لا يُعد اليخت العملاق المفضل لدينا اليخت الأكبر حجمًا الذي جرى تسليمه إلى مالكيه خلال الأشهر الاثني عشر الأخيرة. لكنه يعكس حتمًا أعلى درجات الإبداع، وربما أعلى معايير الحفاظ على البيئة. يجسد اليخت لومينوزيتي من بينيتي لليخوت، البالغ طوله 353 قدمًا، تحولاً جذريًا في مسيرة الصانع الإيطالي، ليس بسبب أبعاد حجمه فحسب، وهو الذي يزهو بعارضة تمتد بطول 56 قدمًا، وبوزن إجمالي مهيب يساوي 5,844 طنًا، ولكن بسبب المزايا المتنوعة التي تجتمع أيضًا على متنه. يعكس المظهر الخارجي، الذي أسفر عنه مشروع تعاون بين رايموند لانغتون، وشركة أزور يخت ديزاين، وزانيز جاكوبوفسكي، وجورجيو م. كاسيتا، طابعًا تقليديًا يكرسه التصميم الرأسي للجؤجؤ، والواجهات الزجاجية التي ترتفع عبر الأسطح الأربعة من الأرضية إلى السقف وتوازي بحجمها مساحة تسعة آلاف قدم مربعة تقريبًا.
تبدو المساحات الداخلية التي أبدعها زانيز جاكوبوفسكي أقرب إلى عالم عجائب حديث يغلب عليه طابع فني. يرتفع جدار للوسائط الإعلامية يمكن التحكم به عن بعد، ويشتمل على ألواح إلكترونية بطول 1200 قدم، صعودًا عبر ثلاثة أسطح في محيط بئر السلم الزجاجي الرئيس، فيحول هذه الفسحة إلى حديقة مطر استوائي، فيما بتلات أزهار المغنوليا التي تزين الجدار في المجلس تتفتح وتنغلق بعضها على بعض كلما مر أحدهم في المكان. فضلاً عن ذلك، تبدو عناصر الزينة في الفسحات العامة معاصرة وبعيدة عن التكلف، فيما الجناح الرئيس المهيب يكشف عن مزايا مفاجئة مبتكرة على غرار حوض التدليك بالماء الذي صيغ من كتلة واحدة من الرخام نفسه الذي استخدمه مايكل آنجلو لنحت مأثرته الشهيرة «ديفيد». يحتضن اليخت أيضًا اثنتي عشرة مقصورة، بما في ذلك أربعة أجنحة ملكية، تتسع كلها لاستضافة 27 راكبًا. أما النادي الشاطئي، الذي يشكل مرفقًا آخر متكامل المزايا، فيضم شرفتين بحريتين تمتدان على مساحة 323 قدم مربعة، وفسحة لتناول الطعام، ومركزًا للياقة البدنية كامل التجهيز، وحوض سباحة معززًا بوحدة لضخ المياه في دفق مستمر.
لكن الميزة الثورية الأبرز في اليخت تتمثل بطاقته الهجينة، إذ جرى تجهيزه بثلاثة مولدات تعمل بالطاقة الكهربائية والديزل، فضلاً عن مجموعة من بطاريات بوليمير الليثيوم يبلغ وزنها نحو 36 طنًا وتتيح تغذية أنظمة اليخت ذي المرافق الفندقية طيلة 12 ساعة دون أي انبعاثات أو ضجيج من المحرك. يوفر نظام الدفع من طراز Azipod سرعة قصوى معقولة تساوي 16 عقدة، فيما يمكن لليخت أن يقطع مسافة ثمانية آلاف ميل بحري عند الإبحار بسرعة 10 عقد، ما قد يجعله قادرًا على أن يقطع المحيط الأطلسي ذهابًا وإيابًا.
www.benettiyachts.com