فيما يشهد قطاع الطائرات الخاصة منافسة شرسة، وصعوبات اقتصادية، وتراجعا في السوق، تكشف ليرجت عن طرازها الأحدث.
في مطلع ستينيات القرن الفائت، أحدثت الطائرة من طراز Learjet 23 ثورة في قطاع طائرات رجال الأعمال. كانت أول طائرة خفيفة قصيرة المدى في العالم، وتميزت بهيكلها العسكري رشيق الخطوط، وموقع خزاني الوقود عند طرفي الجناحين، والمقدرة على تحقيق سرعة قصوى تساوي 561 ميلاً/الساعة، الأمر الذي أكسبها على الفور مكانة مرموقة. يقول رولان فينسنت، رئيس شركة Rolland Vincent للاستشارات في عالم الملاحة الجوية: "إذا كان من اسم وثيق الصلة بطائرات رجال الأعمال، فإنه اسم ليرجت. تمتلك هذه العلامة شهرة راسخة إلى حد أن كثيرا من مالكي الطائرات الذين أعرفهم يسمّون طائراتهم "ليرجت" حتى وإن كان مصدرها صنّاعا آخرين."
لكن علامة ليرجت شهدت في العقد الأخير اضطرابات غير متوقعة. فقد استثمرت الشركة الأم بومباردييه 1.4 مليار دولار لتطوير الطائرة من طراز Learjet 85 بهدف طرحها ابتكارًا يجسّد مستقبل العلامة. غير أنها اضطرت إلى التخلي عن المشروع سنة 2015 عندما واجهت مشكلات مالية أضخم. لم يبق سوى منصتي الطائرات من طرازي Learjet 70 وLearjet 75. شهدت هذه الطائرات، التي استلهمت طائرات الجيل السابق من طرازي Learjet 45 وLearjet 45XR، كثيرا من التحديثات الإيجابية، بما في ذلك الجنيحات المائلة، ومعدلات أعلى لسرعة الارتقاء في الجو، والمحركات المعدلة، فضلاً عن مقصورة القيادة من طراز Bombardier Vision. لكن علامة ليرجت شهدت منافسة شرسة، لا سيما من شركتي إمبراير وتيكسترون اللتين طرحتا طرزًا أحدث كان سعر بعضها أدنى بنحو خمسة ملايين دولار من ثمن طائرة من طراز Learjet 75 البالغ سعرها 13.8 مليون دولار. تنتج ليرجت اليوم نموذجًا واحدًا فقط من هذا الطراز في الشهر الواحد، وذلك في منشأتها بمدينة ويتشيتا.
أما الطائرة من طراز Learjet 75 Liberty، المقرر دخولها حيز الخدمة هذا العام، فتحدد سعرها بمبلغ 9.9 مليون دولار على نحو سيضمن هز القواعد في قطاعي الطائرات الخفيفة والطائرات الخفيفة جدا. فالطائرة ستزهو بهيكل ومقصورة داخلية من الحجم المتوسط لكن تكاليفها التشغيلية ستساوي ما هو عليه الحال في الطائرات الخفيفة الأصغر حجمًا. تقول لويز سولوميتا، المتحدثة باسم بومباردييه: "توفّر الطائرة من هذا الطراز الإمكانات الأفضل من حيث السرعة والمدى في فئة الطائرات الخفيفة. كما أن تصميم مقصورتها الذي تميزه ستة مقاعد يجعل منها أول طائرة في هذه الفئة مجهزة بجناح تنفيذي رحب بما يكفي لمد الساقين."
"صممت الطائرة من طراز 75 Liberty، التي تزهو بمقصورة من الحجم المتوسط فيما تكاليفها التشغيلية توازي ما هو عليه الحال في الطائرات الخفيفة، لهز القواعد في فئتها."
حولت العلامة طائرتها متوسطة الحجم من طراز Learjet 75 إلى طائرة فائقة خفيفة من طراز 75 Liberty من خلال الإبقاء على الهيكل والمحركات مقابل التخلي عن المقاعد، ووحدة الطاقة الثانوية، والمصابيح الخارجية للإضاءة الحادة، ومغسلة الحمام. تحولت هذه التفاصيل كلها إلى مزايا اختيارية.
يقول براين فوليه، الخبير الاستراتيجي في مجال صناعة الطائرات: "إن تجديد منتج ما عن طريق إقصاء بعض عناصره استراتيجية غريبة." يعتقد فوليه أن ليرجت تصارع اليوم للبقاء، ليس بسبب التخلي عن مشروع الطائرة Learjet 85 فحسب، ولكن لأن سوق الطائرات الخفيفة ومتوسطة الحجم بات أيضًا بعيدًا كل البعد عن حالة الذروة التي بلغها قبل مرحلة الركود العظيم. كما لا بد من الإشارة إلى أن الطلبات على طائرات رجال الأعمال ستنخفض هذا العام على ما هو متوقع بنسبة 40% عما كان عليه الحال العام الفائت، وذلك بسبب جائحة فيروس كورونا.
لكن يبقى أن للطائرة من طراز 75 Liberty كثيرا من العناصر الجذابة. إنها تتميز، الإضافة إلى سعرها الأدنى، وتكاليفها التشغيلية التنافسية، بنظام قمرة قيادة محدّث. كما أنها تحظى بدعم بومباردييه، الشركة المصنعة للطائرات الفائقة متوسطة الحجم من طراز Challenger الشهير، وطائرات طُرز Global ذات المدى البعيد.
تقدر القيمة الإجمالية لأعمال بومباردييه في قطاع الطيران الخاص بنحو سبعة مليارات دولار، ولطالما وفرت هذه الشركة الكندية العملاقة الدعم لعلامة ليرجت، أصغر وحدة طائرات منضوية تحت مظلتها.
يتشارك فينسنت مع فوليه المخاوف في ما يتعلق بمستقبل ليرجت، لا سيما في السوق المتخم بالطائرات الجديدة. وفي هذا يقول: "الفائض في السوق ما زال كبيرًا"، مضيفًا أنه يبقى من "أشد المعجبين" بهذه العلامة التي "هلكت وقامت من كبوتها مرات عدة."