يثبت أداء المركبة الأحدث ضمن فئة الذيل الطويل من ماكلارين أن هذا الطراز المخصص للقيادة على الطرقات يليق بحلبة السباق.
يبدو جليًا، حتى من مسافة بعيدة، أن علامة ماكلارين ركّزت على عنصر الأداء خلال تصميم طراز 765LT. فالجناح الخلفي الذي ابتُكر بحجم لوح للجدف يُعد إشارة لا لبس فيها إلى مركبة تضع حلبة السباقات نصب عينيها. بوصفي من هواة طراز 720S من ماكلارين، الذي يرتكز إليه طراز 765LT (في فئة مركبات الذيل الطويل Longtail)، كنت متلهفًا لأرى كيف سيكون بالمقارنة أداء السيارة الجديدة والأقوى، والتي تُعد الأحدث في أسطول Super Series من ماكلارين.
Drew Phillips
بعد أن تجاوزت عتبة الباب المرتفعة وانزلقت في المقعد الرياضي المريح، ضغطت على زر تشغيل المركبة، فانبعث الزئير الأجش للمحرك V-8 المكوّن من ثماني أسطوانات بسعة أربعة لترات والمعزز بشاحن توربيني مزدوج. ينتج المحرك قوة تساوي 755 حصانًا عند 7,500 دورة/الدقيقة، وقوة عزم دوران مقدارها 799.93 نيوتن متر عند 5,500 دورة/الدقيقة، الأمر الذي يتيح للسيارة تحقيق سرعة قصوى تساوي 205 أميال/الساعة. لكن بالرغم من أن هذه الأرقام ليست متواضعة على الإطلاق، إلا أنها لا تعكس حقيقة ما يتمتع به المحرك من نطاق قوة عريض وزخم هائل يسمحان للمركبات من طراز 765LT بالتسارع من صفر إلى 60 ميلاً/الساعة في غضون 2.7 ثانية.
Drew Phillips
يغلب على المقصورة الداخلية التي تزهو بجلد ألكانتارا في سيارة McLaren 765LT طابع تصميمي بسيط. لكن أداء مركبة الكوبيه القادرة على إنتاج قوة تساوي 755 حصانا أبعد ما يكون عن التقشف.
يُعزى السبب في ذلك بجزء منه إلى نظام ماكلارين الناقل للحركة المعزز بجهاز تعشيق مزدوج من سبع سرعات. يكشف هذا النظام في وضع القيادة الآلي Auto عن حركته الانسيابية السريعة وغير المتكلفة إلى حد لا ينبغي معه التفكير في استخدام ذراعي التبديل اليدوي إلا لأغراض ترفيهية. ويضاهي علبة التروس الخارقة مستوى التحكم بالثبات بالغ الدقة الذي تتميز به المركبة، والمعلومات المرتدة من نظام التوجيه ذي الطابع التخاطري. يتيح نظام التعليق النشط تجاوز المنعطفات بسرعة وثبات يفوقان ما هو عليه الحال في طراز 720S (وتساعد على ذلك أيضًا الأنابيب الأشد صلابة المستخدمة لربط المحرك بالهيكل)، بينما يتنامى الشعور بالسيطرة على المركبة عند السرعات العالية بسبب مزايا الديناميكية الهوائية النشطة (بما في ذلك الجناح الخلفي الضخم) التي تعزز القوة السفلية بنسبة 25% في سيارة تُعد أيضًا أخف وزنًا بمقدار 79.83 كيلوغرام. أما أسطوانات المكابح المصممة على هيئة كماشات، والتي استعارها الصانع من طراز ماكلارين سينا، فتدفع بالسيارة البالغ وزنها نحو 1339 كيلوغرامًا إلى التوقف من سرعة 62 ميلاً/الساعة بعد تجاوز أقل من 97 قدمًا.
Drew Phillips
"يكشف النظام الناقل للحركة في وضع القيادة الآلي عن حركته الانسيابية غير المتكلفة إلى حد لا ينبغي معه التفكير في استخدام ذراعي التبديل اليدوي إلا لأغراض ترفيهية"
تبدو المقصورة الداخلية للسيارة أقرب إلى ملاذ عملي يتدثر بكسوة من جلد ألكانتارا، لكنها ليست ضيقة أو خانقة على الإطلاق. كما أنها توفر مدى مثاليًا للرؤية الأمامية، وتحتضن في اللوح المركزي شاشة مبسطة التصميم تعمل بتقنية اللمس وتتيح التحكم بنظام المعلومات والترفيه، ودرجة الحرارة، ونظام القياس والتشخيص على متن السيارة. كما ثُبّتت إلى الجهة اليسرى أزرار دوّارة لضبط أداء المحرك، ونظام نقل الحركة، ونظام التعليق النشط أيضًا، في أوضاع القيادة المريحة، والقيادة الرياضية، والقيادة على الحلبة. على الطرقات المعبدة جيدًا، يحقق ضبط المحرك على وضع القيادة الرياضية، وضبط نظام التعليق على وضع القيادة المريحة توازنًا مثاليًا بين القوة الحازمة والثبات المنضبط. لكن وضع القيادة على الحلبة الذي يكشف عن الطابع الشرس للمركبة يُجسد الطريقة المثلى لاختبار الهدير الأجش والمُلح للمحرك V-8 المعزز بشاحن توربيني مزدوج، والذي ينبعث عبر النظام العادم خفيف الوزن المصنوع من التيتانيوم.
قد يشكل طراز 765LT وصفة دواء سريع المفعول لأولئك الذين ينشدون العلاج بالسرعة العالية للتخفف من وطأة سنة لم يسبق لها مثيل. لكنها وصفة لا بد من صرفها سريعًا لأن ماكلارين لن تصنع من هذا الطراز سوى 765 نموذجًا بسعر يبدأ من 358 ألف دولار لكل نموذج.
