إن التصور الخيالي للقارب الشراعي الأعلى تميزًا يتجسد واقعا ملموسا.
عندما أطلق المستثمر طوم بيركنز، المدير العام السابق لشركة Hewlett Packard، اليخت الشراعي Matlese Falcon في عام 2006، نجح في أن يحقق حلمًا خياليًا لم يكن معظم البحارة ليتجرؤوا حتى على التفكير فيه. يُعد اليخت الفاره الذي تولت بناءه شركة بيريني نافي بطول مقداره 289 قدمًا، القارب الشراعي ذا المظهر الأشد تطرفًا في العالم، وتميزه ثلاث صوار دوارة عملاقة كل منها يدعم خمسة أشرعة.
تتيح الصواري من طراز Dyna Rig لهذا اليخت تحقيق سرعة أقصاها 24 عقدة. على الرغم من أنه كان يمكن لترجمة مفهوم اليخت الذي يعود إلى القرن التاسع عشر في تصميم يليق بالقرن الحادي والعشرين أن تنتهي إلى فشل ذريع، إلا أن بيركنز مضى قدمًا على طريق تحقيق حلمه، وأنفق على مدى أربعة أعوام ما بين 150 مليون دولار و300 مليون دولار. في سياق ذلك، عمد فريقه إلى بناء منشأة خاصة استُخدمت لتصنيع الصواري من ألياف الكاربون (والتي يرتفع علوها حتى 187 قدمًا) واختبارها في حوض سفن بيريني نافي في ضاحية توزلا بتركيا. تُرتب الأشرعة المطوية داخل الصواري وتنبسط تلقائيًا في أثناء الإبحار في غضون ست دقائق. يتم تعديل الأشرعة التي لا ترتكز إلى أي دعائم خاصة بها عند تدوير الصواري. يذكر أن هذا اليخت قد حقق الفوز في كثير من سباقات اليخوت الفارهة.
أما تصميمه الداخلي الآسر، فتميزه مساحات رحبة ومواد يعكس تعارضها تناغمًا بديعًا. فاللمسات المصقولة بألياف الكربون تجاور خشب الجوز، والتفاصيل المشغولة من الألمنيوم تستوطن جوار خشب الأبنوس. يحتضن اليخت جناحًا رئيسًا ينبسط على امتداد العارضة، فضلاً عن خمسة أجنحة بأسرّة مزدوجة. انقضت 12 سنة مذ بنى بيركنز يخت أحلامه، لكن هذا اليخت لا يزال يشكّل واحدًا من اليخوت الشراعية الأكثر تطورًا على الإطلاق من الناحية التقنية.
