وفي هذا يقول هال، المدير في شركة EPR Architects للتصاميم الهندسية: "استطعت أن أرى العظمة والأهمية، ولكن الأمر المحبط - بل الصادم - هو ما فعلته الحكومة بالمبنى". ومع ذلك، يقول: "كانت لحظة تقشعر لها الأبدان".

فندق رافلز لندن الجديد

يستعد المبنى اليوم للإعلان عن وظيفته الجديدة: فندق رافلز لندن الجديد في مكتب الحرب القديم. ينطوي مشروع الفندق والمساكن على إعادة ابتكار المبنى الذي تبلغ مساحته 580 ألف قدم مربعة. وكان هذا المبنى الذي اكتمل بناؤه في عام 1906 مصدر فخر للإمبراطورية البريطانية، والمركز العصبي لها، وقد كان الهدف من بنائه هو إظهار العظمة المنمقة.

ولهذا بلغت كلفة بنائه ما يعادل 225 مليون دولار. وبعد ست سنوات ونيّف من العمل وبتكلفة تزيد على 1.2 مليار دولار، يكرّس هذا الموقع مكانته من حيث كونه يمثّل فئة جديدة من معالم لندن: الفندق الأحدث والأفخم.

كان مكتب الحرب القديم مبنى حكوميًا سريًا للغاية، إذ تأسس فيه المكتب الخامس وجهاز الاستخبارات البريطاني في عام 1909، وكان الموظفون فيه يستخدمون مدخلاً سريًا في مبنى وايتهول كورت، لا يزال يُعرف باسم مدخل الجواسيس. بل إنه ظهر بهذه الصفة في العديد من أفلام جيمس بوند.

يقول هال وهو يضحك على التحدي المتمثل في جعل الموقع الذي يشبه القلعة يوحي بالترحاب: "كان الهدف الأصلي من المبنى هو إبعاد الناس، والآن نريده أن يجتذبهم". وقد عالج هو وفريقه هذه المعضلة من خلال فتح المزيد من المداخل، وتحويل المبنى الذي كان بمدخل واحد إلى مساحة اجتماعية في الهواء الطلق، مع تزيين الواجهة بالأعلام للمساعدة في الإشارة إلى عودة المبنى إلى العمل.

كما استُحدثت في المبنى تسعة مطاعم فاخرة، بما في ذلك ثلاثة يشرف عليها الطاهي الأرجنتيني ماورو كولاغريكو الحائز ثلاث نجوم ميشلان، إلى جانب أول نادٍ صحي يحمل توقيع علامة جيرلان في لندن، وهو ما سيساعد في جذب السكان المحليين إلى هذه الوجهة.

وقد كشفت أعمال الترميم عن الأرضيات المكسوة بالفسيفساء والمفقودة تحت السجاد الرخيص وأعمال الزخرفة المتقنة التي غطتها الأسقف المعلقة. كما صُبت نسخ مطابقة لاستبدال الأجزاء التالفة أو المفقودة في أعمال السقف المنحوتة، إلى جانب عملية إصلاح شاقة للدرج الرخامي المركزي المرتفع في قلب بهو المبنى. خضع القبو الضيق والرطب أيضًا لعملية حفر وتوسيع ضخمة نتجت عنها خمسة طوابق.

تحول نصف الموقع إلى 85 مسكنًا بإدارة علامة رافلز، فيما تكوّن الفندق من 120 غرفة وجناحًا تولى تصميمها تييري ديسبونت، وتمايزت بينها سلسلة من خمسة أجنحة أطلق عليها Heritage (تراث) وكل منها كان ذات يوم قاعة مناسبات رسمية. يمكن حجز هذه الأجنحة بشكل منفصل أو تحويلها إلى ملاذ ضخم واحد يمتد على مساحة تقارب 5,400 قدم مربعة.

يبقى جناح غرانفيل Granville هو المفضل عند المدير الإداري فيليب لوبوف. وفي هذا يقول: "الغرفة تتميز بألواح رائعة ويبلغ ارتفاعها 30 قدمًا، وتتكامل مع حمام رائع. إنها فسيحة جدًا، ولم يكن هناك شيء يمكننا القيام به لجعلها أصغر.

هذا مبنى مُدرج على قائمة التراث، لذا لم نتمكن من إجراء أي تغييرات هيكلية". وأوضح لوبوف أن الجناح سُمي على اسم كريستين غرانفيل، إحدى أكثر عملاء بريطانيا كفاءة خلال الحرب العالمية الثانية. وفي هذا يقول: "كانت الجاسوسة المفضلة عند تشرشل". ويضيف: "خلال الحرب، سيطرت السيدات على المبنى، لأن الرجال كافة ذهبوا للمشاركة في الحرب البعيدة".