الخبير الاستشاري في المزادات على الساعات الراقية يؤكد تمايز آلية الكرونوغراف El Primero من زينيث.
إذا كنت من هواة الساعات، فإنك سمعت على الأرجح باسم أوريل باكس. بنى خبير إدارة المزادات ذو الشخصية الجذابة، والخبير في تقديم استشارات حصرية في مجال الساعات لدار فيليبس، شهرة واسعة من حيث براعته في تحقيق نتائج ممتازة في هذا القطاع، وهو القادر على تعزيز قيمة أي ساعة يضعها نصب عينيه. ربما تذكرون كيف أن ساعة رولكس من طراز دايتونا التي كان يمتلكها بول نيومان حققت 18 مليون دولار عندما بيعت في مزاد علني قبل بضعة أعوام. كان باكس هو من تولّى ذاك المزاد، ومنذ ذلك الحين شهدت ساعات دايتونا عتيقة الطراز ارتفاعًا بالغاً في الأسعار. أما مؤخرًا، فانصب اهتمام هذا الرجل، الذي يشتهر باستشرافه التوجه المقبل في عالم الساعات، على النماذج التاريخية التي تزدان بآلية الكرونوغراف التقليدية El Primero من زينيث، والتي أبصرت النور عام 1969 في طراز حمل الرقم المرجعي Reference A386.
أوريل باكس، الخبير في تقديم استشارات حصرية في مجال الساعات لدار فيليبس،
والخبير في إدارة المزادات.
يصف باكس هذا الطراز بكونه يمثّل “ساعة تقليدية محضة”، ويلفت إلى أن "كثيرًا من هواة جمع الساعات يقدّرون تصميمه العقلاني، والمعيار الحركي التاريخي 3019 الذي استخدمته زينيث فيه، فضلاً عن تصميم الميناء الفريد بموانئه الفرعية المتداخلة."
في شهر نوفمبر تشرين الثاني الفائت، أطلق باكس وأليكس غوتبي، رئيس قسم الساعات لدى دار فيليبس لمنطقة أوروبا القارية والشرق الأوسط، أول مشروع تعاون ريادي بين دار للمزادات وعلامة تجارية، الأمر الذي أثمر عن ابتكار ثلاث ساعات متفردة مزودة بآلية الكرونوغراف El Primero طوّرت بالاستناد إلى الطراز A386. حققت ساعة منها صيغت في نموذج واحد من البلاتين مع ميناء من اللازورد مبلغ 250 ألف دولار في مزاد علني نُظم في جنيف، وجرى التبرع بعائداتها للأعمال الخيرية، فيما بيعت الإصدارات المحدودة الأخرى كلها من الطرازين الآخرين في غضون 30 دقيقة من بدء حفل الإطلاق. طُرح أحد الطرازين في 20 نموذجًا من الذهب الأصفر، والثاني في 49 نموذجًا من الفولاذ المقاوم للصدأ.
النموذج الأولي النادر من ساعة Ref. 1205 El Primero من زينيث، بيع في مزاد لدار فيليبس مقابل حوالي 74 ألف دولار.
لكن ارتباط باكس الشخصي بالطراز الشهير يعود إلى ماض بعيد. فوالده المعماري كان يواظب على جمع الساعات، وكانت مجموعته تضم ساعة مجهّزة بآلية El Primero نالت إعجاب باكس منذ الصغر. بعد سنوات عديدة، وتحديدًا في عام 2014، وفيما كان باكس يحتفي بذكرى ميلاده في مدينة نيويورك، تنبّه في حفل العشاء إلى ساعة أخاذة تزيّن معصم أحد المدعوين، وكان من تجار الساعات الموثوقين. عرض آنذاك التاجر أن يبيعه الساعة «مقابل 6 آلاف دولار» على ما يقول باكس مضيفًا: «تساءلت في صباح اليوم التالي عن صحة قراري، فرحت أتأمل في الساعة.» تبين أنها ساعة أصلية من زينيث مزودة بآلية El Primero تعود إلى عام 1969.
بعد مضي عام على إتمام عملية الشراء تلك، وفيما وقف باكس حاملاً المطرقة بيده في مزاد جنيف للساعات الذي نظمته دار فيليبس، حققت علامة زينيث رقمًا قياسيًا لساعاتها في المزاد عندما بيع نموذج أولي لساعة من عام 1969 مجهّز بآلية الكرونوغراف El Primero مقابل حوالي 74 ألف دولار، أي أكثر من ضعف أعلى سعر تقديري لها. وما فتئت الأسعار ترتفع بشكل مطرد منذ ذلك الحين، إذ تتخطى أسعار الطرز المجهّزة بآلية الحركة El Primero ضعفي أعلى سعر تقديري لها أو ثلاثة أضعافه.
يقول باكس: «لا يرغب جيل اليوم من جامعي الساعات بمنتج قديم فحسب، بل إنهم يبحثون عن المحتوى أيضًا. إنهم يريدون ساعة تجمع بين التاريخ والندرة والتصميم، والأهم من ذلك أن تتميّز بقدر كاف من الشاعرية.» كما يلفت باكس إلى أن «طرز الساعات المجهّزة بآلية El Primero تعكس قيمة بالغة مقارنة بغيرها من ساعات الكرونوغراف الشهيرة.» من المجدي أن يصغي المرء إلى مثل هذا التصريح عندما يدلو به الخبير في استشراف مستقبل الساعات الراقية.