لامبورغيني تثري قطاع السيارات الرياضية متعددة الاستعمالات بمزايا الأداء الخارق
في مطلع شهر ديسمبر كانون الأول الفائت، كشفت لامبورغيني عن مأثرة جديدة تعكس مقاربتها المتبصرة لسيارة رياضية متعددة الاستعمالات ترقى بهذه الفئة من المركبات إلى مستويات أعلى تميزًا. يذكر أن سيارة لامبورغيني أوروس الجديدة هذه لا تشكّل سابقة للصانع في قطاع سيارات الدفع الرباعي. فالشركة كانت قد أطلقت أواخر ثمانينيات القرن الفائت مركبة LM002 المجهزة بمحرك قادر على إنتاج قوة مقدارها 450 حصانًا (مماثل لمحرك سيارة لامبورغيني الشهيرة آنذاك كونتاش) والتي تستلهم في تصميمها نموذجًا اختباريًا لشاحنة عسكرية كانت لامبورغيني قد ابتكرتها سنة 1977. لكن إن كانت المركبة LM002 قد شكّلت في زمانها، وقبل توقف إنتاجها عام 1992، واحدة من أقوى مركبات الدفع الرباعي بموازاة تميزها بمظاهر الفخامة، فإن ما يعد به ثور لامبورغيني الجديد يبشّر باستحداث فئة جديدة ضمن سوق المركبات الفاخرة لسيارات رياضية متعددة الاستعمالات تتميز عن غيرها بقوتها البالغة وأدائها الخارق.
كما جرت العادة على مدى تاريخ لامبورغيني، استُلهم اسم المركبة من عالم الثيران. فالثور أوروس يُعد واحدًا من الثيران البرية الضخمة التي تحدّرت منها لاحقًا قطعان الماشية، وهو يشبه في مظهره الثور المشارك في مصارعة الثيران الإسبانية. وفيما يتعلق بالمظهر، لا يمكن للمتأمل في خطوط أوروس أن يخطئ هويتها. فالسيارة تستعير عناصرها التصميمية من سيارة LM002 القديمة، من سيارات الشركة الرياضية الخارقة. يستحضر الجزء الأمامي من أوروس صور المركبتين ميورا وأفنتادور عبر تفاصيله التي تشير إلى موقع المحرك المثبّت أعلى قبة الغطاء، فيما خطوط السقف العرضية توحي بالديناميكية التي كانت تتفرد بها سيارة كونتاش، والأبواب المجردة من أي إطارات تعيد هي أيضًا التذكير بالمركبات التي صممها مارتشيلو غانديني.
في كامل تفاصيل التصميم الانسيابي الذي تتناغم فيه جينات لامبورغيني الأصيلة، بدءًا من الوضعية المنخفضة للمقدمة التي يحددها مصد ضخم الحجم وتزينها مصابيح رياضية الطابع تتخذ شكل الحرف Y، وخط السقف المنخفض والزجاج الأمامي المائل، ووصولاً إلى الناشر الخلفي المستلهم من سيارات السباق في أسطول لامبورغيني والمعزز بثنائية الأنابيب الدائرية المدمجة للعادم، وتناغم الخطوط المقوسة والمقعرة في البابين الخلفيين، تعكس أوروس الأبعاد المتعددة لروحها بوصفها سيارة رياضية أنيقة صالحة للقيادة على الطرقات الوعرة. يذكر أن تصميم مختلف أسطح المركبة يسهم في الارتقاء بمزاياها الديناميكية الهوائية. فالناشر الأمامي ومنافذ الهواء ضخمة الحجم تضمن تدفق الهواء بأقصى قدر ممكن، فيما الشفرات المثبّتة إلى الأطراف الخارجية للزجاج الخلفي، والجناح الخلفي الذي يبدو طافيًا، كما المصد الخلفي المدمج، تتيح مجتمعة الحد من مقاومة الديناميكية الهوائية.
