في الإعلان الرسمي عن المركبة الجديدة أواخر شهر سبتمبر أيلول الفائت، صرّح أوتفوش قائلاً: "يجسّد هذا اليوم اللحظة الأكثر رمزية في تاريخ رولز – رويس موتور كارز منذ الرابع من مايو أيار سنة 1904"، مشيرًا في ذلك إلى اللقاء الأول بين مؤسسي العلامة، تشارلز رولز والسير هنري رويس واتفاقهما على ابتكار أفضل سيارة، قبل أن يستطرد قائلاً: "واليوم، بعد انقضاء 117 عامًا، يسرّني أن أعلن بفخر عن أننا سنبدأ برنامج الاختبارات على الشارع لمركبة جديدة ستحقق ثورة عالمية في مجال السيارات الكهربائية بالكامل". 

يدرك أولئك العارفون بتاريخ هذا الصانع أن استخدام المحركات الكهربائية لا يُعد مفهومًا مستجدًا عند رولز – رويس. فالسير هنري رويس أسس في الأصل أول مشروع له تحت اسم إف إتش رويس وشركاه، لتصنيع مولّدات الدينامو، ومحرّكات الرافعة الكهربائية، فيما كان تشارلز رولز أول من تصوّر مستقبل السيارات الكهربائية الذي يشغل اليوم معظم كبار الصانعين: في أبريل نيسان من عام 1900، اختبر رولز قيادة مركبة كهربائية تُعرف باسم "كولومبيا" وعلّق على تجربته بالقول: "إنّ السيارة الكهربائية هادئة ونظيفة بالكامل. فهي لا تصدر أي روائح أو اهتزازات، ولا شك في أنّها ستصبح وسيلة نقل رائعة حالما يجري التوصل إلى تثبيت محطات لشحنها. أما في الوقت الحاضر، فلا أتوقع أن تكون قابلة للاستخدام قبل مرور سنوات عدة على الأقل". 

على ما هو متوقع، ثابرت الشركة في غودوود على دراسة رؤية تشارلز رولز. لكن التقنيات المتوافرة لدعم تحويلها إلى واقع ملموس لم تتحقق إلا مؤخرًا.

تشهد على ذلك اليوم سيارة سبيكتر Spectre الكهربائية بالكامل، والتي تنوي رولز - رويس إنتاجها على نطاق واسع، بخلاف المركبة الاختبارية 102EX all-electric Phantom التي كشفت عنها سنة 2011، أو المفهوم التصوري للمركبة ذاتية القيادة Vision Next 100 التي قدّمتها سنة 2016. 

اختار الصانع اسم سبيكتر للمركبة الجديدة، مستلهمًا الأسلوب نفسه الذي اعتمده في طُرز فانتوم، وغوست، ورايث، والذي يستحضر فكرة القوة المستلهمة من عالم الخيال.

وقد علق أوتفوش على الاسم قائلاً: "فكّرنا باسم قوي وجريء يليق بعلامتنا أسوةً بالأسماء التي لطالما ارتبطت بها في القرن الماضي. فاسم سبيكتر يليق بسيارتنا الجديدة من حيث كونها مركبة تجعل وجودها محسوسًا قبل أن تختفي في عالم لا يمكن إلا لقلة الوصول إليه". 

سترتكز مركبة سبيكتر إلى منصة رولز – رويس الهندسية المصنوعة من الألمنيوم، والمعتمدة في طُرز فانتوم، وغوست، وكالينان، لكن الشركة لم تكشف عن أي تفاصيل حول أدائها، ومحركها، أو مدى سفرها.

في المقابل، فإن السيارة التي ستجد طريقها إلى الأسواق بحلول الربع فالأخير من عام 2023، ستخضع لاختبارات تغطي مسافة 2.5 مليون كيلومتر – أي ما يعادل استخدام سيارة من رولز – رويس على مر 400 سنة تقريبًا – في ظل ظروف مناخية متنوعة وعلى طرقات مختلفة التضاريس.

إنه على الأرجح برنامج الاختبارات الأكثر دقة في تاريخ رولز – رويس، والشاهد على مضيّها قدمًا نحو تحقيق تعهدها بالتوقف بحلول عام 2030 عن العمل في مجال إنتاج أو بيع أي سيارة مزوّدة بمحركات احتراق داخلي. فعندما يحل ذلك التاريخ، لن يرتفع شعار السعادة من رولز – رويس إلا فوق أغطية مركبات كهربائية بالكامل.