مركبات صاروخية، يقدر سعر كل منها بملايين الدولارات وتعادل قوتها الميغاواط،
تعيد ترسيم حدود الممكن في عالم السيارات التي تنتج على نطاق واسع.
تمضي عجلة الحياة في غالب الأحيان بسرعة بالغة إلا عندما يتعلق الأمر بسياراتنا. فعندما تُقاس الرحلات اليومية المضجرة على الطرقات بمقدار الوقت الذي نقضيه عالقين في زحمة السير يتحول الإحساس بالسرعة البالغة إلى ترياق مثير يصعب التخلي عنه. لكن كما هو عليه حال معظم الأدوية تتعاظم القدرة على مقاومة هذا الترياق بمرور الوقت، ما يحتم الحاجة إلى جرعة أشد قوة وإلى نظام أكثر كفاءة في توفيرها.
في عام 1894 على سبيل المثال، كانت سيارة من طراز Benz Velo قادرة على إنتاج قوة تعادل ثلاثة أحصنة تُعد أسرع مركبة تُنتج على نطاق واسع، محققة سرعة تساوي 12 ميلاً/الساعة. وبعد مرور خمسة عقود ونيف، ارتفع مؤشر السرعة القصوى إلى 124.6 ميل/الساعة من خلال سيارة من طراز Jaguar XK120 تنتج قوة مقدارها 160 حصانًا. أما خط بلوغ سرعة تساوي 200 ميل/الساعة، فجرى تجاوزه عام 1987 على متن مركبة من طراز RUF CTR تعادل قوتها 515 حصانًا، فيما تشكل اليوم سيارة من طراز Koenigsegg Agera RS القادرة على إنتاج قوة مقدارها 1٫160 حصانًا المرجع الذي تُقاس عليه السرعة القصوى، إذ يمكنها بلوغ معدل سرعة يساوي 277.87 ميل/الساعة.
يتيح اليوم الجمع بين محركات الوقود الأصغر حجمًا ولكن متفوقة الأداء والمعززة بشواحن توربينية، ومجموعات نقل الحركة الكهربائية والهجينة، والمواد خفيفة الوزن إلى حد بالغ، إنتاج مركبات باتت تُعرف باسم «السيارات الخارقة» وتولد قوة تعادل ميغاواط (أي 1٫341 حصانًا)، فضلاً عن استعدادها للوصول إلى حد السرعة البالغ 300 ميل/الساعة. فهل يستطيع الابتكار الأخير من Koenigsegg تحقيق رقم قياسي جديد؟ وهل ستنجح شركة SSC North America في استعادة لقبها من حيث كونها صاحبة أسرع سيارة مخصصة للإنتاج على نطاق واسع؟ أم أن شركة Hennessey Special Vehicles ستتقدم على كلتيهما؟
ذات مرة قال سائق السباقات ماريو أندريتي، المدرج على قائمة الشرف الخاصة بمشاهير هذه الرياضة: «إن السرعة مسألة نسبية. يجدر بالمرء أن يعيشها. فلا يمكنه أن يقتحم هذا العالم على نحو مفاجئ. عليه أن يختبره طيلة الوقت.» ولا شك في أن المركبات التي نستعرضها في ما يأتي قد بُنيت انطلاقًا من هذا المبدأ.