مرسيدس – بنز تكشف عن مركبتها الكهربائية التصورية Vision EQS التي تزهو بأداء قوي وتصميم آسر يهز قواعد المألوف.
يملؤني شعور بالإثارة لا تقتصر أسبابه على طنين طائرة مروحية تابعة للشرطة، وأكاد أجزم أنها تحلق في الأعلى في محاولة للحصول على رؤية أوضح للمركبة التي أقودها والتي تسبق زمنًا آتيًا. من على إحدى الهضاب في متنزه إيليزيان بارك في لوس أنجليس، أوجه سيارة مرسيدس – بنز رباعية الدفع من طراز Vision EQS من داخل مقصورة القيادة التي تتدثر بلون أبيض يحاكي لون بذلات رواد الفضاء. تنساب السيارة بهدوء تام، وتبدو خيالية وسريعة الاستجابة إلى حد أني أتساءل عما إذا كانت هذه المركبة التصورية التي لا تصدر أي انبعاثات تلامس الإسفلت حقًا أم تطفو على علو بضع بوصات منه.
يقول غوردن واغنر، الرئيس التنفيذي للتصاميم لدى العلامة الألمانية: «إنها المرة الأولى التي نطور فيها منصة كهربائية متعددة الأغراض. أردنا الانطلاق من الفئة الأعلى في أسطولنا، لكن هذا الطراز يختلف إلى حد كبير عن طراز S-Class ضمن فئة سيارات السيدان التقليدية ثلاثية الأجزاء التي ألفتموها.»
الواقع هو أن هذا الوصف لا يفي المركبة حقها. إنها تُعد أول ابتكار على درب تطوير خط EQ المنتظر من سيارات مرسيدس المخصصة للإنتاج على نطاق واسع والمجهزة بمجموعة طاقة تعمل بالبطاريات. فمن المخطط له أن تطرح الشركة بحلول عام 2022 أكثر من عشرة طُرز من هذه المركبات. غير أن سيارة Vision EQS، المعززة بإمكانات القيادة الذاتية من الطراز الثالث، تمثل ما هو متوقع من هذا الأسطول.
جهزت سيارة Vision EQS بمجموعة من الصمامات الثنائية الباعثة للضوء
التي يقارب عددها في الجزء الخلفي من المركبة 300 صمام
لكن ما يثير الإعجاب في هذه المركبة ليس مجموعة الطاقة التي جُهزت بها. صحيح أن هذه المجموعة تتيح إنتاج قوة تساوي 460 حصانًا، وقوة عزم مقدارها 759.25 نيوتن متر، وذلك من خلال المولدين الكهربائيين المثبتين إلى المحورين الأمامي والخلفي، فضلاً عن تحقيق سرعة قصوى مقدارها 124 ميلاً/الساعة، والتسارع من صفر إلى 60 ميلاً/الساعة في أقل من 4.5 ثانية، والقدرة على السفر مسافة 435 ميلاً (إذ يمكن شحن البطاريات وصولاً إلى نسبة 08% في غضون 20 دقيقة)، إلا أن هذه الأرقام ليست بالخبر الجديد. ما يستثير حقيقة حدًا لا مثيل له من الانبهار بهذه المركبة هو خطوطها الخارجية الأنيقة التي تناغم بين الفولاذ والألمنيوم وألياف الكربون، فتحاكي لدى النظر إليها جانبيًا مظهر قطرة ثنائية الألوان من الزئبق السائل، بالإضافة إلى ما تتفرد به مقصورتها الداخلية من مزايا تقنية ولمسات زخرفية مصقولة.
تتجلى هنا اللغة التصميمية الجمالية الجديدة بكثير من الوضوح. وفيما يشير واغنر إلى الشكل الانسيابي المقوس لخط السقف، الذي يشبه قوسًا مشدودًا، يقول: «إنه تصميم غير متكلف يستلهم شكل القوس. أبرزنا هذه السمة من خلال دمج البيت الزجاجي للسيارة بالهيكل، وتعزيز التصميم بخط يمتد، على ما هو عليه الحال في سيارة الكوبيه، فوق كامل بنية المركبة بما يجعلها تبدو منخفضة أكثر.» تحجب هذه الخدعة البصرية حقًا وجود زيادة في الارتفاع مقدارها ست بوصات بسبب تثبيت نظام البطاريات بين العجلات.
يمثل الطرف الأمامي أيضًا عنصرًا بصريًا آخر يهز قواعد المألوف، إذ تميزه مصابيح ثلاثية الأبعاد مثبتة داخل شبكة رقمية. تشتمل الشبكة الزائفة على 188 صمامًا ثنائيًا باعثًا للضوء، صُمم كل منها في هيئة شعار مرسيدس ذي النجمة الثلاثية، وانتظمت في مجموعة ثلاثية الأبعاد. وفيما يتزين الجزء الخلفي من المركبة بتصميم مشابه قوامه 300 صمام ثنائي باعث للضوء، يلتف شريط ضوئي من حول محيطها.
لكن السمة التصميمية الأشد تمايزًا تتجلى في الشكل المنحوت للمقصورة الداخلية. تنساب لوحة العدادات العريضة، التي تشتمل على نظام مطور للمعلومات والترفيه من طراز MBUX، وصولاً إلى المنصة الفسيحة لوحدة التحكم المركزية التي تمتد إلى ما بين المقعدين في الجزء الخلفي. كما استُخدمت في المقصورة مواد مبتكرة، لا سيما في كسوة السقف المصنوعة بجزء منها من البلاستيك المعاد تدويره من نفايات البحار والمحيطات.
"يختلف هذا الطراز إلى حد كبير عن طراز S-Class ضمن فئة سيارات السيدان التقليدية ثلاثية الأجزاء التي ألفتموها."
يقول واغنر: «إن مركبة Vision التصورية تجسّد ما ستكون عليه السيارة حقيقة بنسبة 58% إلى 09%. لكن المقصورة الداخلية قد تتجلى في نهاية المطاف أكثر تطورًا مما تبدو عليه الآن. ستكون هذه المركبة السيارة الحديثة الأكثر فخامة على كوكب الأرض.» لكننا لن نعرف إذا ما كان واغنر يبالغ في قوله هذا، أو يصيب في استشراف المستقبل، إلا عند طرح النموذج المخصص للإنتاج على نطاق واسع من طراز EQS، والمتوقع في مطلع السنة المقبلة.