ينتظر بروسبير أسولين Prosper Assouline عودة الحياة إلى طبيعتها بفارغ الصبر. لكن الحياة الطبيعية، الفرنسية بامتياز ورفيعة الطراز، لناشر الكتب الفاخرة البالغ من العمر 64 عامًا، تجسّد حقيقة العلامة التي تحمل اسمه.
تصدر دار أسولين، التي أسسها مع زوجته مارتين سنة 1994، مجلدات ضخمة تزهو بألوان الجواهر وتعكس اهتمام الزوجين البالغ بكل ما هو متفرّد.
فبدءًا من المجلد الذي يحتفي بفندق الزوجين المفضل في كوت دازور، نشرت دار أسولين منذ ذلك الحين أكثر من ألفي كتاب مصوّر عن مواضيع مثل قبعات باناما، والأماكن الدينية في البندقية، والتاريخ الرسمي لبطولة الفورمولا 1. يقول بروسبير: "أهوى نشر كتب ذات طابع حيوي وحسي".
وفيما يتحدث بحماس عن مجلد يزن كيلوغرامين ويتناول موضوعه قصر فرساي، يضيف قائلاً: "إنه إصدار خاص يحمل ختم لويس الرابع عشر. إنه كتاب ذهبي ضخم بغلاف من المخمل. عندما تبتاع الكتاب، تحظى بزيارة خاصة إلى القصر برفقة رئيسه ومنسق المقتنيات فيه. لم نصدر سوى 100 نسخة منه".
صحيح أن الكتب الساحرة تبقى في صلب نشاط الزوجين، إلا أنهما يجمعان الكتب أيضًا لمكتبات عامة ويشغلان مجموعة من المتاجر. يقسم اليوم بروسبير، ومارتين، وابنهما ألكسندر، الذي يشغل منصب نائب الرئيس العالمي للشركة، بين أبر إيست سايد في نيويورك والدائرة الأولى في باريس.
ما أول ما تقوم به في الصباح؟
أفتح الآيباد لأطالع الأخبار. في كل صباح أطالع صحف لو فيغارو، وليه إيكو Les Echos، وذا نيويورك تايمز، وفايننشال تايمز.
ما هو نظامك التدريبي وكم مرة تتبعه؟
أركب الدراجة الثابتة قليلاً في المنزل، وأمارس السكواش. وكلما وجدت نفسي داخل المصعد، أسندت ظهري إلى الجدار في وضع مستقيم مثل جندي في الجيش. لذا أستخدم المصاعد من حيث كونها تدريبًا رياضيًا.
ما الذي تستخدمه ولا يزال يعمل بنظام التقنية التناظرية؟
إنه الشيء الوحيد الذي أفعله. أكتب كثيرًا وأرسم. كلما تبادرت لي فكرة، جسدتها بالرسم فورًا. لذا أحمل معي أقلامًا طيلة الوقت. أما العالم الرقمي، فليس مهمًا لي.
أي ملابس ترتدي في غالب الأحيان؟
أرتدي سروال جينز أبيض من إنكوتيكس Incotex. أمتلك مجموعة ضخمة من هذا السروال. إنه عندي أشبه بالثوب الأسود. كما أرتدي قمصانًا قصيرة الأكمام من الكشمير من علامة هوبز، وأنتعل أحذية من لورو بيانا. تشكّل هذه القطع إطلالتي اليومية.
من أين تبتاع ملابسك الأخرى؟
واظبت طيلة 30 عامًا على ابتياع البدلات المصممة حسب الطلب من كاراتشيني Caraceni في ميلانو. واليوم بت أقصد دينيس فريزون، الحائك الإيطالي الرائع في أمريكا.
Weston Wells
بروسبير أسولين يزيّن معصمه بساعة ذهبية من باتيك فيليب.
كيف يصف الآخرون إطلالتك؟
يقولون إنها توحي بالمرح. أمتلك مجموعة من نحو 50 قبعة بألوان مختلفة. أحب القبعات. إنها جزء مني.
هل ترتدي ساعة؟ وكم ساعة تملك؟
ظل ابني يسلبني ساعاتي طيلة سنوات. لكنه الآن يمتلك مجموعته الخاصة، ما يعني أني استرجعت مجموعتي. أزين الآن معصمي بساعة ذهبية عتيقة الطراز من باتيك فيليب أحبها كثيرًا. أما في عطلة نهاية الأسبوع، فأرتدي ساعة قديمة من تاغ هوير.
