إذا كنت ترغب في إضفاء بُعد أكثر حيوية على مفهوم العيش في البحر، فإنك قد تجد ضالتك في الجيل الجديد من اليخوت التي أحسن الصنّاع استغلال مساحاتها المتاحة إلى أقصى حد ممكن.
لا يخفى على أحد أن الحجم يشكّل عنصرًا حاسمًا في عالم اليخوت. لكن ما يهم حقيقة من منظور جيل تقدمي من الصنّاع هو ما تتمايز به المساحات الداخلية.
فتعزيز هذه المساحات إلى أقصى حد ممكن قد تحول إلى مقاربة تؤثرها علامات عدة، على ما تشهد يخوت Ferretti Yachts 1000، وPrincess X95، وBenetti Oasis، وWally WHY200، وSanlorenzo SX112، وAzimut Grande Trideck، التي أطلقت كلها خلال العام الفائت لتنضم إلى يخوت فارهة أكبر حجمًا مصممة حسب الطلب وتركّز على الارتقاء برحابة المساحات الداخلية القابلة للاستخدام.
يقول ريتشارد دارت، المصمم الرئيس في شركة برينسيس: "إن تصميم اليخت Princess X95 يحتضن مساحات داخلية أكثر رحابة بنسبة 40% مما هو عليه الحال في أي يخت تقليدي بمحرك. من السهل الوصول على متن قارب بطول 95 قدمًا إلى معظم الموانئ. وعندما تعزز المساحة الداخلية بنسبة 40%، فإنك تستقطب زبائن قد يستحسنون العيش على متنه، خصوصًا في ظل الأحوال الجوية المؤاتية حالياً".
Alberto Cocchi/Ferretti Yachts
لكن البراعة تكمن في الحفاظ على المظهر الرشيق، أو على الأقل غير المضخّم، لخطوط اليخت. وفي هذا يقول دارت: "هنا يكمن التحدي. ففيما زدنا الحجم، راعينا العناصر الجمالية عبر كامل اليخت، فاستخدمنا مزايا مثل خط السطح الأفقي الذي يمتد من الجؤجؤ إلى الكوثل للحد من الضخامة التي قد يوحي بها الوزن".
أما دانيال مازون، رئيس وحدة تصاميم اليخوت في بينينفارينا، الذي تعاون عن كثب مع شركة برينسيس على ابتكار التصميم الخارجي لليخت Princess X95، فيقول من جهته: "يزهو السطح العلوي بشكله الأنيق، فيما استخدام الزجاج يضفي عليه مظهرًا نقيًا.
كان هدفنا استحداث سطحين فسيحين، فضلاً عن سطح أعلى ومجلس، على ما تجده عادة على متن اليخوت الفارهة الأكبر حجمًا، بموازاة الحفاظ على الطابع الانسيابي للخطوط".
لكن توفير مساحة أكبر لا يعني زيادة حجم الفسحات المتاحة على متن اليخت فحسب. بل إن الصنّاع يسعون أيضًا إلى الإتيان بمعالم تصميم حيوي. هذا ما هو عليه حال المجلس الذي يمتد على طول العارضة على متن يخت Sanlorenzo SX112 من سان لورينزو، والنادي الشاطئي متعدد المستويات الذي يميّز اليخت Ferretti 1000 من فيريتي.
بالحديث عن يخت Princess X95، يقول دارت: "نظرنا إلى المساحة الداخلية من حيث كونها قطع أحجية ثلاثية الأبعاد، فعدلنا ارتفاع الأسقف ومواقع كل حجرة بما يتيح لنا استخدام المساحة على أحسن وجه ممكن".
Sanlorenzo Yacht
لكن الجيل الجديد من اليخوت، التي تُستغل مساحاتها إلى أقصى حد ممكن، لا يستحسنه الجميع. يقول مصمم اليخوت الإيطالي المخضرم توماسو سبادوليني: "برأيي أن التصميم لا يوحي بالبهجة. إنه يلقى استحسان زبائن ينشدون المساحة الرحبة لكنهم غير مهتمين بالأداء". ويضيف سبادوليني قائلاً: "شهدنا الأمر نفسه في قطاعات السيارات" فيما يبدو جليًا أنه لا يستخدم هذه المقارنة على سبيل الإطراء. ويوافقه المصمم فيليب براين الرأي قائلاً: "إن تجاوز حدود الممكن ينطوي على مجازفة" لأن المقايضة في سبيل ضمان مساحة أكبر (وإن كانت أكثر روعة) تعني تقليص مزايا الكفاءة والراحة في الإبحار.
لكن بارت بويس، المدير الإبداعي المشارك في شركة التصاميم الهولندية فرايباك Vripack يؤكد أن "هذا التوجه سيظل قائمًا لأن مفهوم اليخت قد تغيّر في ما يخص المالكين الأصغر سنًا". فالهدف اليوم، على ما يقول، ليس الارتحال بين وجهات مختلفة ولكن اختبار تجارب جديدة. يقول بويس: "يرغب هؤلاء المالكون في أن يرسوا في وجهة ما لمدة أسبوع يختبرون خلاله الغوص بأنابيب التنفس والغطس مع أولادهم. فاليخت من منظورهم منزل عائم فوق مياه البحر".
يقول دارت من شركة برينسيس إن المقاربة القائمة على زيادة الحجم ستُطبق أيضًا على طراز X80 الجديد، فيما يشير ستيفانو دي فيفو، المدير التنفيذي للعمليات في مجموعة فيريتي، إلى أن طُرزًا أصغر حجمًا ستعقب اليخت فيريتي 1000. لكن بويس يرى أن ظاهرة استغلال المساحات إلى أقصى حد ممكن ستكون أكثر شيوعًا على متن اليخوت الفارهة الأكبر حجمًا التي تحاول الإبقاء على الحجم الإجمالي لمساحتها الداخلية دون 500 طن، لأن أي وزن أعلى من ذلك يعني خضوع اليخت للأنظمة التشريعية الخاصة بفئة السفن.
تشمل تداعيات هذه المقاربة التصميمية الجديدة الاهتمام المتزايد بالطابع الجمالي. يقول براين: "إذا كان المفهوم قويًا كفاية، واتسق المظهر الخارجي مع التصميم الداخلي، فإن اليخت سيعكس عندئذ طابعه الجمالي الخاص، على الأقل من منظور مالكه.