تطرح شركة بولستار طرازها الأول من سيارات الكوبيه الهجينة التي تعد بتجربة قيادة مثيرة.
لا تتساهل جادة سكايلاين في جنوب كاليفورنيا مع المركبات غير المؤهلة للقيادة عبرها. فالطريق التي تمتد في مسلكين صعودًا إلى جبال سانتا كروز، مباشرة إلى الجهة الغربية من سيليكون فالي، تتميز بوفرة منعطفاتها التي تلتف فوق أسطح غير مستوية، وبكثير من الامتدادات متفاوتة ارتفاع الأسطح، فضلاً عن التبدل المستمر لانعكاسات الظلال فوقها. ولا بد في هذه الحالة من أن تتضافر جهود السائق مع أداء السيارة في مسعى مشترك. ما يبعث على السرور هو أن المركبة الأولى التي تطرحها شركة السيارات بولستار، والتي تشكل نقيضًا عالي الأداء للمركبة العملية من الشركة الشقيقة فولفو، تعزز الإحساس بالثقة منذ البداية.
يستهدف هذا الطراز من السيارات الهجينة ذات البابين، الذي حمل اسم بولستار 1، تحديدًا هواة المركبات من طراز 911 توربو لدى بورشه، وطراز GT لدى مرسيدس – إيه إم جي. بل إنه يتنافس مع هذين الطرازين راسخي المكانة من حيث السعر (إذ يبلغ السعر الابتدائي لنموذج منه 155 ألف دولار)، ومن حيث الأداء (تنتج المركبة من هذا الطراز قوة مقدارها 600 حصان، وقوة عزم تساوي 1000.59 نيوتن متر)، والمقدرة على استشراف مدخلات السائق (جرى تعزيزه بنظام دفع بالعجلات الأربع، وبنظام تعليق فائق الأداء من طراز Öhlins).
تقدمت بنا السيارة عبر طريق سكايلاين السريع كما لو كانت تسير فوق خط للسكة الحديدية، في ظل تفاعل مباشر مع حركة عجلة القيادة
كشف اليوم الذي قضيناه في اختبار الإمكانات القصوى لنموذج من هذا الطراز باللون الرمادي غير المصقول عن الطابع الرياضي لسيارة تحض المرء على قيادتها، موفرة له خمسة إعدادات مختلفة للقيادة. في وضع القيادة Pure، يمكن للسائق أن يتوقع تجاوز مسافة تقارب ثلاثة وتسعين ميلاً باستخدام الطاقة الكهربائية فحسب. أما وضع الدفع الكلي AWD، فيضمن الإبقاء على إعدادات نظام الدفع بالعجلات الأربع لتعزيز التحكم بقوة الجر، فيما وضع القيادة الهجينة Hybrid يعزز كفاءة مجموعة الحركة المختلطة إلى الحد الأقصى. فضلاً عن ذلك، يتيح وضع القيادة الفردي Individual استخدام إعدادات القيادة المعدلة بحسب الطلب، بينما يرقى وضع الطاقة Power بمستوى الأداء والاستجابة.
اخترنا هذا الوضع الأخير، وضبطنا الإعدادات فيه بما يتيح زيادة كفاءة المكابح المجددة للطاقة، ويعزز نمط القيادة باستخدام دواسة واحدة بالرغم من أن المكابح الأمامية ذات الفتحات من طراز أكيبونو، والمكابح الخلفية من طراز Conti EPB تستجيب بسرعة للسائق. تقدمت بنا السيارة عبر طريق سكايلاين السريع كما لو كانت تسير فوق خط للسكة الحديدية، في ظل غياب أي تباين يُذكر في الانطلاقة الانسيابية للهيكل الداخلي، والتفاعل المباشر مع حركة عجلة القيادة. كان نظام التعليق يجعل الأخاديد التي تتخلل الطريق تبدو مستوية دون أن يلغي المعلومات الدقيقة المرتدة من السائق، وذلك خلافًا لما هو عليه الحال في كثير من مركبات الكوبيه الحالية من طراز GT، التي تنحاز على نحو مبالغ فيه إلى تدليل السائق.
تخطط الشركة لإنتاج 1500 نموذج من طراز بولستار 1، على أن يبدأ سعر كل منها من 155 ألف دولار.
تمثّل الأمر الوحيد الذي خذلنا حقًا في أننا، وللمفاجأة، استنزفنا طاقة البطارية بصورة تامة في غضون تسعين دقيقة فقط بعد أن قدنا السيارة لوقت طويل في وضع الطاقة. كان لا بد بعد ذلك لمركبة الكوبيه من الاعتماد كليًا على نظام حرق الوقود. بالرغم من أن هذا الأمر قد لا يسبب مشكلة لسيارة تنتج قوة تساوي 326 حصانًا، إلا أن غياب المحركين الكهربائيين على متن سيارة مجهزة بمجموعة بطاريات ثقيلة من طراز LG Chem، كان لافتًا، وأشبه بالتعطل المفاجئ لأحد مكبرات الصوت في أثناء الإصغاء لأغنية مثل Guns N’ Roses عبر نظام مجسم الصوت. فالطاقة الكهربائية تشكل عنصرًا أساسيًا للشخصية الحيوية لهذه المركبة.
لكن بغض النظر عن ذلك، إذا كانت الحشود التي راحت تتجمهر من حولنا كلما أوقفنا السيارة في مكان ما لتشكل أداة قياس ما، فإنها تؤشر إلى أن العلامة قد شرعت تثير مقدارًا حسنًا من الجلبة. ومن المتوقع أن تطرح الشركة في وقت لاحق من هذا العالم طراز بولستار 2 من السيارات الكهربائية بالكامل المكونة من أربعة أبواب، ما يعد بتجربة قيادة بروليتارية تُرجع أصداء طراز Tesla Model 3 بسعر يساوي ثلاثة وستين ألف دولار. ولكن عندما يتعلق الأمر بالطراز الشهير، فإن احتمالات رؤية نماذج منه على الطريق تبقى أدنى من احتمال مصادفة شهاب يعبر السماء. فالشركة لن تنتج سوى 1500 نموذج من طراز بولستار 1.