أما على مستوى الأداء، فجهَّزت الشركة ثورها الجديد بمحرّك V8 من ثماني أسطوانات بسعة أربعة لترات، معزز بشاحن توربيني مزدوج قادر على إنتاج قوة تساوي 650 حصانًا وعزم دوران مقداره 850 نيوتن متر عند 2٫250 دورة إلى 4٫500 دورة، ما يتيح للمركبة التسارع من صفر إلى 100 كليومتر/ الساعة في غضون 3.6 ثانية، وتحقيق سرعة أقصاها 305 كيلومترات/ الساعة، ما يجعل أوروس السيارة الأسرع ضمن فئتها. لكن السرعة الخارقة ليست وحدها ما يميز أداء أوروس، بل يُضاف إليها المستوى العالي من الثبات والاستجابة على مختلف أنواع الطرقات وفي ظل الأحوال الجوية المختلفة وذلك بسبب نظام الدفع الرباعي الذي تدعمه مجموعة تروس مركزية ذاتية الإقفال، ونظام توجيه نشط لعزم الدوران يرتكز إلى التفاوت في المحور الخلفي بما يسمح بتوزيع الطاقة المتدفقة على كل إطار بشكل مستقل لتعزيز قوة السحب بحسب نمط القيادة المعتمد. لمزيد من الراحة والسلامة على الطرقات، جُهِّزت أوروس بمكابح مصنوعة من السيراميك والكربون، ونظام تعليق متكيّف يليق بأدائها المتفوق.
في السيارة المزودة بعلبة تروس أوتوماتيكية من ثماني سرعات، يتيح نظام تامبورو الاختيار بين ستة أنماط مختلفة للقيادة، ثلاثة منها ابتُكرت خصيصًا للطرقات غير المعبدة بالإسفلت وتتفاوت بين «نيف» Neve للطرقات المكسوة بالثلوج، و«سابيا» Sabbia للقيادة على الرمال، و«تيرّا» للطرقات الوعرة. أما الأنماط القياسية الثلاثة، فتشمل «سترادا» التي تضمن تكييف ارتفاع السيارة مع معدل السرعة لراحة مثالية، و«سبورت» الذي ينخفض فيه علو أوروس لضمان الثبات بغض النظر عن السرعة، و«كورسا» الذي يرقى بأداء المركبة ودقة استجابتها في ظل الحد الأدنى من دوران المحرك. ارتقاء بتجربة القيادة، تستعير أوروس من مركبة أفنتادور أس نظام «إيغو» Ego الذي يتيح تعديل خاصيات القيادة وإعدادات المركبة بحسب ما يفضله السائق.
إن كانت لامبورغيني قد تفوقت في أن توفر لسائق مركبة أوروس تجربة قيادة بالغة التميز على مستوى الأداء، يشهد على ذلك حتى صوت المحرك الذي يتبدل بحسب نمط القيادة المختار، فينبعث هادئًا في نمط «سترادا» فيما يزأر مزمجرًا في نمط «كورسا»، فإنها أفلحت في توفير مقومات الترف في القيادة والتي تعكسها مقصورة داخلية تحاكي المظهر الرياضي الخارجي لأوروس إنما لا تعوزها فخامة. بتفاصيل متقنة مشغولة من الجلد والخشب والألمنيوم وألياف الكربون بما يعكس مستوى عاليًا من الحرفية، شكّلت لامبورغيني مقصورتها فضاء رياضيًا راقيًا تختزله مقاعد كهربائية يمكن تعديلها في 12 وضعية مختلفة، ولوح عدادات بتصميم انسيابي الخطوط، وعجلة قيادة متعددة الوظائف دمجت فيها أزرار مختلفة للتحكم بنظام المعلومات والترفيه والاتصال من لامبورغيني والذي يتيح ضبط إعدادات القيادة، والوسائط الإعلامية، والاتصالات الهاتفية، والملاحة التي يمكن مراجعة بيانتها من خلال شاشة رقمية ثلاثية الأبعاد. إضافة إلى خاصية التحكم الصوتي، تدعم هذا النظام التقني أنظمة متطورة لمساعدة السائق تشمل القيادة الذاتية واستشراف مخاطر الاصطدام.
من المتوقع أن تطرح لامبورغيني مأثرتها الجديدة في الأسواق في ربيع عام 2018 بسعر يبدأ من 171٫429 يورو.