نماذج تصورية ليخوت فارهة كفيلة بأن توجه القطاع كله نحو مسارات جديدة
يمثل التقليد في العادة أصدق أشكال التملق، إلا عندما يتعلق الأمر بالقوارب كبيرة الحجم. فخلافًا لما هو عليه حال المفاهيم التصورية في عالم السيارات، والتي تشكل في العادة محفزات للمصممين في قطاعات أخرى، تهدف اليخوت التصورية إلى توفير مصادر إلهام للمالكين لحثهم على الارتقاء بأسلوب تصميم قواربهم بحسب الطلب. ويبقى التمايز هو الغاية المنشودة لأولئك الذين ينطلقون على طريق بناء يخت جديد. لكن ما يثير السخرية هو أن الآخرين في القطاع يشرعون في اللحاق بركبهم ما إن يكتمل بناء هذه اليخوت المتمايزة.
تهدف اليخوت التصورية، من يخت ستار الذي صممه إيغور لوبانوف بطول 436 قدمًا وأثرى ملامحه بقمة مركزية مهيبة، إلى اليخت الحالي L البالغ طوله 394 قدمًا والذي اختار له تيري غوغان (المشارك في تصميم اليخت M/YA مع فيليب ستارك) تصميمًا تقدميًا، إلى توسيع آفاق المخيلة. وتلبي الطرز الأحدث ثلاثة متطلبات يسعى إليها المشترون المحتملون: إمكانات السفر في بعثات استكشافية، والتقنية الصديقة للبيئة، والتحسينات المرتبطة بأسلوب العيش.
"يعد اليخت التصوري أكوا Aqua أول يخت فاره يرتكز إلى استخدام تقنية خلايا الوقود والهيدروجين السائل."
يشكل اليخت التصوري كاريبو Caribù من ستيف كوزلوف يختًا شراعيًا من فئة السفن المخصصة للرحلات القطبية، جرى تجهيزه بحظيرة تتسع لثلاث طائرات مروحية. يهدف هذا اليخت إلى تلبية الحاجة لسفينة استكشافية قوية الأداء وصديقة للبيئة، يقول كوزلوف: «إن اليخوت التصورية تشكل أداة تثقيفية للمالكين وتساعد على توجيههم نحو تصميم معين أو مصمم محدد.»
لكن اليخوت التصورية لا تعكس ابتكارًا خياليًا مرحًا فحسب، بل تسعى أيضًا إلى تحديد المجالات التي تنطوي على إمكانات حقيقية لمشاريع بناء يخوت مستقبلية. ما يُعد اليوم مزايا شائعة على متن اليخوت، مثل النوادي الشاطئية، والشرفات القابلة للطي، والأجهزة اليدوية للتحكم بالرسو عن بعد، وإمكانات الغوص تحت سطح الماء، تمخضت كلها عن مفاهيم تصورية سبقت أوانها. غير أنه قد يكون من المفيد، لضمان ولو فرصة ضئيلة بأن يتحول أي تصميم إلى واقع ملموس، أن يجري تطويره بالتعاون مع حوض للسفن. فهذه الخطوة لن تضمن سلامة التصميم على المستوى الهندسي فحسب، بل ستتيح ربط التصميم بزبائن حاليين قد يختارون القيام بالخطوة التالية على ما يقول روب أرمسترونغ، المدير الإبداعي في استوديو ثيرتي سي ThirtyC البريطاني للتصاميم. يقول أرمسترونغ: «إن فئة اليخوت التصورية أتاحت للمالكين العثور سريعًا على أساليب وتوجهات يرغبون في استشكافها.»
يشتمل المشروع التصوري بروجيكت لوتس من ثيرتي سي على يخت شراعي بطول 289 قدما وقارب ثان مرافق له يبلغ طوله 230 قدما
يحاول أرمسترونغ أن يوازن بين المفاهيم التصورية وجدواها بموازاة استشراف ما ينشده القطاع والزبائن المحتملون. يتكون مشروع بروجيكت لوتس من ثيرتي سي، من يخت شراعي بطول 289 قدمًا مجهز بصوارٍ من طراز ديناريغ Dynarig، ألحق به قارب استكشافي مرافق بطول 230 قدمًا، وجرى تزويده بمجموعة متكاملة من خيارات الانتقال من البحر إلى الشاطئ، بما في ذلك الدراجات المائية، وزوارق الخدمات، والسيارات، والطائرات المروحية، وكلها تهدف إلى الارتقاء بنمط حياة المالك. بل يمكن أيضًا لليخت أن يحتضن غواصة. أما قارب الدعم، فيمكن استخدامه من حيث كونه يختًا رئيسًا عند مشاركة اليخت الشراعي في بطولة لليخوت، أو بوصفه مركزًا للعمليات ولإقامة طاقم اليختين وفريق الخدمات مثل الربابين، والأطباء، والمعلمين، وأي مرشدين أو أفراد آخرين يساعد حضورهم على إثراء المغامرات والحفاظ على سلامة المالكين. يجري التسويق لليخت لوتس، الذي صُمم بالتعاون مع شركتي Dykstra Naval Architects وRoyal Huisman بوصفه مشروعًا متكاملاً.
اليخت كاريبو من ستيف كوزلوف يجسد مفهوما تصوريا مبتكرًا ومثاليا للرحلات الاستكشافية الصديقة للبيئة
فضلاً عن ذلك، يتنامى إصرار المالكين أكثر من ذي قبل على تجهيز يخوتهم بتقنية صديقة للبيئة، وذلك في سبيل موازاة الميول التي تستثيرهم على اليابسة. ويُعد اليخت التصوري الجديد أكوا Aqua، البالغ طوله 367 قدمًا، والذي ابتكرته شركة Sinot Yacht Architecture & Design بالتعاون مع شركة Lateral Naval Architects، أول يخت فاره يرتكز إلى استخدام تقنية خلايا الوقود والهيدروجين السائل. جُهز اليخت أيضًا بمرصد أقيم عند الجؤجؤ، وعُرف باسم حجرة أكوا، متدثرًا بحصته من الواجهات الزجاجية المستخدمة على متن اليخت بإسراف يثير اهتمامًا ملحوظًا.
يقول المصمم ساندر سينو: «استلهمنا التصميم من النمط الحياتي لمالك متبصر ذي رؤية تقدمية، والشكل السائل المرن للماء، والتقنية الثورية. تمثل التحدي الحقيقي الذي واجهناه في استخدام خلايا الوقود والهيدروجين السائل على متن يخت فاره حقيقي لا يُعد ثوريًا بمزاياه التقنية فحسب، ولكن في خطوطه التصميمية أيضًا.» فعند هذا المستوى، لا سبيل للمساومة على البيئة أو على العناصر الجمالية. ويبقى الكمال مفهومًا مهيبًا.