارات والمحركات، حتى أنها تتضمن جولات عدة في منطقتنا العربية التي تضم عددًا كبيرًا من المشجعين الذين يتابعون أخبار السائقين والفرق والقوانين التي تتعلق بهذه البطولة.
لكن في ظل التوجه إلى مصادر الطاقة الصديقة للبيئة، وانطلاق عجلة الاعتماد على محركات هجينة منذ عام 2014، يبقى السؤال: هل تخسر الفورمولا 1 هدير المحركات الصاخبة التي كانت تطرب آذان الحضور على المدرجات؟
يبدو أن القيّمين على هذه البطولة يسعون إلى إبقاء السيارات المشاركة بعيدة قدر الإمكان عن المحركات الكهربائية، وذلك من خلال تطوير وقود مستدام بنسبة 100% بحيث لا تتسبب هذه الرياضة بانبعاثات كربونية تضر بالبيئة وطبقة الأوزون.
أعلنت إدارة الفورمولا 1 أن الجيل التالي من المحركات التي ستُعتمد في عام 2025 سوف تعمل بوقود مستدام بنسبة 100%. كما أنها تتوقع أن يُستخدم هذا النوع من الوقود في ملايين المركبات المجهّزة بمحركات الاحتراق الداخلي والتي ستبقى على الطرقات لسنوات مقبلة. إلى جانب كون هذه التقنية لا تسبب أي ضرر للبيئة، فإنها ستفرح أيضا قلوب عشاق بورشه التي أعربت عن اهتمامها بالوقود الاصطناعي لسياراتها، إضافة إلى إمكانية انضمامها إلى الفورمولا 1 بوصفها موردًا للمحركات إذا تحولت البطولة إلى الوقود المستدام.
لا يزال هذا الوقود قيد التطوير، وقد يُصنع بحسب إدارة الفورمولا 1 من مصادر عدة مثل الطحالب أو النفايات الزراعية. ولكن تبقى الغاية تطوير تركيبة تضمن الأداء نفسه الذي يوفّره الوقود التقليدي للسيارات على الحلبات، خصوصا أنه سيستخدم في محرك احتراق داخلي قياسي ومن دون القيام بأي تعديل على المحرك نفسه.
في هذا السياق، أشارت إدارة الفورمولا 1 في بيانٍ لها إلى أنها تشارك بنشاط في مناقشات مع الشركات المختصة حول إنتاج الوقود بالكميات اللازمة للبطولة. وعلى ما هو عليه الحال فيما يتعلق بالكثير من التطورات الأخرى التي انتقلت من عالم الفورمولا 1 إلى صناعة السيارات التجارية، يقول المنظمون إنهم يهدفون أيضًا في نهاية المطاف إلى زيادة إنتاج الوقود المستدام كي يُصار إلى استخدامه على نطاق أوسع.
فضلاً عن ذلك، يشير القيمون على بطولة العالم للفورمولا 1 إلى أنه من المتوقع أن تكون 8% فقط من المركبات على الطريق كهربائية بالكامل بحلول عام 2030، وسيكون للوقود الجديد تأثير هائل على جهود الاستدامة العالمية، لا سيما وأن محركات الاحتراق الداخلي ستبقى ضرورية للسفر الجوي والبحري لسنوات قادمة.