المفهوم الابتكاري:
طائرة مدنية فائقة السرعة.
التصميم:
شركة بوينغ.
تاريخ الإنتاج:
قد يبصر هذا المفهوم النور في لمح البصر.
تتمثل أول خطوة على طريق ابتكار المستقبل بتصوره. تصوَّر المهندسون لدى شركة بوينغ مستقبلاً ترتحل في فضائه طائرات مدنية فائقة السرعة. والطائرات فائقة السرعة تتفوق بمستواها على الطائرات الخارقة لجدار الصوت، إذ إنها تتجاوز سرعة اختراق جدار الصوت لتطير بسرعة 5 ماخ، أي بما يعادل 3٫800 ميل/الساعة، أو حتى بأسرع من ذلك. الواقع أن السفر بسرعة 5 ماخ يتيح بلوغ أي مكان على وجه الأرض على متن رحلة جوية تستغرق ثلاث ساعات أو أقل، فيما الرحلات الأطول المتاحة اليوم على متن الخطوط الجوية المدنية، والتي تغطي نحو 9٫000 ميل، تستغرق 18 ساعة مرهقة. عمدت شركة بوينغ إلى الترويج لمفهومها الأحدث للطائرات فائقة السرعة في شهر يوليو تموز الفائت في سياق معرض فارنبوره الدولي للطيران في المملكة المتحدة. تتميز الطائرة الاختبارية بمقدمة مستدقة كالإبرة، وجناحين عريضين مائلين إلى الخلف، وذيل مزدوج.
كانت الشركة قد أعلنت في وقت سابق من هذا العام عن استثمار مجموعتها Horizon X للمسرّعات التقنية في الشركة البريطانية Reaction Engines Limited الشهيرة بمحركها الهجين المتطور «سابر» SABRE (أي المحرك الصاروخي التوليفي النافث للهواء). يزاوج محرك سابر بين تقنيات الطائرات النفاثة وتلك المستخدمة في الصواريخ بما يتيح له دفع الطائرة بسرعات فائقة دون أن ترتفع حرارته إلى حد مفرط. لا تزال الطائرة فائقة السرعة في مرحلة الدراسات الهندسية وفق ما تفيد شركة بوينغ. صحيح أن الشركة تنشط منذ عقود في إجراء الاختبارات على تقنية السفر فائق السرعة، إلا أن توفير هذه التقنية للمسافرين كل يوم سيستغرق عقودًا أخرى. من المرجح أن تكون الطائرات العسكرية وتلك المخصصة لأغراض الأمن القومي هي أولى الطائرات القادرة على السفر بسرعة فائقة. إذا حالفنا الحظ، ربما نتمكن بحلول عام 2045 من تناول الفطور في نيويورك ثم الهبوط في بكين لتناول وجبة الغداء.