يبقى مفهوم السيارة المتفردة الذي أبصر النور في عام 1967 ابتكارًا ثوريا متطورًا لم يخبُ تميزه بمرور السنين.
لا ابتكار يضاهي سيارات ستينيات القرن الفائت في تجسيدها الصادق لتعبير «العصر الفضائي» (أي الحقبة الشهيرة ببداية الأنشطة المرتبطة باستكشاف الفضاء وتقنياته). تلك كانت حقبة شكّل فيها الأسلوب الإيطالي قوة محفزة في مختلف المجالات، من صنع السيارات إلى عالم الأزياء. كما أنها حقبة لم تشابهها حقبة أخرى فيما يتعلق بوفرة الابتكارات. كان لمصممي السيارات، آنذاك، مطلق الحرية لتصور أي مفهوم يمكن تصنيعه.
لكن المرجح أن أيًّا من محترفات التصميم الإيطالية في تلك المرحلة تفوّق من حيث ابتكاراته الثورية على محترف كاروتزيريا بيرتون حيث عمل المصمم العبقري الشاب مارسيلو غانديني الذي خلّف بصمته على كثير من طرز لامبورغيني المميزة التي دخلت حيز الإنتاج، ومن بينها، على سبيل المثال، مركبات ميورا وكونتاش. لكن سيارة استعراضية واحدة طغت بسبب مظهرها الأسطوري المستلهم من عالم الخيال العلمي على تصاميم المركبات الأخرى كافة، ورسّخت مكانة لامبورغيني بوصفها أبرز صانع ذي فكر تقدمي في العالم.
تمثلت تلك المأثرة في سيارة مارزال، التي أطلقت في مفهوم اختباري لا ثاني له عُرض في معرض جنيف الدولي للسيارات في شهر مارس آذار من عام 1967. ارتكز بناء السيارة الفضية ذات المقاعد الأربعة إلى الهيكل الداخلي لمركبات طراز ميورا، واعتُمد فيها محرك بست أسطوانات متراصة كان في الأصل نصف محرك لامبورغيني من طراز V-12 المكون من 12 أسطوانة. ثُبِّت المحرك في الجزء الخلفي من السيارة في وضع عرضي. وفيما يشبه تمرينًا مسبقًا على حس ابتكار يعكس ذروة الحداثة، تميزت المركبة ببابين زجاجيين ضخمين يُفتحان إلى أعلى، ومقصورة داخلية تزينها كسوة جلدية باللون الفضي، فضلاً عن تفاصيل تصميمية تستلهم الأشكال السداسية اعتُمدت في المصابيح الأمامية وفي الشبك المعدني. إلى يومنا هذا، تستحضر لامبورغيني هذه الأشكال في طرزها الحديثة. يذكر أن مفهوم سيارة مارزال ألهم العناصر التصميمية التي اعتمدها غانديني في ابتكار سيارة إيسبادا Espada، أي المركبة المتميزة من طراز جي تي التي شرعت لامبورغيني في إنتاجها سنة 1968.
وإذ تحافظ سيارة مارزال اليوم على المكانة المتميزة نفسها التي احتلتها عندما كسرت الأعراف كلها قبل 50 سنة، يتجلى الشاهد على ما تجسده من حس ابتكار جريء وتصميم يقارب حد الكمال.