ما هي الأغنية التي تتبادر دومًا إلى ذهنك؟
أسترجع موسيقا فيليب غلاس عندما أرغب في العمل بهدوء، وأغاني ليني كرافيتز عندما أحتاج إلى الطاقة.
ما هو أحدث منتج أضفته إلى مقتنياتك؟
أنا من كبار جامعي الكتب. ابتعت مؤخرًا من دار كريستيز كتابًا رائعًا (Les Folies Françaises، كتاب عن الفنون الشعبية للشاعر الفرنسي جان – كلارانس لامبير، والفنان الإيطالي جياني بيرتيني، نُشر في باريس بين عامي 1964 و1966). كان واحدًا من أصل ست نسخ فحسب نُشرت في ستينيات القرن الفائت. صُنع الغلاف من ألياف الزجاج البلاستيكية بألوان كثيرة مختلفة. إنه أول كتاب يشتمل على إضاءة رأيته في حياتي. فهو مجهّز ببطارية.
وأحدث منتج ندمت على عدم شرائه؟
أتوق إلى ابتياع دراجة نارية من هارلي دايفدسون ترجع إلى عام 1947. رأيت نموذجًا جميلاً منها باللون الأحمر. كانت درّاجة رائعة. قد يظن الآخرون أن بي مسًا من الجنون، لكني أود استخدامها من حيث كونها منحوتة أعرضها في مكتبي.
Weston Wells
بذلة من دينيس فريزون.
بعيدًا عن الكتب، هل تهوى جمع مقتنيات أخرى؟
أمتلك مجموعة كبيرة من الآلات الموسيقية القديمة والغريبة. ترجع هذه الآلات المصنوعة يدويًا إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وبعضها من صنع علامة شايكرز. إنها كلها آلات متفردة.
هل تقود السيارة أم يقودها سائق؟
عندما أكون في باريس، أحب أن أقود سيارتي الرياضية الرائعة من جاكوار. أما في نيويورك، فأستخدم سيارات أوبر. يستحيل أن أقود سيارة في هذه المدينة.
ما هي المطاعم التي تواظب على زيارتها في لندن، ونيويورك، ولوس أنجليس؟
في لندن، أتناول دومًا طعام العشاء في نادي 5 Hertford. أقصد دومًا في نيويورك مطعم Il Buco، ومطعم L’Ami Louis في باريس. أما لوس أنجليس، فلا أزورها أبدًا.
ما هو حيُّك المفضل؟ ومدينتك المفضلة؟
في باريس، نقضي أوقاتنا في حديقة قصر باليه روايال. أحب هذه المنطقة. أتنزه هناك ولا أقوم بأي شيء آخر. إنها واحة مثالية.
ما هو فندقك المفضل؟
في كيوتو فندق صغير أحبه اسمه تاورايا Tawaraya (نزل ياباني تقليدي من طراز ريوكان ينام فيه الزوار ويأكلون على الأرض، كما أن الحجوزات فيه تجري عبر الفاكس فحسب). إنه فندق رائع من القرن التاسع عشر. تشمل أيضًا قائمة فنادقي المفضلة The Surf Club في ميامي، وConnaught في لندن، والبلازا في باريس.
Weston Wells
مجموعة بروسبير أسولين من القبعات المصنوعة يدويًا.
إذا تأتى لك الوجود الآن في مكان ما في العالم، فأين ستكون؟
سأجيب على الفور. في مطعم فونتيلينا في كابري.
من أكثر شخص يحظى بتقديرك؟
أقدّر الفنانين الذين لا يرضون بالمساومة، على غرار برانكوتشي، ولوسيو فونتانا. أكن إعجابًا حقيقيًا لأولئك الذين يدفعون بحدود الممكن ويبتكرون عالمًا جديدًا.
ما أكثر ما تثمنّ امتلاكه؟
العائلة. لديّ ابن واحد.
ما أكثر ما تندم عليه؟
أندم على عدم قضاء مزيد من الوقت مع شقيقي الذي توفّي منذ خمس سنوات.
هل لديك عيوب؟
عيبي يكمن في رؤية التفاصيل فحسب. قد تعرض عليّ أمرًا عظيمًا ولكني لن أرى سوى الخطأ الذي يشوبه.
إلى أي فنان تميل أكثر، ديفيد بوي أم بوب ديلان؟
بوي من دون تردد. أود حقيقة أن أرى صورة لأي شخص قد يقول ديلان.